تشهد الصومال خلال الفترة الحالية تحولا شبيها بتعاون القبائل والعشائر الصومالية مع القوات الأمنية، لمواجهة النفوذ المتزايد لحركة الشباب الإرهابية التي ما زالت تمثل كابوسا يهدد استقرار البلاد.انتفاضة القبائلووفقًا لما ذكره موقع الصومال الجديد، فإن هناك حالة من «انتفاضة القبائل» للقضاء على التهديدات المرتبطة بالحركة والجهات الموالية لها ودعمها للجيش الصومالي ساعد في سقوط العشرات من عناصر تلك الحركة الإرهابية المسلحة.
وأصبحت القبائل الصومالية أخيرا أحد الأطراف الفاعلة في المشهد العام داخل البلاد، حيث تنظر القبائل إلى حركة الشباب بأنها أحد أبرز مصادر تهديد وجودها القبلي في حال سيطرتها على البلاد، لذلك أصبحت تعمل وبقوة بجانب قوات الجيش وساعدت في سقوط العشرات من عناصر الحركة وإلقاء القبض على بعض منهم.
مطاردات أمنية وتشهد حركة الشباب الإرهابية حالة من التوسع الميداني لعناصرها في جنوب ووسط الصومال أصبح مختلفا خلال الأشهر الماضية مقارنة بالسنوات الماضية، في ظل المطاردة الأمنية والقبلية لعناصر الإرهاب، ورفض وجودها عقب ارتكابها جرائم إرهابية باستهداف عشرات المدنيين.ومنذ وصول الرئيس حسن شيخ محمود إلى الحكم وهو يضع مواجهة حركة الشباب على رأس أولوياته، باعتبارها أبرز التحديات التي تواجه الصومال وأطلق ما وصفه بـ«الحرب الشاملة» على الإرهاب، بتحرير المناطق التي لاتزال تحت سيطرة الشباب، كما تم وضع خطط أمنية لتقليص قدراتهم التمويلية، ووصل الأمر بقيام عدد من المواطنين الصوماليين بعد تراكم الضغوط عليهم بحمل السلاح بوجه المتطرفين من الحركة، واستطاعت القوات الصومالية السيطرة على مواقع الحركة، وإفشال عدد من مخططاتها الإرهابية».
تراجع الميليشيات وسمح تراجع الميليشيات العشائرية المسلحة والقوات الصومالية تكتيكيا من جبهة القتال، إثر بروز خلافات بين الطرفين في كيفية إدارة المعركة ضد "الشباب"، للأخيرة بالعودة إلى بعض مناطق نفوذها، التي كانت سقطت بيد القوات الصومالية في إقليم هيران وسط البلاد.وبعد نحو عقدين من الزمن كانت العشائر القاطنة في جنوب البلاد ووسطها تمثل حاضنة شعبية للحركة، إلا أن تلك العلاقات اخترقها رصاص المواجهات بين "الشباب" والميليشيات المسلحة العشائرية، بعد أن أقدمت الحركة على حرق قرى بأكملها وردم الآبار، وتفجير أبراج الاتصالات واستهداف الحافلات العمومية.ودفع استهداف الحركة لقافلة، ما أدى إلى مقتل 20 شخصا، أخيرا، زعمت "الشباب" أنها استهدفت ميليشيات مسلحة عشائرية تقاتل ضدها وسط البلاد، بعشيرة حوادلي، التي تقطن إقليم هيران، إلى الانتفاض على الحركة، وإجبار عناصرها على الانسحاب من عدة مناطق بالإقليم.كما دفع تدمير الآبار في إقليم جلجدود وسط البلاد بقبيلة سليبان (هبرجدر) إلى الانتفاض على الحركة، وتأتي حادثة تدمير شبكات الاتصال والآبار في هذا الإقليم، بعد أن خسرت الحركة في مواجهات دارت مع مسلحي العشيرة في بلدة بحذو قرابة 50 من مسلحيها، وانتشرت صور جثثهم في مواقع التواصل الاجتماعي.وفي سبتمبر 2022، توعدت «حركة الشباب» الصومالية المتطرفة بمهاجمة القبائل المتحالفة مع الجيش الصومالي، وهددت بشن حرب عليها بسبب تلقيها سلاحا من الحكومة. واتهمت الحركة المرتبطة بتنظيم «القاعدة»، الحكومة الصومالية بتعبئة العشائر التي كانت متحالفة في السابق معها.