اجرت اللجنة المُنظِّمة لمؤتمر اليوم الكاثوليكي الألماني ال"١٠٢" ، جلسة حوارية بعنوان “الدين والمجتمع” ضمَّت كلا من: الكاردينال لويس روفائيل ساكو بطريرك الكنيسة الكلدانية في العراق والعالم، و نائلة طبَّار، و ديرك بينگينَر، وفرانك شڤابه ؛ والمشاركين في الجلسة مختصين في لاهوت الديانات، او بعلم الاجتماع او بالسياسة؛ وتعتبر هذه المشاركة الرئيسية في المؤتمر، اذ وُجِّهَت اليه الكثير من الاسئلة وكعادته أجاب على الاسئلة بكل جرأة ووضوح ورصانة.
جاء نص ما قاله الكاردينال لويس روفائيل ساكو بطريرك الكنيسة الكلدانية في العراق والعالم، حسب ما نشرته الصفحة الرسمية للبطريركية الكلدانية منذ قليل، شكراً على دعوتكم لي لأكون بينكم في مؤتمر اليوم الكاثوليكي الألماني تحت شعار مشاركة الحياة، انه لفرح كبير لي وهي فرصة كي أتكلم عن بلدي ومجتمعي العراقي.
في البداية احب ان اقول أنَّ كل إنسان له الحق في ان يعيش بكرامة وحرية، انه مخلوق لأجل ذلك، ومعنى حياته يتمحور حول ذلك. كل الأفراد وكذلك الديانات تتمتع بذات القيمة وذات الكرامة، لا يوجد مواطنون من الدرجة الاولى وآخرون من الدرجة الثانية، كما لا يمكن لأي دين ان يعتبر نفسة من الدرجة الاولى والديانات الاخرى بدرجة أدنى، الاحترام اساس العيش المشترك، اساس الديمقراطية، وأساس الرفاهية والسلام.
عقلية الأغلبية والأقلية يجب ان تتبدل، وهذا ما يمكن ان تحققه دولة مدنية، تتمتع بنظام مدني يضمن الحريات خاصة حرية الضمير والمُعتَقد، نظام يحقق العدالة والمساواة ويحترم حقوق الأفراد ويصون كرامتهم، فلا تمييز على اساس الدين او القومية او اي اعتبار اخر. الكل مواطنون، ومواطنون متساوون حقيقةً بالحقوق والواجبات والكرامة والمواطنة، وليس فقط على صعيد الهتافات والشعارات العقيمة.
لا يمكن للمشاكل ان تستمر ولا لقمع الحريات ان يدوم، سيأتي يوم التغيير عاجلاً ام آجلاً حيث كل إنسان يختار أفكاره، قناعاته وحتى ديانته بكل حرية ومن دون اي اكراه او خوف. عندما نتكلم عن ديانات الآخرين لابد ان يتم ذلك باحترام، فلا مجال لخلط الامور او التعميم، وفي ذلك احترام لحقوق الانسان.
يجب ان تتبدل عقلية رفض الاخر ونبذ عقائده ووصفها بالكفر، فقد تعب الناس من خطابات الكراهية، ملَّ المجتمع من الكلام الذي يحثّ على العدائية، لابد ان يكون الخطاب الديني خطاب محبة واحترام كي نَنعم بالعيش المشترك السلمي.
يجب ان يتوقف استخدام الدين لأغراض سياسة تضمن المصالح الشخصية، فهذا هو السبب الرئيسي الذي مزَّق مجتمعاتنا. يجب ان نجدد طرق تفكيرنا، يجب ان نجدد عقليتنا.
وتفاعل الحضور مع كلام غبطة البطريرك ساكو الذي لمس قلوبهم، فصفقوا له بحرارة وشكروه بحماسة.
حضر الجلسة الحوارية المطران بشار وردة رئيس أساقفة أبرشية اربيل الكلدانية، والآباء بسمان جورج فتوحي، سامي عبد الأحد الريّس وسيزار صليوا.