وصف ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان جماعة الإخوان الإرهابية بـ"التي تلعب دورا كبيرا في خلق كل هذا التطرف"، وأن السعودية في رؤيتها 2030 تسعى لتأصيل التعاليم الحقيقية للإسلام ، والعودة إلى "الإسلام النقي" الذي ينبذ العنف والتطرف ويرفض الإرهاب، ويجعل منا مجتمعًا منفتحًا ومسالمًا يحترم جميع الثقافات والديانات.
ونقلا عن وكالة الأنباء السعودية، التي نشرت نص حوار ولي العهد مع مجلة "أتلانتك" الأمريكية، فإن الأمير محمد بن سلمان لفت إلى أن "المتطرفين اختطفوا الدين الإسلامي وحرفوه، بحسب مصالحهم، حيث إنهم يحاولون جعل الناس يرون الإسلام على طريقتهم، والمشكلة هي انعدام وجود من يجادلهم ويحاربهم بجدية، وبذلك سنحت لهم الفرصة في نشر هذه الآراء المتطرفة المؤدية إلى تشكيل أكثر جماعات الإرهاب تطرفًا، في كلٍّ من العالَمين السني والشيعي".
وقال ولي العهد: جماعة الإخوان تلعب دورا كبيرا وضخما في خلق كل هذا التطرف، وبعضهم يُعد كجسر يؤدي بك إلى التطرف، وعندما تتحدث إليهم لا يبدون وكأنهم متطرفون، ولكنهم يأخذونك إلى التطرف، فعلى سبيل المثال: أسامة بن لادن والظواهري كانا من الإخوان المسلمين، وقائد تنظيم داعش كان من الإخوان المسلمين، ولذلك تعد جماعة الإخوان المسلمين وسيلة وعنصرا قويا في صنع التطرف على مدى العقود الماضية.
سلعة الإخوان المفضلة
قال الكاتب والمحلل التونسي نزار الجليدي: إن السلعة الوحيدة الرائجة والمفضلة لدى جماعة الإخوان الإرهابية هي الخداع والكذب والنفاق، وكما باعوها للشعوب تفننوا في بيعها لرجال السلطة وأهل السياسة، حيث أوهموا القوى المختلفة بعكس بما يضمرون خاصة في أي حوار سياسي.
وأضاف "الجليدي" في تصريحات خاصة لـ"البوابة نيوز"، أن ولي العهد السعودي أصاب في وصف الجماعة بالخداع والتطرف، لأن السعودية جربت التعامل مع الإخوان واكتشفت تفوق عناصر الجماعة في مهنة الخداع، فهم يتسللون إلى المجتمعات ليخربوها كما فعلوا في مصر، وكذلك فعلوا في تونس.
وتابع الكاتب التونسي، أن الخداع هو طريقهم في العمل السياسي، يبدأون بالسلام ويتحلون في اجتماعاتهم ومنهجهم بالمسالمة لكنك تجدهم ينقلبون عليك ويذهبون إلى العنف، وفي تونس تحديدا ارتكبوا العديد من الجرائم مثل مقتل الشهيد شكري بلعيد، وفي الجزائر قتلوا بوضياف، ولهم وقائع عنف في السعودية أيضا.
جماعة إرهابية لا تمثل منهج الإسلام
أدرجت السعودية جماعة الإخوان ضمن قائمتها للجماعات الإرهابية في مارس من العام 2014، وفي نوفمبر من العام 2020 حذرت هيئة كبار العلماء من الانتماء لجماعة الإخوان، ووصفتها بالإرهابية، وأن تاريخها مليء بالشرور والفتن ولا تمثل منهج الإسلام.
وبحسب بيان للهيئة، فإن "كل ما يؤثر على وحدة الصف حول ولاة أمور المسلمين من بث شبه وأفكار، أو تأسيس جماعات ذات بيعة وتنظيم، أو غير ذلك، فهو محرم بدلالة الكتاب والسنة. وفي طليعة هذه الجماعات التي نحذر منها جماعة الإخوان، فهي جماعة منحرفة، قائمة على منازعة ولاة الأمر والخروج على الحكام، وإثارة الفتن في الدول، وزعزعة التعايش في الوطن الواحد، ووصف المجتمعات الإسلامية بالجاهلية، ومنذ تأسيس هذه الجماعة لم يظهر منها عناية بالعقيدة الإسلامية، ولا بعلوم الكتاب والسنة، وإنما غايتها الوصول إلى الحكم، ومن ثم كان تاريخ هذه الجماعة مليئاً بالشرور والفتن، ومن رَحِمها خرجت جماعات إرهابية متطرفة عاثت في البلاد والعباد فساداً مما هو معلوم ومشاهد من جرائم العنف والإرهاب حول العالم.
ومما تقدم يتضح أن جماعة الإخوان جماعة إرهابية لا تمثل منهج الإسلام، وإنما تتبع أهدافها الحزبية المخالفة لهدي ديننا الحنيف، وتتستر بالدين وتمارس ما يخالفه من الفرقة وإثارة الفتنة والعنف والإرهاب".
الإخوان في السعودية
يشار إلى أن السعودية شهدت موجات من العنف، منها تفجير العليا عام 1995 على يد أربعة إرهابيين تلقوا تدريبات في أفغانستان، وأعلنت جهات التحقيق أن الشباب استمعوا لخطابات تبرر العنف، ووقعوا تحت تأثير خطاب ديني سياسي استقوه من كتب جماعة الإخوان وجماعة السرورية.
كما شهدت العديد من عمليات العنف بين العامين 2002 و2006 وثبت أن المتورطين فيها إما أفراد في الجماعة أو متأثرين بخطاب ديني متشدد نابع من كتب ومؤلفات تنظيم جماعة الإخوان الإرهابية.
في أكتوبر من العام 2013، تعرض وزير الشئون الدينية الدكتور عبداللطيف بن عبدالعزيز حينما كان رئيسا لهيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر لمحاولة اغتيال عن طريق إطلاق نار، وفي لقاء تلفزيوني له اتهم الوزير جماعة الإخوان بمحاولة اغتياله، موضحًا أنه تلقى منهم عدة تهديدات وسب وقذف من عناصر الجماعة عندما كان مسئولا عن ملف جماعة الإخوان المسلمين بإمارة منطقة الرياض، ثم رئيسا لهيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر.
أما خالد السبيعني، عضو جماعة الإخوان المنشق، في لقاء تلفزيوني مع قناة "العربية"، كشف عن دور الجماعة في تنظيم معسكرات تدريب في الصحراء تحت شعار فرق الجوالة، لكنها كانت تدربهم على أعمال السلاح والعنف، وهو نفس ما فعله حسن البنا في تخطيطه لتكوين النظام الخاص.
