توفي الجمعة الرابع من نوفمبر الجاري، القائم بأعمال المرشد العام لجماعة الإخوان إبراهيم منير، عن عمر ناهز 85 عاما، وذلك في مقر اقامته الحالي في العاصمة البريطانية لندن.
تولى إبراهيم منير، القيادي البارز في التنظيم الدولي للجماعة، منصب القائم بأعمال مرشد الإخوان في مصر، في أعقاب القبض على محمود عزت القائم باعمال المرشد العام، في أغسطس 2020.
تعتبر جماعة الإخوان من أكبر الجماعات تأثيرا داخل بريطانيا، إذ تعيش بها أهم القيادات منذ سنوات، ومنهم إبراهيم منير، الذي يدير الجماعة من بريطانيا منذ عام 2020، كما انه المتحدث باسم الجماعة في أوروبا، والمسيطر على استثماراتها الجماعة هناك، كما انه شريك مؤسس وعضو سابق في منظمة الإغاثة التي تدر أموالًا طائلة للجماعة وتعد أهم مصادر التمويل.
أنشأ إبراهيم منير في عام 1997، المجلس الأوروبي للفتوى والبحوث بدعوة من “اتحاد المنظمات الإسلامية في أوروبا” ومقره العاصمة الأيرلندية دبلن، وتناط به مهام الإفتاء في القضايا المتعلقة بالأقليات المسلمة في أوروبا، ويتخذ وسيلة للتغطية الدينية لعمليات جمع أموال الزكاة والتبرعات، ووضعوا على رأسه مفتي الاخوان “يوسف القرضاوي” (توفي في 26 سبتمبر 2022)، ورئيس حزب النهضة التونسي التابع لجماعة الإخوان “راشد الغنوشي”.
وفي عام 2019، كشفت تسريبات لوثائق استخباراتية، نشرها موقع "The Intercept" الأمريكي، معلومات عن استضافة تركيا اجتماعا بين الحرس الثوري الإيراني وجماعة الإخوان للعمل ضد المملكة العربية السعودية في اليمن في عام 2014.
وأوضحت التسريبات أن وفد تنظيم الإخوان ضم ثلاثة من أبرز قيادييه المصريين في المنفى، وهم إبراهيم منير ومحمود الإبياري ويوسف ندا.
وجمعت لقاءات إبراهيم منير، وعدد من المسؤولين الإيرانيين في بريطانيا وتركيا قبل عام 2011 وما بعده، وهدفت تلك اللقاءات للحصول على الدعم السياسي الإيراني للجماعة قبل ما يعرف بالربيع العربي في عام 2011، ومساعدتها في تكوين ميليشيات تابعة للإخوان على غرار الحرس الثوري الايراني عقب وصول للإخوان للحكم في مصر.
وتولى إبراهيم منير مسؤولية ترتيب اللقاءات بين قادة الإخوان في مصر، وبين الحكومات الأوروبية للترويج للجماعة وتلقي التمويل لها.
واعترف إبراهيم منير، بتنسيق بعض أنشطة الإخوان الدولية ولكن ليس فى بريطانيا، وفى أغسطس 2015 نفى ما نشر عن توليه منصب نائب مرشد الإخوان، وفى عام 2017 صدر حكم بإضافته على قوائم الإرهاب المصرية، واتهم بالتخطيط لهجمات إرهابية وسعى إبراهيم منير لإيجاد حل لأزمة الإخوان فى مصر، لكن كل مساعيه واجهت الفشل.
وفي عام 2018، ذكرت تقرير صحفية أن إبراهيم منير عمل على إخفاء مراكز الإخوان فى لندن عبر تقديمها كمقار إعلامية لا تخص الجماعة، بل مموهة بأسماء شركات وجماعات، ترك مهمة قيادتها لأعضاء من التنظيم العالمى للإخوان من لبنان ومصر والأردن والعراق.
وفي 2020، ظهرت انقسامات واضحة في ظل تعيين إبراهيم منير قائما باعمال المرشد، حيث شهدت انقسامًا بين مكتبي التنظيم في لندن وإسطنبول، مع تزايد التصريحات والاتهامات المتبادلة.
كما تدخل ابراهيم منير في وقف منح الأموال وتوفير الملاذات لبعض العناصر الإخوانية ومنحها لمن يراه هو مناسبًا، الأمر الذي أثار غضب أبناء الجماعة من الكبار والشباب وانقسموا انقساما واضحا حول ما حدث وقتها، فضلًا عن الانشقاقات بسبب الفضائيات التي يخرجون من خلالها.