الأحد 22 ديسمبر 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم

البوابة لايت

تناول وجبات الطعام مع العائلة يقللّ التوتر والإصابة بالسمنة ويحسّن الصحة

تناول وجبات الطعام
تناول وجبات الطعام مع العائلة
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news

أوصى العديد من علماء النفس بإشراك جميع أفراد العائلة في التخطيط للوجبات وإعدادها وتقديم الطعام، فذلك من شأنه خلق جو من التعاون وتعزيز الشعور بالاستقلالية والمسؤولية والتعاطف.

كما أن تناول الطعام مع الآباء والأشقاء يمنح شعورا بالأمان والحماية، ويخلّص الأطفال والمراهقين من الشعور بالوحدة، التي زادت مؤخرا جراء انشغال الوالدين بأعمالهم لكسب العيش.

وتسهم وجبات الطعام التي يتناولها أفراد الأسرة معا في تحقيق التماسك الأسري والحفاظ على الصحة النفسية وتحسين جودة حياة جميع أفرادها.

كما أن تناول الطعام مع العائلة يتعدى حدود كونه مجرد عادة متوارثة، إذ أثبتت الأبحاث العلمية أن لهذه العادة آثارًا إيجابية على جميع أفراد الأسرة، وعلى الأطفال بوجه خاص.

مع ذلك، يفضل العديد من الأشخاص في العصر الحالي تناول الطعام بمفردهم بعد أن حلت الأجهزة الإلكترونية محل العائلة والأصدقاء، وعلى مدى العقدين الماضيين، أظهرت العديد من الدراسات الاستقصائية أن تناول الطعام مع العائلة يعود بكثير من الفوائد على أفراد الأسرة، من زيادة احترام الذات إلى تقليل مخاطر السمنة

جمعية القلب الأمريكية

وأوصت جمعية القلب الأمريكية بتناول الطعام مع العائلة لتقليل التوتر والإجهاد، بعدما أظهر استطلاع جديد أجرته أن 91% من الآباء يلاحظون أن أسرهم تصير أقل توترًا عندما يأكلون معًا.

وقالت جمعية القلب الأمريكية إن مثل هذه المشاركة في الوجبات تعتبر طريقة بسيطة للمساعدة في إدارة الإجهاد المزمن الذي يمكن أن يزيد من خطر إصابة الشخص بأمراض القلب والسكتة الدماغية طوال حياته. 

وبحسب النتائج، من بين 1000 شخص بالغ في الولايات المتحدة شملهم الاستطلاع، قال 84% إنهم يرغبون في مشاركة المزيد من الوجبات مع أحبائهم، ومع ذلك، أفاد غالبية الذين شملهم الاستطلاع بأنهم يأكلون بمفردهم حوالي نصف الوقت. 

ووجد الاستطلاع أيضًا أن 67% من البالغين قالوا إن مشاركة وجبة مع العائلة تذكرهم بأهمية التواصل مع الآخرين، وقال 54% إنها تذكرهم بأخذ قسط من الراحة، فيما قال ما يقرب من 6 من كل 10 مشاركين في الاستطلاع إنهم أكثر ميلًا لاتخاذ خيارات غذائية صحية عند تناول الطعام مع أشخاص آخرين. 

كما قال ما يقرب من 7 من كل 10 ممن يعملون بدوام كامل أو جزئي إنهم سيشعرون بتوتر أقل في العمل إذا كان لديهم المزيد من الوقت لمشاركة وجبة مع زميل في العمل.

واستنادًا لهذا الاستطلاع، اقترحت الدكتورة إيرين ميتشوس، الأستاذ المساعد لأمراض القلب الوقائية في جامعة "جون هوبكنز" الأمريكية، والمشاركة في الدراسة، تحديد هدف لجمع الأصدقاء أو العائلة أو زملاء العمل لتناول وجبة معًا كل أسبوع، مشيرة إلى أنه حتى "إذا لم تتمكن من الاجتماع وجهًا لوجه، ففكر في كيفية مشاركة وجبة معًا عبر الهاتف أو الحاسوب".

مشاركة الطعام تقللّ الإصابة بالسمنة 

وكشفت دراسة حديثة عن عادات الأكل والصحة، أن مشاركة وجبة الطعام مع العائلة تقلل من خطر الإصابة بالسمنة ويمكن أن تحسن صحتك العامة.

وأجرى باحثون، مقابلات مع عائلات وأطفال تتراوح أعمارهم بين 12 و16 عاما في أوقات وجباتهم، ووجدوا أن روتين الوجبات العائلية، مثل مشاركة الطعام، والجلوس حول طاولة دون أجهزة رقمية أو إجراء محادثة ممتعة، ومفيدة، حيث تساعد على تناول الطعام بشكل أبطأ، كما أنه يساعد الأطفال على الشعور بالامتلاء وبالتالي يمنع السمنة.

وتوضح الدراسة: "في الوقت الذي أدى فيه الإغلاق بسبب الوباء إلى إحياء الوجبات العائلية، تشير هذه الدراسة إلى أحد الجوانب الإيجابية المحتملة للوضع الذي كان علينا مواجهته".

ولتحديد درجة التعايش في العائلات التي تمت دراستها، قام الباحثون بتحليل وتيرة ومدة الوجبات العائلية، وأين تمت، واستخدام الأجهزة الرقمية، وإعداد الطعام ونوع الاتصال.

