تدفع الظروف المعيشية الصعبة بعض الشباب إلى الهرب من واقعهم والبحث عن طرق غير مشروعة يتمكنون من خلالها جمع المال بكل سهولة دون التفكير في العواقب التي قد تترتب على ذلك، سواء وصل الأمر إلى حد القتل أو السجن، وخير دليل على ذلك ما حدث مع "ع. ال.ع.د" شاب في العقد الثاني من العمر، فقد قرر الإتجار في المخدرات حتى تم القبض عليه أثناء محاولته إدخال حشيش لسجن الصف المركزي.
تفاصيل كثيرة حول الواقعة كشفتها التحقيقات التي أجراها أمين اللبان وكيل نيابة الصف، وسكرتير أحمد وحيد روق، والتي بدأت بتلقي ضباط مباحث مركز الصف بلاغا من "م.ع. ع. ال" في العقد الثاني من العمر، يعمل سائقا لدى إحدى شركات التوصيل، يشير إلى أنه اصطحب شابا من الجيزة، وقد طلب منه توصيله للسجن المركزي بالصف، وحال سيرهم بالطريق انتابه الشك تجاه الراكب نظرًا لتلقيه العديد من المكالمات المريبة التي كانت تشير إلى وجود مخدرات معه وكذلك توقفه ولقائه بأحد الأفراد وتلقيه حقيبة منه، الأمر الذي دفعه للتوجه لمركز الشرطة والإبلاغ عنه.
وأضافت التحقيقات أن ضباط المركز استجابوا لبلاغ السائق الذي ترك الشاب داخل السيارة وأوهمه أنه سيشتري شيئًا من السوبر ماركت، وعلى الفور خرجت قوة أمنية بصحبة قائد السيارة وتحفظوا على المتهم والحقيبة التي كانت بحوزته والسائق وسيارته وتم اقتيادهما لقسم الشرطة، وبفحص الحقيبة تبين احتوائها على ٨٦ قطعة لمخدر الحشيش على شكل أصابع وكذلك ٣ قطع كبار من نفس المخدر، وتسعة أقراص ترامادول، و٧ هواتف صغيرة، ومبلغ مالي.
وأشارت التحقيقات إلى أنه تم مواجهة الشاب بما عثر عليه داخل الحقيبة، أنكر صلته بها في بداية الأمر ولكنه اعترف بذلك بأنها تخصه، مشيرا إلى أنه كان يقيم مع أسرته في منطقة بولاق الدكرور وقد انفصل والداه منذ سنوات، وتولت والدته مهمة تربيته هو وأشقاؤه، وفي ظل ارتفاع الأسعار وغلاء المعيشة تدهورت أمورهم الاقتصادية مما دفع كل فرد من أفراد الأسرة البحث عن عمل حتى يتمكنوا من توفير نفقاتهم الأسرية، وقد حاول المتهم العثور على عمل مناسب وبراتب جيد لكن دون جدوى.
وأوضحت التحقيقات، أنه خلال بحثه عن عمل تعرف على أحد الأفراد الذي أكد له أن تجارة المخدرات هي السبيل الوحيد لجني المال بطريقة سريعة وبالفعل بدأ في ذلك وتواصل مع أحد المساجين داخل سجن الصف المركزي وطلب منه جلب مخدرات له، وبالفعل أحضر كمية من مخدر الحشيش وقام بتقطيعها إلى أصابع وقرر إدخالها السجن، وفي يوم الواقعة بعد تحضيره الشنطة ووضعه بها المخدرات والهواتف، قام بطلب سيارة تابعه لإحدى شركات التوصيل، وطلب منه نقله من منطقة بولاق الدكرور إلي الصف، وحال استقلاله السيارة أجرى عدة مكالمات وكذلك طلب من سائق السيارة التوقف وأخذ مخدرات من أحد الأفراد وأكمل طريقه، الأمر الذي دفع قائد السيارة إلي الإبلاغ عنه.
وفور ورود تحريات الأجهزة الأمنية التي أكدت قيام المتهم الاتجار في المخدرات، أمرت النيابة بحبس المتهم ٤ أيام على ذمة التحقيقات بعد توجيه له تهمة حيازة مخدرات، كما أمرت بإخلاء سبيل قائد السيارة.
