حالة من التخبط سادت سوق العمرة عقب الارتفاع المفاجئ لأسعار صرف الريال السعودي أمام الجنيه المصري، تماشيا مع أزمة اقتصادية عالمية صاحبت الحرب الروسية الأوكرانية، وعجزت شركات السياحة عن تعديل عقودها المبرمة قبل ارتفاع سعر الريال الذي لامس ٤:٨٤ قرشا، كما عجزت عن تسعير البرامج الجديدة نظرا لعدم استقرار سوق المال.
وقال باسل السيسي نائب رئيس غرفة شركات السياحة السابق أن الارتفاع المفاجئ في سعر صرف العملات وأهمها الريال السعودي سوف تؤدي إلى زيادة مؤكدة في أسعار خدمات العمرة وبالتالي البرنامج ككل.
وأضاف السيسي في ان رسوم ومصروفات رحلات العمرة بما فيها الإقامة تسدد من جانب شركات السياحة قبل موعد الرحلة بأسبوع موضحا أن الارتفاع المفاجئ في أسعار العملة سوف يلقي بظلاله على أسعار رحلات شهر رمضان، وذلك بنسبة قد تصل الى ١٠٪ عن الأسعار المعلنة قبل قرار رفع سعر الفائدة.
وأكد أن الشركات اصيبت بحالة من الارتباك عقب تغير سعر العملة وتنتظر حاليا الإعلان من جانب شركات الطيران عن الأسعار الجديدة منوها الى ان شركات السياحة أعلنت بالفعل عن برامجها لشهر رمضان وتلقت مقدمات حجز من بعض العملاء ولكن الرؤية ليست واضحة حول تكلفة هذه البرامج وكيفية اقناع العملاء بها ويرجع ذلك لعدم استقرار اسعار الصرف، ونصح السيسي الراغبين في اداء العمرة الى التوجه لشركات السياحة ومراجعة التعاقدات التي سددوا مقدم الحجز الخاص بها ولذلك للوقوف على التفاصيل النهائية لسعر البرنامج.
وأشار الى ان اسعار الفنادق في المملكة كما هي ولكنها أصبحت مرتفعة بالنسبة للشركات المصرية طبقا لتغير سعر العملة، لافتا إلى أن برامج عمرة رمضان مباعة بالكامل ولكنها مسدد عنها مقدمات حجز فقط وتنتظر الشركة والعميل ما ستسفر عنه الأزمة الحالية لتحديد سعر نهائي.
من جانبه، قال إيهاب عبد العال عضو مجلس إدارة غرفة شركات السياحة السابق، أن ارتباك سوق صرف العملات سوف يؤدي بالطبع في ارتفاع أسعار برامج العمرة، كما يؤدي لخسائر كبيرة لشركات السياحة بسبب فارق سعر البرامج التي تم التعاقد عليها بالفعل قبل زيادة الريال السعودي مقابل الجنيه المصري.
وأوضح عبد العال أن شركات السياحة لن تستطيع تعديل أسعار البرامج المتفق عليها والمسدد عنها مقدمات من المواطنين، إلا بصدور بيان رسمي من وزارة السياحة والآثار يفيد ارتفاع أسعار الخدمات المسددة بالريال السعودي في المملكة، ويحق لشركات السياحة تعديل التعاقدات المبرمة للرحلات التي لم تقم بالفعل، مشيرا الى ان في هذه الحالة فسوف تقلل الخسائر لفادحة التي لحقت بشركات السياحة.
ولفت إلى أن تجربة شهري رجب وشعبان أثبتت عزوف المواطنين عن أداء العمرة بسبب الظروف الاقتصادية، حيث كان الطلب اقل من المعروض، والدليل على ذلك قرار وزارة السياحة بالسماح لمعتمري شهر شعبان بالعودة حتى ١٥ رمضان بدلا من ١ رمضان، وذلك لتشجيع المواطنين على السفر، مشيرا الى ان ارتفاع الرسوم في مصر والمملكة وتحميل تكلفة الإشراف لشركة السياحة على ١٥ تأشيرة فقط، ما ضاعف الأعباء على الشركات، كانت جميعها أسبابا للعزوف الجماهيري.
وتوقع عبد العال ارتفاع أسعار برامج عمرة رمضان الاقتصادية الى ما بين ٤٠ وحتى ٤٥ ألف جنيه، والأربع نجوم بين ٤٥ وحتى ٥٥ ألف جنيه، والخمس نجوم سوف يبدأ من ٦٠ ألف جنيه، منوها لضرورة رد الرسوم التي سددتها شركات السياحة لجهات مختلفة في المملكة العربية السعودية نظير الإجراءات الاحترازية التي ألغيت، وذلك للرحلات التي قامت بعد قرار الإلغاء، موضحا ان كلفة الحجر الصحي وحده كانت تصل الى ٢٥٠٠ جنيه للفرد في البرنامج الاقتصادي ويرتفع الى ٥ آلاف في برامج الخمس نجوم.
أما إيمان سامي رئيس لجنة السياحة الدينية السابق بغرفة شركات السياحة، فقالت إن الشركات المنظمة لرحلات العمرة مضطرة لتحمل الخسائر المادية الكبيرة للرحلات المحجوزة مقدما، جراء التغير المفاجئ لأسعار الصرف في السوق المصري.
وأوضحت سامي، أن الشركات لن يمكنها تحمل خسائر جديدة في الرحلات المقبلة، لذا فقد شهدت عمليات تسعير البرامج ارتباكا كبيرا خلال أمس واليوم، مشيرة إلى أن فنادق السعودية أعلنت عن ارتفاع أسعار الغرف بداية من اليوم تماشيا مع الزيادة الكبيرة في الطلب على أداء المناسك من الدول الإسلامية، غير أن ذلك تزامن مع ارتفاع سعر صرف الريال السعودي في السوق المصري، ما يضاعف الزيادة المقررة ويضع الشركات في ورطة أمام عملائها.
وتابعت أن القانون لا يسمح للشركات السياحية بتلقى أي عملة مختلفة عن الجنيه المصري، وفيما يتغير سعر الصرف لأكثر من مرة في اليوم الواحد بمصر، فإن الشركات باتت عاجزة عن تسعير البرامج خشية التعرض لخسارة فرق سعر الصرف، منوهة الى ان وزارة السياحة منحت أعداد تأشيرات قليلة للغاية لشركات السياحة، بواقع ١٥ تأشيرة فقط لكل شركة، ما ينخفض معه الربح ويصعب في ظله زيادة أسعار الرحلات وسط الأزمة الاقتصادية العالمية.
وأكدت سامي، أن بعض العملاء قاموا بحجز رحلات عمرة رمضان، وسددوا ثمنها بالفعل، بناءا على سعر الصرف السابق، بينما الآن ارتفع سعر الريال أمام الجنيه مسجلا ٤.٩٥ قرشا، وبطبيعة الحال سوف تتكبد الشركات خسارة هذا الفارق عند سداد رسوم الخدمات والفنادق والانتقالات قبل الرحلات، مشيرة الى أن حجوزات عمرة رمضان تحيطها حالة من الغموض حول إقبال المواطنين عليها من عدمه في ظل الظرف الاقتصادي الراهن.