سيطرت حالة من الهلع والخوف الشديد على العديد من دول العالم، بعد إعلان روسيا أنها ستعلق - إلى أجل غير مسمى- مشاركتها في اتفاقية الممر الآمن للحبوب، التي توسطت فيها تركيا والأمم المتحدة.
ورغم القرار الروسي، فقد غادرت سفن شحن محملة بالحبوب ومنتجات زراعية أخرى الموانئ الأوكرانية اليوم الاثنين، وفقا لما ذكرته الأمم المتحدة.
وكثّفت تركيا والأمم المتحدة مساعيها الدبلوماسية مع كل من روسيا وأوكرانيا في محاولة لإنقاذ الاتفاق، فيما حذرت موسكو من أن الاستمرار في تنفيذ الاتفاق دون مشاركتها سيكون "خطيرا"، وقال مجلس الدوما الروسي إن "لا عودة لاتفاق الحبوب مع أوكرانيا بنفس الشروط السابقة".
من جانبه، قال الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي يوم الاثنين إن بلاده ستواصل تصدير الحبوب من موانئها على البحر الأسود بموجب قرار من الأمم المتحدة.
وأضاف: "من جانبنا ، نواصل مبادرة الحبوب لأننا نفهم ما نقدمه للعالم. نحن نقدم الاستقرار في سوق إنتاج الغذاء".
وقال زيلينسكي: "إنه يعتقد أن روسيا انسحبت من الاتفاق رغم حقيقة أن موسكو قالت إنها "علقت" مشاركتها فقط. وقال زيلينسكي "هذا يعني أن روسيا هي التي تنتهك الاتفاقية." "دعونا نأمل أن يتمكن شركاؤنا من تهدئة خطاب روسيا".
وبينما لا تزال سفن الحبوب تبحر من موانئ أوكرانيا عبر البحر الأسود، من غير الواضح إلى متى سيستمر ذلك بعد انسحاب روسيا من الاتفاق نهاية الأسبوع الماضي. وقد توقفت شحنات المحاصيل الأوكرانية إلى الموانئ وسط حالة من عدم اليقين، وفق ما أفادت به وكالة "بلومبرغ".
وتعد أوكرانيا واحدة من أكبر موردي القمح والذرة والزيوت النباتية في العالم، وكان اتفاق يوليو لفتح ثلاثة موانئ على البحر الأسود أمرًا حيويًا للمساعدة في التخفيف من أزمة الغذاء العالمية.
ولقى إعلان روسيا، إدانة واسعة النطاق من أوكرانيا وحلفائها، حيث حذر الرئيس الأميركي جو بايدن من أنها ستزيد المجاعة.
وعلى خلفية هذه الأحداث، قفز سعر القمح في بورصة شيكاغو بنسبة 6.4٪ عند 8.8225 دولار للبوشل، بعد أن ارتفع في وقت سابق بـ 7.7٪. كما ارتفعت أسعار الذرة بواقع 1.6٪ وزيت فول الصويا بـ 2٪.
كما ارتفع سعر القمح في باريس مرة أخرى إلى أكثر من 350 يورو للطن. وهذا يعني أن انخفاض الأسعار خلال الأسبوعين الماضيين قد تلاشى فجأة.
وتأتي حالة عدم اليقين الأخيرة بينما يقدر مجلس الحبوب الدولي أن مخزونات الحبوب العالمية عند أدنى مستوى لها منذ ثماني سنوات. ويتعرض العرض لضغوط متزايدة، كان آخرها الجفاف في الأرجنتين والأمطار الغزيرة في أستراليا التي تعيق محاصيل قمح على وشك الحصاد هناك.
وتكافح الأمم المتحدة وتركيا لإنقاذ الاتفاقية التي كان يفترض تمديدها قبل 19 نوفمبر، ويقول محللون إن تكاليف الشحن والتأمين من المرجح أن ترتفع حتى إذا استمرت الصادرات المنقولة بحراً.