قالت الكاتبة البريطانية جينيفر رانكين، إن القارة الأوروبية بدأت تبحث عن مصادر بديلة للغاز الروسي، كحل لأزمة الطاقة التي تتعرض لها حاليًا بعد أن أعلنت روسيا عن تقليص وارداتها من الغاز إلى الدول الأوروبية، بنسبة تصل إلى 80 بالمائة بدءا من غد الأربعاء عبر خط أنابيب نوردستريم-1، والذي يمثل شريان الحياة الرئيسي لواردات الغاز الروسي إلى قارة أوروبا.
وأوضحت الكاتبة - في مقال نشرته صحيفة "الجارديان" البريطانية - أن شركة "جازبروم" الروسية أعلنت أمس /الاثنين/ عن تقليص واردات الغاز للدول الأوروبية بسبب مشاكل فنية في أحد التوربينات بخط الأنابيب بدءا من /الأربعاء/ القادم ليصل إلى 33 مليون متر مكعب من الغاز وهو ما يمثل حوالي 20 بالمائة فقط من الطاقة الإجمالية لخط الأنابيب.
وأضافت رانكين أن روسيا كانت قد استأنفت ضخ الغاز لدول أوروبا عبر خط الأنابيب الخميس الماضي بعد توقف استمر حوالي 10 أيام، بسبب أعمال صيانة مما أثار مخاوف الدول الأوروبية من توقف إمدادات الغاز الروسي بالكامل عن أوروبا، وهو ما دفع حكومات الاتحاد الأوروبي إلى بحث إمكانية ترشيد استهلاك الغاز بنسبة 15 بالمائة لتوفير موارد الطاقة قبل قدوم فصل الشتاء.
ونوهت الكاتبة إلى سعي الاتحاد الأوروبي لإقناع وزراء الطاقة في الدول الأعضاء بتوقيع اتفاق بشأن ترشيد الاستهلاك خلال اجتماعهم في بروكسل اليوم الثلاثاء، في الوقت الذي تعارض فيه العديد من الدول الأوروبية القرار مثل أسبانيا والبرتغال واليونان وبولندا إلى جانب فرنسا وإيطاليا والدنمارك وهولندا.
وأشارت إلى أن الاتحاد الأوروبي اتهم موسكو الأسبوع الماضي باستخدام واردات الطاقة كسلاح حرب وأهاب بالدول الأعضاء القبول الطوعي، بقرار ترشيد الاستهلاك بدلًا من أن يصبح واقعًا لا مفر منه في حالة تطبيق الاتحاد الأوروبي خطة إنقاذ عاجلة، إذا ما أقدمت روسيا على قطع إمداداتها من الغاز بالكامل عن أوروبا.
وأفادت الكاتبة بأن الاتحاد الأوروبي يبحث في الوقت الحالي، إعفاء بعض الدول الأعضاء من الالتزام بقرار ترشيد الاستهلاك المقترح، على الرغم من قناعة مصادر داخل الاتحاد الأوروبي أن أوروبا بأسرها مستهدفة من الضغوط الاقتصادية، التي تمارسها روسيا حاليًا على الدول الأوروبية من خلال قطع إمدادات الغاز.
ولفتت الكاتبة إلى تصريحات أحد المصادر داخل الاتحاد الأوروبي التي يقول فيها إن جميع الدول الأوروبية الآن في سلة واحدة، ويتعرضون لنفس الأزمة وأن عواقب منع الغاز الروسي عن دول أوروبا ستكون وخيمة على أوروبا كلها.
ونبهت الكاتبة إلى تصريحات أورسولا فون ديرلاين رئيسة المفوضية الأوروبية الأسبوع الماضي التي أعربت فيها عن اعتقادها، أن الكرملين قد يقوم بقطع كامل لإمدادات الغاز الروسية للدول الأوروبية مما قد يمثل صفعة قوية لسوق أوروبا الموحد.
واختتمت الكاتبة مقالها، قائلة إن تلك الأوضاع دفعت مسؤولين في الاتحاد الأوروبي إلى طرح اقتراح،بالإسراع في توسيع استخدام مصادر الطاقة المتجددة بدلًا من الغاز مع استمرار الاعتماد على الفحم والطاقة النووية.