ناقش قسم الثقافة العامة بفرع ثقافة الفيوم برئاسة سماح كامل مساء امس الخميس، المجموعة القصصية الصادرة عن سلسلة النشر الإقليمي بإقليم القاهرة الكبرى وشمال الصعيد الثقافي بعنوان "الذي نخشاه" للقاص "عويس معوض. أدار اللقاء الكاتب عصام الزهيري .
وذكر الكاتب عصام الزهيري أن مجموعة "الذي نخشاه" تدور داخل نطاق من اللحظات القصصية المضيئة ومن حكايات المهمشين، تلك النماذج البشرية الذين هم في حاجة إلى أن يرفع السرد القصصي رأسه بعيدا عن المجرى الاعتيادي للحياة حتى يتمكن من إضاءة أعماقهم واستبطان أبعادهم استبطانا داخليا عميقا، وقد استخدم القاص كاميرا سردية مرهفة ودقيقة الالتقاط لتلك الأعماق من بين غزارة وازدحام تفاصيل الواقع الخارجي وبمهارة عالية.
وأشار الناقد أحمد عبدالقوي زيدان إلى ملمحين هامين في سرد المجموعة وهما التناوب بين السرد ذي الطابع الكابوسي الهزلي أو الكافكاوي الساخر والتعبير الواقعي الخارجي المحايد، مع الإتكاء على لغة سردية شفافة تقارب جماليات اللحظة الواقعية وتجسمها شعريا.
وفي كلمته قدم الروائي أحمد قرني تحليلا سرديا ممتعا لقصص المجموعة لافتا النظر إلى أن السرد في قصص عويس معوض يعتمد على استراتيجية درك المعنى الكلي والفلسفي المجسم لدراما الواقع الإنساني، مع الزهد في مساحات الوصف التي يصل القاص في تقليصها إلى حد التقطير الصافي. لذلك فإن قصر النصوص مع كثافة المعنى تحدد إلى حد كبير بناء القصة عند عويس معوض لتصل بمهارة إلى تجسيد أبطال مهمشين يرسمون بمجملهم لوحة سردية لهذا "الذي نخشاه" وهو المسكوت عنه جماليا في زحام الحياة وفوضى الواقع، إنه كل هذا الرضاء والعشق الإنساني المتيم بالحياة
وفي المداخلات التي قدمت من القاعة طرح الادباء والنقاد الحاضرون عددا كبيرا ومهما من زوايا الرؤية لنصوص المجموعة القصصية، ومنهم الأديب احمد طوسون، والشاعر سيد لطفي، والشاعر محمد شاكر، والشاعر محمد ياسين، والدكتورة اسماء الهرش، والدكتور مارينا ابراهيم مسيحه، والدكتوره ماريان سليمان، والاستاء حسن جبر ، الشاعر مصطفى عبد الباقي والاستاذ صبري شحاته.
واختتمت أمسية مناقشة المجموعة القصصية بمداخلتين لـ أحمد و شهد عويس معوض التي قالت في كلمتها إنها هي كذلك مثل والدها القاص تخطو على أول سلم الكتابة القصصية بإشراف صارم منه، وأنها كما تعتقد أنها لو لم تولد مصرية لتمنت أن تكون مصرية حسب كلمات الزعيم مصطفى كامل، فهي كذلك تعتقد أنها لو لم تكن ابنة عويس معوض لتمنت أن تكون ابنته.