ووفقا للدراسة، فإن غالبية العائلات تناولت وجبة العشاء معا فقط، وتنوعت العادات اعتمادا على ما إذا كانوا يأكلون بمفردهم أو مع أحبائهم.

وكان يُنظر إلى الوجبات العائلية على أنها مكان للتواصل والتنشئة الاجتماعية، وفقا للفريق البحثي.

وعندما خصصت العائلات وقتا أقل لهم، أو لم تجلس إلى الطاولة، أو تشتت انتباههم بالأجهزة الرقمية أو لم تشارك في محادثة ممتعة خلال هذه التجمعات، فقد اتبعوا أيضا حمية بدرجة أقل.

وبالنسبة لغالبية الآباء، كانت الوجبات العائلية مهمة بشكل خاص عندما يكون لديهم أطفال في سن المراهقة، لأنهم يفضلون المحادثة وتوثيق الروابط الأسرية.

وأوضحت إحدى الأمهات اللواتي تمت مقابلتهن: "يكون الأمر أسهل عندما يكون الأطفال صغارا، ولكن في مرحلة المراهقة يكون هناك انفصال بينك وبينهم، وبفضل هذه المحادثات، يمكنك اكتساب نظرة ثاقبة على عالمهم".

وعلاوة على ذلك، اعتبرت الغالبية أنه من خلال هذه التجمعات العائلية، يصبح الآباء قدوة ويساعدون في إنشاء أنماط صحية لأطفالهم.

ويتوافق هذا الانطباع مع نتائج الدراسات الأخرى التي ثبت فيها أن تناول الطعام معا كعائلة يرتبط بنظام غذائي صحي، مع المزيد من الفاكهة والخضراوات، ومشروبات أقل سكرية.

10 فوائد لتناول الطعام مع العائلة

وأثبتت العديد من الدراسات أن تناول الطعام مع العائلة له العديد من الفوائد، وفي ما يلي أبرزها:

1- تناول الطعام مع الأسرة يحفز التطور

يساعد تناول الطعام مع العائلة على تطوير المهارات الاجتماعية واللغوية، إلى جانب التغذية، حيث تعد المحادثة العائلية خلال الوجبات عاملاً مهمًا للغاية في تنمية الأطفال والمراهقين.

2- تعزيز الصحة النفسية

يمنح تناول الطعام مع الآباء والأشقاء شعورا بالأمان والحماية، ويخلص الأطفال والمراهقين من الشعور بالوحدة، التي زادت مؤخرا جراء انشغال الوالدين بأعمالهم لكسب العيش.

3- عائلة متماسكة

تناول الطعام معا يقوّي الروابط الأسرية، وبما أنه لكل فرد من أفراد الأسرة عالم خاص به، فإن الاجتماع حول طاولة العشاء يمثل وسيلة جيدة للتواصل.

4- أداء أكاديمي أفضل

توصلت الأبحاث إلى أن الأداء الأكاديمي للأطفال الذين يتناولون الطعام مع العائلة بمعدل 5-7 مرات في الأسبوع يكون أفضل مقارنة بغيرهم، وذلك يعود إلى استغلال الآباء وقت الوجبة للتأكد من إنجاز أطفالهم واجباتهم المنزلية.

5- صحة بدنية أفضل

إن الأطفال الذين يتناولون الوجبات رفقة آبائهم وإخوتهم يحصلون على العناصر الغذائية اللازمة للجسم، مقارنة بأولئك الذين يتناولون الطعام بمفردهم أو مع الأصدقاء بشكل عام، يحرص الآباء على تقديم أطعمة صحية، بدلاً من المقلية أو المصنعة، كما يراعون أوقات الوجبات وهو ما يؤثر بشكل إيجابي على صحة الجهاز الهضمي.

6- طريقة للتوفير

تعد التكلفة الباهظة للوجبات السريعة خارج المنزل من جملة الأسباب التي تحفز على تناول الطعام مع العائلة.

7- اتباع المزيد من العادات الصحية

يساعد تناول الطعام مع العائلة الأطفال على اكتساب عادات صحية، مثل غسل اليدين قبل الأكل، ومضغ الطعام جيدا، وحسن التصرف على الطاولة، مما يسهل عملية التنشئة الاجتماعية.

8- الأكل مع الأسرة يجنب الإصابة بالسمنة

يضمن تناول الطعام مع الأسرة توفير جميع العناصر الغذائية الضرورية للجسم، فضلا عن تجنب الإصابة بالسمنة، ويعزى ارتفاع معدل الإصابة بالسمنة بين الأطفال في السنوات الأخيرة إلى غياب رقابة الوالدين على النظام الغذائي واتباع نمط حياة غير مستقر.

9- تخفيض خطر الإصابة بالقلق والاكتئاب

أثبتت دراسة أن أعراض الإصابة بالاكتئاب والقلق عند المراهقين الذين يتناولون الطعام مع العائلة تكون منخفضة مقارنة بغيرهم، وهذا يعني أن تناول الأطفال وجبات العشاء مع آبائهم بما لا يقل عن 5 مرات في الأسبوع يجعلهم أقل عرضة للإصابة بمشاكل عاطفية.

10- تبعية أقل للأقران

ووفقا للمعلومات الصادرة عن أحد المراكز الطبية، فإن المراهقين الذين يتناولون وجبات العشاء مع العائلة بمعدل 5-7 مرات في الأسبوع أقل عرضة لاتباع عادات سيئة، مثل التدخين.