شدد المرصد السوري لحقوق الإنسان على ضرورة مواجهة خطورة تنظيم الدولة الإسلامية "داعش" الإرهابي، مطالبا المجتمع الدولي بالتصدي لكل الأسباب المؤدية والداعمة له، وأكد في الوقت نفسه أنه رغم هزيمته المكانية يستطيع مواصلة عملياته في مناطق واسعة من الأراضي السورية، وأيضا يوجه رسائله إلى العالم أجمع، ولم تستطع الحملات الأمنية المتكررة من الجيش السوري ، ولا قوات التحالف الدولي وقوات سوريا الديمقراطية، الحد من نشاطه.
جاء هذا ضمن الكتاب الجديد الذي أتاحه المرصد السوري، عبر موقعه الإلكتروني، رصد خلاله التطورات والأحداث التي شهدتها الأراضي السورية على اختلاف مناطق السيطرة خلال شهر مارس 2022.
تضمن الكتاب 17 مادة تلخص الوضع في الأراضي السورية، مدعمة بمخططات معلوماتية "إنفوجرافيك" خاص بكل مادة، موضحًا ان العمليات والأحداث التي وقعت تحت مناطق النفوذ المختلفة، منطقة السيطرة التركية، ومنطقة الإدارة الذاتية الكردية، ومناطق سيطرة الجيش السوري، وجيوب الصحراء التي تأوي خلايا تنظيم الدولة الإسلامية المهزوم في مارس من العام 2019.
ووفقًا لكتاب المرصد، فإن التنظيم الإرهابي يسعى لاستغلال كل فرصة سانحة لإثبات وجوده بإثارة الفوضى وتنفيذ العديد من عمليات الاغتيال.
وبحسب المرصد فإن شهر مارس الماضي هو الشهر الـ92 لإعلان البغدادي (قتل في تفجير انتحاري بعد محاولة قوات أمريكية اعتقاله في أكتوبر 2019) عن قيام ما يعرف بـ"الخلافة الإسلامية بالعراق والشام"، وأحصى المرصد للتنظيم خلال الشهر الماضي 9 عمليات قامت بها خلاياه في مناطق سيطرة قوات سوريا الديمقراطية "قسد"، وبلغت حصيلة القتلى 8 أشخاص، من بينهم 6 مدنيين و2 من "قسد".
وفي مناطق سيطرة الجيش السوري، أسفرت عمليات التنظيم عن مقتل 25 قتيلا تابعين لقوات الجيش، خلال أربع عمليات شهدتها منطقة البادية السورية، وخسر التنظيم 9 عناصر من مقاتليه في استهداف جوي.
جاء في الكتاب: يستغل التنظيم الإرهابي تراجع القصف الجوي الروسي حيث يستمر في شن الهجمات ونصب الكمائن واستهداف قوات النظام في بادية الرصافة ومحيط جبل البشري بريف الرقة أو محور آثريا ومحاور أخرى بريف حماة الشرقي بالإضافة لبادية السخنة وتدمر بريف حمص الشرقي، وبادية دير الزور فضلا عن الحدود الإدارية بين الرقة ودير الزور.
وجدد المرصد مطالبته للمجتمع الدولي بضرورة الاهتمام بملف المختطفين لدى داعش الإرهابي، موضحًا أنه رغم انقضاء نحو 36 شهرا على الإعلان الرسمي للتحالف الدولي بالقضاء على تنظيم داعش كقوة مسيطرة شرق نهر الفرات، وبرغم التطورات التي جرت على مدار الفترة الماضية فإن الصمت لا يزال متواصلا من قبل جميع الأطراف حول قضية المختطفين لدى التنظيم دون تقديم أي إجابة عن مصير آلاف المختطفين، من بينهم مسيحيين ومسلمين وصحفيين.
