مطار كانساي الدولي الذي اقامته اليابان لتثبت أن شعبها لايعرف المستحيل هذا المطار من أروع الصروح في العالم فهو أول مطار في العالم في المحيط، فقد بني على جزيرة صناعية في خليج أوساكا تبعد (5 كيلو متر) عن ساحل اليابان، وهو يعمل على مدى 24 ساعة وقد تم افتتاحه في عام 1994م، وكان سبب البناء في البحر هو عدم توفر مساحة كافية لتوسعة المطار القديم بعد تعرضه للزلزال.
كان قد تعرض المطار لزلزل قوي لم يسجل فيه أي خسائر كما تعرض لرياح قوية تجاوزت سرعتها 130 ميل في الساعة فكانت الخسائر بسيطة لا تتجاوز كسر بعض قطع الزجاج، وكان الجزء الأكثر رهبة في المشروع هو إنشاء جزيرة بمساحة (511 هكتار) في المحيط في منطقة أوساكي باي حيث كان عمق المياه (18 متر) وما يتطلبه ذلك من مجهود ضخم للهندسة المدنية وأجراء الاختبارات والتحليلات علي تربة المحيط الموجودة في مكان إنشاء الجزيرة وعملية معالجة التربة الرخوة الموجودة في القاع.
تم البدء في المشروع في شهر ابريل لعام 1987م بإقامة سد بشكل مستطيل لتحديد الجزيرة من أنابيب من الصلب بارتفاع بين 3.3 متر و 6.2 متر فوق سطح البحر والقيام بنشر طبقة واحدة من الرمل بسمك 5 متر فوق طبقة الطين الرسوبية اللينة في قاع المحيط بواسطة أنابيب من الصلب بقطر 400 مليمتر و20.4 متر بعدد 70000 أنبوب وتملأ الجزيرة بحوالي 180 مليون متر مكعب فوق طبقة الرمل حتى الوصول لاستصلاح الجزيرة للدرجة المطلوبة.
وقد قامت المحاجر في جزيرة اواجي في ولاية واكيما بتوفير الردم لهذا المشروع حيث اخذ 40% من حجم الجزيرة لعملية الردم حيث استمرت عملية الردم من ابريل 1987م إلي ديسمبر 1992م حيث تم النقل إلي الجزيرة لإتمام عملية الردم عن طريق عبارات ذات سعة كبيرة حيث يتم التفريغ من تلك العبَارات باستخدام فكرة القمع حيث يتم التفريغ داخل السد المحدد للجزيرة ويتم التحكم في عملية الردم والملء بواسطة الكمبيوتر الذي يحدد مكان الردم بدقة والتخلص من عملية التكرار في الردم في نفس المكان.
بعد الانتهاء من عملية الردم تلخص التحدي في إنشاء مبني المطار حيث تم وضع (360000طن) من الحديد تحت مكان المبني الرئيسي لزيادة التدعيم لأساسات وأرضية المبني وقد أخذت العملية ستة أشهر لصب الخرسانة للمبني الطرفي وذلك للتحكم في الهبوط في تربة الجزيرة والذي كان مختلفا من نقطة لأخرى علي الجزيرة، ذلك لأن الجزيرة حسب الهبوط المتوقع لها أنها سوف تهبط (8 أمتار) خلال خمسون عاما لكن النتائج أظهرت أن الهبوط سيكون بمعدل (11 متر) في الخمسين عاما وهذا أدي إلي تحدي كبير للمهندسين لان الجزيرة تغرق بمعدل أسرع من المتوقع.
المطار عبارة عن مدينة مستقلة بذاتها لكنها تتصل مع الجزيرة الأم بواسطة جسر (بوابة السماء) الذي يبلغ طوله 3.75 كيلو متر وهو جسر من طابقين، في الطابق العلوي طريق سريع ذو ست حارات وفي الطابق السفلي سكة حديد مزدوجة، والدخول إلي المطار من جهة البحر متاحة أيضا عن طريق القوارب السريعة.