تخطط حركة طالبان لزيادة المدارس الدينية في أفغانستان، وهو ما يشكل استثمار الحركة في تخريج أجيال جديدة مؤمنة بفكر الحركة.
وتخطط وزارة التعليم التابعة لحركة طالبان لبناء مدرسة دينية كبيرة في كل مقاطعة من مقاطعات أفغانستان الـ٣٤.
ووفقًا للإحصاءات الرسمية لوزارة التربية والتعليم الأفغانية، يوجد حاليًا ما يقرب من ١٢٠٠ مدرسة دينية ومركز تعليم إسلامي عاملة في وسط ومحافظات أفغانستان، و٨٥ مدرسة خاصة والباقي مدارس دينية.
فيما تشير الأرقام إلى أن عدد المدارس الدينية المسجلة مع وزارة الأوقاف الأفغانية تصل لأكثر من ٥ آلاف مدرسة في عموم أفغانستان.
وقال نائب وزارة التربية والتعليم في طالبان، كرامة الله أخوند زاده، إن إنشاء وبناء مدارس دينية على جدول الأعمال في إطار الأنشطة الرسمية للحكومة.
وأوضح القيادي الطالباني أنه تم تأسيس المدارس الدينية في أكثر من ٢٥ محافظة، كل منها تتسع لألف شخص، ويجري إنشاء ٣ إلى ١٠ مدارس ابتدائية ريفية في كل منطقة من جميع محافظات أفغانستان الـ٣٤.
كذلك تم اختبار المئات من المعلمين بمراكز التربية الإسلامية في كابول من أجل التدريس في المدارس الدينية للحركة، وفقا لـ«أخوند زاده».
كذلك تسعى إلى إعداد مناهج تعليمية جديدة بدلًا من المنهج التعليمي للنظام السابق، وهو ما يشير إلى تغييرات كبيرة في القطاع التعليمي بأفغانستان.
ويرى مراقبون أن عملية بناء مدارس طالبان السريعة في أفغانستان منذ سيطرة طالبان على السلطة في أغسطس الماضي هو تسريع نشر فكر الحركة في البلاد، لكن طالبان تصر على أن تركيز هذه المدارس هو التعليم الديني.
وذكرت الباحثة الأفغانية فاطمة أن حركة طالبان تخطط لمزيد من انتشار المدارس الدينية في البلاد، وسط تنافس من قيادات الحركة كل في منطقته لبناء المدارس الدينية بهدف التأكيد على أيديولوجية الحركة واستمرار ممارسات طالبان في تغيير الهوية الأفغانية بهوية الحركة.
وأوضحت أن هناك تنافسا بين قادة ومسئولي طالبان على بناء المدارس الدينية في مناطق مختلفة من أفغانستان حتى أصبح كل قائد من قادة طالبان يحاول الآن بناء مدرسة دينية في المنطقة المسئول عنها.
كما تضغط الحركة على رجال الأعمال والتجار في أفغانستان، من أجل المساهمة في بناء المدارس الدينية، والتي تنمو على مصالح المدارس الحكومية التي تم تأسيسها في العقدين الماضيين.
الهدف من توسع طالبان في المدارس الدينية إظهار الالتزام بحكومة طالبان، وتخريج أجيال أفغانية مؤمنة بأيديولوجية الحركة وقادة جدد، وبكل تأكيد أحد أهدافها هو استخدام طلاب المدارس الدينية أو كما تسميها طالبان المدارس الجهادية، كقوة عسكرية في حروب مستقبلية محتملة، وفقًا لـ«حكمت».
وتضيف الباحثة الأفغانية، الحقيقة أن إنشاء مثل هذه المدارس سيوفر لطالبان قوة احتياطية أيديولوجية بالكامل حتى لا يواجهوا أبدًا نقصًا في المقاتلين في الحروب المستقبلية.
وإذا نفذت طالبان خططتها بإنشاء مدارس دينية بشكل جماعي في المدن والبلدات، فإن أفغانستان ستتحول إلى محرقة كبيرة، فستصبح أفغانستان مركزًا لإنتاج الجهاديين وستهدد أمن واستقرار المنطقة.
وتعد المدارس الدينية في أفغانستان جزءا من أيديولوجية الحركة للسيطرة على المجتمع الأفغاني، بعد عقدين من المدارس الحكومة في النظام السابق، والتي تعتبرها الحركة جزءا من التعليم الغربي الذي يستهدف الهوية الإسلامية للشعب الأفغاني.