كشف اتحاد التأمين المصرى عن أهمية استخدام موجات الراديو فى تأمين الثروة الحيوانية، حيث يساهم فى تحديد الهوية لدعم تأمين الماشية وزيادة حجم الثروة الحيوانية.
وأوضح الاتحاد، فى تقرير حديث، أن نظام تحديد الهوية باستخدام موجات الراديو هو عبارة عن تقنية لتحديد الهوية بشكل تلقائى وذلك باستخدام أجهزة متخصصة فى عملية التقاط إشارات تصدرها "RFID Tags" وهى شريحة إلكترونية صغيرة جدًا تتم زراعتها فى جسم الحيوان.
وأشار التقرير إلى استخدام طرق مختلفة لتمييز الحيوانات من قبل المصريين القدماء والإغريق والرومان والبدو الرحل لأغراض مختلفة، حيث تم تطبيق أنظمة تحديد الهوية فى البداية على الحيوانات ذات القيمة الخاصة، مثل الخيول التى استخدمها النظام البريدى الصينى أو العربات الرومانية.
بعد هذه البدايات المبكرة، أصبح التعرف على الحيوانات وإمكانية تتبعها معترفًا به على نطاق واسع كأدوات أساسية لضمان سلامة المنتجات الحيوانية وسرعة رصد الأمراض البيطرية ومكافحتها، وفى الآونة الأخيرة، تم توسيع أنظمة تحديد الهوية للماشية لتشمل إدارة التربية والإنتاج، والسيطرة على تفشى الأمراض.
وذكر اتحاد التأمين فى تقرير، 4 طرق لاستخدام موجات الراديو فى تحديد هوية الحيوانات: "وضع جهاز إرسال حول عنق الماشية، إرفاق جهاز لاستقبال الإرسال بأذن الحيوانات، وحقن الماشية بحبيبات زجاجية صغيرة (بحجم حبة الأرز) تحت الجلد أو عن طريق بلعها (تُصنع من مادة مقاومة للأحماض) أو من خلال حلقة أسطوانية يتم إدخالها بشكل دائم داخل معدة الحيوانات".
وأشار التقرير إلى مزايا استخدام أنظمة تحديد الهوية باستخدام موجات الراديو فى إدارة الثروة الحيوانية وأيضًا فى تأمين الثروة الحيوانية، التى تتمثل فى الحد من الأعمال الورقية المعوقة والمكلفة، والسماح للمزارعين بالحصول على بيانات دقيقة عن الثروة الحيوانية واسترجاع المعلومات بطريقة سريعة مع إمكانية التتبع الدقيق للأمراض الحيوانية والحد من الخطأ البشرى المرتبط بالتسجيل اليدوى.
وأكد التقرير، أن تأمين الثروة الحيوانية يحد من الغش والاحتيال، وبالتالى فإن هناك إمكانية إصدار تغطية تأمينية فورية، ما يعنى حصول المزارعين على التغطية على ماشيتهم فى اللحظة التى يدفعون فيها القسط، حيث تستغرق منتجات التأمين التقليدية على الماشية 15 يومًا لإصدار الوثيقة بجانب تسوية سريعة للمطالبات خلال 72 ساعة، بينما عادة ما يستغرق وقت تسوية المطالبات لمثل هذه المنتجات من التأمين حوالى 40 إلى 60 يومًا مما يعرض صغار المزارعين للخطر.
وقال التقرير، إنه يتم احتساب أقساط أقل لأن المعاملات تتم دون أى أوراق أو تدخل بشرى، مما بدوره يُخفض التكاليف، لافتًا إلى حالة عملية لاستخدام أنظمة تحديد الهوية باستخدام موجات الراديو، وهو مشروع مشترك فى الهند بين جمعية المزارعين الهنود للأسمدة وإحدى شركات التأمين العالمية فى الهند "IFFCO-TOKIO".
ويعتمد ما يقرب من 100 مليون شخص فى الهند على الثروة الحيوانية كمصدر أساسى أو ثانوى للدخل، ومع ذلك فإن 7% فقط من تلك الثروة الحيوانية مؤمن عليها.
وتواجه شركات التأمين فى الهند بعض التحديات الرئيسية فى تقديم منتجات التأمين على الماشية أو الثروة الحيوانية، والتى تتمثل فى عدم توافر بيانات للتسعير الاكتوارى وبيانات معدل الوفيات محدودة أو غير موجودة، مما يجعل من الصعب تحديد الأسعار.
صعوبة تقييم قيمة الماشية
ترتبط قيمة رأس الماشية بعمرها وصحتها وقدرتها على الإنتاج، وتختلف الأسعار أيضًا حسب المناطق الجغرافية مع توافر معلومات محدودة عن أسعار السوق، وتمثل الدقة تحديًا فى تحديد هوية حيوان معين، مما يزيد من المخاطر الأخلاقية والممارسات الاحتيالية.
المراقبة والرصد لمكافحة المطالبات الاحتيالية والغش، تحتاج الشركات إلى تعيين الأطباء البيطريين أو الوكلاء الخاصين بهم لتقييم هذه المطالبات بشكل صحيح.
ارتفاع التكاليف التشغيلية
يمكن أن تكون العمليات التشغيلية المتعلقة بإصدار الوثيقة وتسوية المطالبات كثيفة العمالة ومكلفة، ولمعالجة مشكلة تحديد الهوية، قررت جمعية المزارعين الهنود للأسمدة تجربة استخدام أنظمة تحديد الهوية باستخدام موجات الراديو، حيث تتكون تلك التقنية من شريحة متناهية الصغر داخل كبسولة بحجم حبة الأرز يتم حقن الكبسولة تحت جلد الماشية خلف منطقة الأذن.
وقال علاء الزهيري، رئيس الاتحاد المصرى للتأمين، إن الاتحاد حريص على دعم سوق التأمين المصرية، من خلال تزويده بالمستجدات والتطورات التكنولوجية، خاصة الذى وصلت لها الأسواق المشابهة، ومن أهمها التطور فى استخدام موجات الراديو كأداة لتحديد الهوية، مما بدوره يعود بالعديد من المزايا على شركات التأمين فى الحد من الغش والاحتيال، والذى بدوره يدعم منتجات التأمين على الماشية، حيث تتمثل أهمية الثروة الحيوانية، فى توفير فرص مهمة للتنمية الزراعية المستدامة.
وأوضح، أن التأمين الجيد على لماشية يدعم تحقيق مكاسب على صعيد الأمن الغذائى وتحسين تغذية الإنسان عبر تحسين كفاءة استخدام الموارد الطبيعية وتوفير فرص عمل وحياة كريمة لصغار المربين وزيادة تمكين المرأة والشباب فى الريف.
وذكر أن الاتحاد المصرى للتأمين أسس اللجنة العامة للتأمينات الزراعية بالاتحاد عام 2019 والتى انضم لها عدد كبير من ممثلى شركات التأمين بالسوق المصرية لمناقشة مستجدات السوق ودراسة التغطيات العالمية فى مجالات التأمين الزراعى والثروة الحيوانية والثروة السمكية وتطبيقها على السوق المصرية.
