في نبأ كان متوقعًا، فاز الرئيس النمساوي ألكسندر فان دير بيلين، بفترة رئاسية ثانية تمتد لمدة 6 سنوات، في الانتخابات التي جرت بعد معركة انتخابية تنافس فيها 7 مرشحين؛ حيث حسم «بيلين» الفوز بالحصول على نحو 60 في المائة من الأصوات في الجولة الأولى.
واتسمت الانتخابات بهدوء، وشارك فيها نحو 6.4 مليون ناخب، بنسبة 65% من الأفراد الذين لهم حق الانتخاب، ونجح الرئيس «بيلين» في حسم النتيجة لصالحه من الجولة الأولى، متفوقًا على 6 منافسين، بفارق كبير بلغ أكثر من 38% عن أقرب منافسيه، روزن كارنس، مرشح حزب الحرية.
وعلى الرغم من أن دور الرئيس النمساوي شرفي إلى حد كبير، لكنه يتمتع بصلاحيات كاسحة في بعض الأوقات تشمل الإشراف على الفترات الانتقالية وأوقات الاضطرابات، كما أن الرئيس هو القائد الأعلى للقوات المسلحة ويمكنه إقالة الحكومة أو المستشار.
محاربة التطرف
نبأ فوز «بيلين» بفترة ولاية ثانية، كان وقعه بمثابة ضربة قاصمة لتنظيم الإخوان كونه معروفًا بعدائه للتنظيمات المتطرفة.
وعلى مدار السنوات الماضية، شنّت النمسا حملة قوية ضد التطرف، بدأت بحظر رموز جماعة الإخوان الإرهابية وتأسيس مركز توثيق الإسلام السياسي، لتحليل ومراقبة ورصد أنشطتها في الأراضي النمساوية، ثم فتح تحقيقات قانونية في أنشطة الجماعة وتمويلها للإرهاب.
عدو التطرف
وقبل نحو 10 أشهر، وتحديدًا في ديسمبر من العام 2021، أدى المستشار كارل نيهامر، اليمين الدستورية كمستشار للبلاد ورئيس جديد للوزراء في النمسا، أمام ألكسندر فان ديربلن رئيس جمهورية النمسا.
إلى ذلك، فإن «نيهامر» المعروف عنه الحزم والصرامة يسعى باستمرار إلى قطع جذور الحركات المتطرفة في بلاده، حيث قاد في نوفمبر 2020، أكبر مداهمة في تاريخ البلاد طالت أكثر من 60 موقعًا على ارتباط بتنظيم الإخوان وحركة حماس، في أربع مناطق مختلفة وهي «ستيريا وكارينثيا والنمسا السفلى وفيينا».
وآنذاك، قال «نيهامر» في جلسة برلمانية إن المداهمات كانت تهدف إلى «قطع جذور الإسلام السياسي، ونعمل بكل قوتنا ضد هذه المنظمات الإجرامية والمتطرفة واللاإنسانية»، مؤكدًا أن المداهمات كانت بمثابة ضربة قاصمة للإخوان وحماس، مضيفًا: «حماس تجلب الدم والإرهاب والإخوان يمولونها».
مكافحة الإسلام السياسي
وفي أكتوبر من العام 2020، احتضنت النمسا أعمال منتدى فيينا لمكافحة الإسلام السياسي، الذي يهدف إلى التبادل الدولي على المستوى السياسي والمهني حول الأيديولوجيات والشبكات والفاعلين وأنشطة الإسلام السياسي في أوروبا، بالإضافة إلى كيفية مكافحتها.
وفي مؤتمر صحفي مشترك، أكد وزراء من 4 دول أوروبية هي: النمسا وفرنسا وبلجيكا والدنمارك، تحويل منتدى فيينا إلى منصة دائمة لمكافحة الإسلام السياسي بأوروبا تعقد بشكل سنوي.
وقالوا آنذاك: «نواجه تحديًا قويًا، الإسلام السياسي يمثل مشكلة كبيرة، ومحاربته تبدأ بمواجهة محاولات الفصل وخلق المجتمعات الموازية، ونشر التطرف».