بعد اشتباكات مميتة، وقعت في ولاية بورنو النيجيرية، الإثنين الماضي، قتل تنظيم «داعش» غرب أفريقيا عناصر من جماعة «بوكو حرام»، إذ نصب «داعش» كمينًا لقافلة مُتحركة لـ«بوكوحرام»، ما أدى إلى اندلاع معركة بالأسلحة النارية، استمرت نحو ٤٠ دقيقة.
وفي أكتوبر الماضي هاجم مسلحو تنظيم «داعش» جيوب ما تعرف بجماعة «أهل السنة للدعوة والجهاد»، المعروفة أيضًا باسم بوكو حرام، والتي ورد أن ستة منهم قُتلوا خلال تلك الهجمات.
كانت عناصر «داعش» اقتحمت في عملية صامتة، منزلًا تابعًا لـ«بوكوحرام» في يوبو، وهي بلدة تبعد ٩٥ كم شمال شرق مايدوجوري، عاصمة ولاية بورنو، وذبحوا ستة منهم.
ويسعى فرع تنظيم «داعش» المُسمى «ولاية غرب أفريقيا» إلى تطوير نشاطه وعملياته خلال العام الجاري بشكل ملحوظ، على وقع التصعيد العملياتي في مناطق نفوذه التقليدية شمال شرق نيجيريا، وعلى الحدود مع النيجر وتشاد والكاميرون؛ هذا على الرغم من العمليات المشتركة التي تقودها نيجيريا في نطاق بحيرة تشاد لتحجيم نفوذ التنظيم هناك.
والملاحظة الأبرز في النشاط العملياتي لفرع «داعش»، وتحديدًا على مستوى النطاق داخل نيجيريا، امتداد هذا النشاط إلى خارج مناطق النفوذ التقليدية في ولايتي «برنو» و«يوبي»، منذ مطلع عام ٢٠٢٢، وتصاعد النشاط العملياتي خارج الولايتين بدايةً من شهر أبريل ٢٠٢٢، بما يستدعي الوقوف على أبعاد هذا التصاعد في النشاط العملياتي خارج مناطق نفوذه التقليدية.
وظل فرع «داعش» المسمى «ولاية غرب أفريقيا» طوال عام ٢٠٢١ على وجه التحديد، متمسكًا بإستراتيجية محددة على مستوى النطاق الجغرافي للنشاط العملياتي، عبر تدعيم وجوده في مناطق نفوذه التقليدية التي كانت مناطق نفوذ جماعة «بوكو حرام»، التي بايعت «داعش» وتحوَّلت إلى «ولاية غرب أفريقيا»؛ وذلك قبل خلافات داخلية أدت إلى انشقاق قائد الجماعة «أبوبكر شيكاو» ومقتله في مواجهات بين الطرفَين منتصف العام الماضي.
وكان لهذه الخلافات أثر كبير في ضرورة تركيز هذا الفرع على تثبيت أوضاعه وإزاحة بقايا جماعة «بوكو حرام»، في إطار من تنازع النفوذ والسيطرة، إلا أنه من بداية عام ٢٠٢٢، وفي إطار مرحلة جديدة لتنظيم «داعش» في أفريقيا، فإن فرع «ولاية غرب أفريقيا» بدأ يعزز نفوذه، ويمد نشاطه العملياتي خارج النطاق الجغرافي لمناطق نفوذه التقليدية في ولايتي «برنو» و«يوبي».
واتجه فرع «داعش» إلى نشاط عملياتي في ثلاث ولايات؛ هي: «كوجي» و«تارابا» و«أداموا»، وفقًا لتحليل بيانات وكالة «أعماق» الموالية لـ«داعش»، وهي ولايات تأتي ضمن ما يُعرف بـ«الحزام الأوسط» في نيجيريا، الذي يفصل بين الشمال والجنوب، ويمتد عبر عدد من ولايات نيجيريا.
وتُشكل تلك المنطقة غالبية من المسيحيين، كما أنها تشهد تنوعًا عرقيًّا كبيرًا، يصل في بعض الأحيان إلى مواجهات وحالات عنف متبادلة.