"هنا ولد التاريخ" هذه المقولة التي اتفق عليها العالم والعلماء عن عظمة مصر في صناعة كل شيء في شتى المجالات منذ سنوات طويلة حيث انها أول دولة اخترعت النظام الهيروغليفي في مصر كأول نظام كتابة في العالم بين 3600- و 3300 قبل الميلاد بينما ظهرت فكرة الكتابة الصورية في بلاد النهرين عند السومريبن في حدود العام 3200 قبل الميلاد أي بعد قرون من ظهور الكتابة في مصر.
لذلك يقول عالم المصريات والآشوريات جونتر دراير: كان المصريون يكتبون قبل بلاد النهرين بفترة طويلة حدا وكان بامكان السومريين ان يقلدوا الفكرة وينسخوا الكتابة المصرية، وتقول عالمة المصريات جريتولا جراف: من الجلي بعد المقارنة بين اصول الكتابة الهيروغليفية والكتابة المسمارية ان الهيروغليفية جذورها اكثر قدما واكثر اصالة وارتباطا بالصور بينما المسمارية اقل عمقا وجذورها احدث بكثير.
وفي العام 3300 ق م وصلت الكتابة الهيروغليفية إلي مرحلة متطورة وهي مرحلة التعبير عن اصوات الكلام واللغة المحكية واصبحت بذلك اللغة المصرية اقدم لغة مسجلة في تاريخ بني الانسان و تحوي لأول مرة في التاريخ حروفا ابجدية تعبر عن الاصوات الأحادية عكس ما يظنه بعض الجهلة من انها كتابة لا تحوي حروف ابجدية او لا تعبر عن اللغة والكلام وفي نفس الفترة ظهر الخط الهيراطيقي المتصل حوالي 3300 ق م و كتب بالحبر وعلى الورق البردي وهو الخط المصري الثاني والمبسط من الهيروغليفية.
وقد سبق كلا الخطين المصريين ظهور الخط المسماري السومري الذي لم يظهر إلا في العام 3000 قبل الميلاد اي بعد اكثر من قرنين ونصف من ظهور الخطوط المصرية حيث بدأ السومريون في تلك الفترة فقط تدوين لغتهم بعد ان تطورت الكتابة بالصور إلي النمط المعروف بالخط المسماري لهذا يقول عالم المصريات مارتين ايسلر: كان المصريون يكتبون قبل ظهور الكتابة في الشرق الأدنى وعند السومريين بقرون.
ونتيجة اختراع الكتابة المصرية والتعبير لأول مرة في التاريخ عن اللغة دون المصريون علومهم وابحاثهم وآدابهم وكتبهم وفلسفتهم والتي كانت الأساس لعلوم البشرية كما دونوا تاريخ الأمة المصرية الذي شكل الصفحة الأولي من كتاب التاريخ في الصورة لوحة الملك الثور وهي منحوتة مصرية تعود لعصر الأسرة المصرية المسماة (الاسرة صفر) والتي حكم ملوكها من صعيد مصر من مدينة ( ابيدوس ) مهد الكتابة واول عاصمة في تاريخ البشرية قبل عصر الملك المصري مينا او نعرمر بقرن.
فمنذ 5200 عام تصور الملك المصري في هيئة ثور عظيم ينطح و يسحق اعداء مصر تحت الأقدام وجدير بالذكر ان ثقافات بلاد النهرين قد قلدت هذا النحت وهذا الفن الملكي المصري وتأثرت به تأثرا عظيما بعد ظهوره في مصر بأكثر من الف عام.