أثيرت العديد من التكهنات والتساؤلات الغامضة حول عملية إلقاء القبض على زوجين من أصول روسية في السويد بتهم التجسس، والتي كشفت عنها أخيرًا وسائل إعلام محلية سويدية.
وأفادت وسائل الإعلام المحلية بأن المداهمة، التي نفذت قبل ما يزيد عن أسبوعين، جرت في أجواء درامية هوليودية حين قامت عناصر من القوات الخاصة السويدية بعملية إنزال عبر مروحيتين من طراز "بلاك هوك"، في الساعات الأولى من صباح يوم الثلاثاء الموافق 22 نوفمبر الماضي، وتمت مداهمة مقر إقامة الزوجين في ناكا، إحدى الضواحي الهادئة في العاصمة السويدية ستوكهولم.
وقالت دورية "إنتليجينس نيوز" الأمريكية المعنية بالشؤون الأمنية، إن المداهمة نفذت استنادًا إلى معلومات وردت من وكالة مكافحة التجسس السويدية "جهاز الأمن السويدي" SAPO إلى جانب إشعارات قدمها "مكتب التحقيقات الفيدرالية" FBI الأمريكي.
واستهدفت العملية الزوجين الروسيين نيكولايفيتش سكفورتسوف وإلينا ميخائيلوفنا كولكوفا، اللذين ولدا في روسيا، وانتقلا للعيش في السويد منذ عام 1999، وتقول الأوراق الرسمية أن سكفورتسوف ولد في 28 يوليو 1963، وكولكوفا في 22 مايو 1964.
الزوجان سكفورتسوف وكولكوفا لديهما مؤهلات جامعية وخلفية علمية في مجالات العلوم والرياضيات والعلوم السيبرانية، وعملا منذ استقرارهما في السويد في قطاع تصدير واستيراد التكنولوجيا. وحصل الزوجان على الجنسية السويدية في عام 2013، وأنجبا طفلًا، إضافة إلى ابنة لكولكوفا من زيجة سابقة. وتشير تقارير سرية إلى أن صديق ابنة كولكوفا يعمل في الاستخبارات العسكرية السويدية.
زعمت السلطات السويدية أن المشتبه فيهما هاجرا إلى ستوكهولم بأوامر من "الهيئة الرئيسية لأركان القوات المسلحة الروسية"، المعروفة اختصارًا بجهاز GRU. وادعت أن "جرو" لم يشرع في تشغيل الزوجين إلا بعد حصولهما على الجنسية السويدية.
وتقول أوراق القضية المعروضة أمام محكمة سويدية إن الزوجين سكفورتسوف وكولكوفا شرعا أولًا في التجسس على الولايات المتحدة في عام 2013، وأعقبها تجسسهما على السويد في عام 2014.
و رجحت بعض المصادر أن يكون لقضية الزوجين الروسيين صلة بقضية استخباراتية أخيرة أثيرت في العام الماضي 2021، وأُلقي القبض فيها على بايام وبيمان كيا، وهما شقيقان سويديان من أصول إيرانية، ويمثلان حاليًا أمام المحاكم بتهم ضلوعهما في أنشطة تجسس لمصلحة "الهيئة الرئيسية لأركان القوات المسلحة الروسية" GRU.
عمل بايام كيا في "جهاز الأمن السويدي" SAPO، وتمتع بصلاحيات الوصول إلى معلومات سرية من وكالات حكومية سويدية. وشرع الجهاز في إطلاق عملية بحث سرية داخلية منذ عام 2017، في أعقاب تنامي شبهات حول وجود جاسوس بين عناصره.