الأحد 22 ديسمبر 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم

البوابة لايت

الزجال.. ابن "البولاقين"

صلاح عبدالله
صلاح عبدالله
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news

لا يمكن فصل الكتابة والتمثيل فى حياة الفنان صلاح عبدالله عن بعضهما البعض، ليس لكونه موهوبًا فى كليهما، ولكن لأن كلًا منهما كان مكملًا للآخر بشكل ما، فحب التمثيل صنع الكتابة، والكتابة نمت التمثيل.
الطفل الذى فتح عينيه فى بولاق أبوالعلا، ثم عبرت أسرته النيل وشقت طريقها إلى قلب الجيزة فى بولاق الدكرور، رافضة أن تسكن فى صحراء المهندسين، فأصبح كما يصف نفسه «ابن البولاقين»، وبولاق الدكرور منطقة مصرية شعبية بامتياز لها طابع خاص تأثر به الطفل ولم ينفصل عنه حتى الآن.
سُحر الطفل بالسينما وأراد أن يفعل مثلما يرى على الشاشة فكتب المشاهد لكى يمثلها مع أصدقائه، فنمت موهبة الكتابة وهو فى طريقه للتمثيل، ومن ساحات الشوارع إلى نادى بولاق إلى مسرح المدرسة ثم الجامعة، شق صلاح عبدالله طريقًا لم يكن سهلًا ولا ممهدًا.
أُطلق على فرقته فى نادى بولاق فرقة «تحالف قوى الشعبـ« لأنها ضمت طلابًا وخريجين وعمالًا، فكانت معبرة عن الشعب المصرى بأكمله، وهذا ملمح أساسى فى شخصية صلاح عبدالله، هو أنه معجون بروح الشعب المصرى، خرج من رحمه، ولم ينفصل عن هذا التكوين، ببساطته وطيبته. قال صلاح عبدالله: «لم أر والدى يبكى إلا فى ١٩٦٧ ولم أره يرقص فرحًا إلا فى ١٩٧٣»، وهذا قد يوضح ارتباط البيئة المحيطة به بحب مصر وهو ما انعكس عليه.
ورغم الإدراك المبكر لموهبة التمثيل أو معرفة المسار الذى يريده لم يكن الطريق ممهدًا، وليس المقصود الصعوبة فى النفاذ إلى داخل الوسط، ولكن أن يمنحك هذا الوسط ما تستحقه، فمنذ منحه المخرج شاكر عبداللطيف الفرصة الأولى للوقوف على مسرح المحترفين، ثم أعطاه الخطوة الأولى بأن رشحه لمحمد صبحى ولينين الرملى، ولمدة ٢٠ عامًا لم يكن يحصل على ما يستحق.
ومثلما هناك خاسرون من كل تجربة جديدة، كان صلاح عبدالله أحد المستفيدين من موجة السينما الشبابية فى تسعينيات القرن الماضى، ليحصد مجهود العشرين السنة الأولى، و«صلاح» ارتبط بهذا الجيل مسرحيًا سواء مسرح المحترفين فى بداية حياته وحياتهم، أو حين أخرج لهم أعمالًا فى مسارح الجامعات.
تزوج «صلاح» زواجًا تقليديًا، لكن الحب أتى بالعشرة، تقول زوجته: «صلاح طيب، ماتعبنيش أبدًا فى حياتنا، هو عصبى أحيانًا بس طيبـ«، هذه الطيبة ليست فى بيته فقط، بل امتدت إلى علاقته بالعاملين فى الوسط الفنى، فإذا كان فى البيت هو «أبوالبنات الثلاث»، فإنه «عم صلاح» فى الوسط الفنى، الكل يحبه ويتعامل معه بروح الأب والأخ الأكبر.
داخل صلاح عبدالله صوت يصبو للحرية وللعدل والمساواة، لا يمكن منحه أى صبغة أيديولوجية حتى وإن بدا عليه ذلك، ولكنه إيمان متجذر بداخله عبر عنه فى أشعاره.