فى غرفة جدرانها من الخشب، تعيش السيدة الخمسينية فى منطقة التونسى، بسوق الحمام بحى الخليفة، حياتها منذ ٤٠ عامًا، تتقاسم مأساتها مع ظلمات الليل تارة، ومع حرارة الشمس تارة أخرى، حتى استطاعت أن تربى أولادها الخمس، بعدما تركها زوجها وحيدة تعانى الأمرين، وتزوج عليها.
«سكينة صابر- ٥٣ عامًا»، تعيش فى تلك الغرفة التى ليس بها حمام تقضى فيه حاجتها، فسقفها الأبلاكاش يجعل لها نصيبًا من مياه المطر التى تتساقط عليها فى ظلمات الليل القارس، تلك الأم لخمسة أولاد تبيع الخضار فى الشارع، لتستطيع أن تحقق اكتفاء ذاتيا لنفسها، حيث تقول السيدة الخمسينية أنها تقبض معاشا شهريا ولكنها تعمل يومًا بيوم هى وأولادها من أجل مصاريف الحياة التى تتطلبها.
تقول: «ابنى متزوج وعنده ٤ ابناء وساكن فى شقة إيجار، والتانى معاه طفلان توأم ومش لاقى شغل وبقالى ٤٠ سنة فى المكان ده، ويساعدنى الناس ونفسى يبقى عندى حمام زى الناس».. بهذه العبارات تستكمل السيدة الخمسينية حديثها عن تلك المأساة التى تعيشها فى هذه الأوضة الخشبية التى تعيش بها منذ سنوات طويلة: «بقالى ٤٠ سنة على الحال ده، عملت حاجة صغيرة زى الحمام كده، وبيجى واحد بينزح الطرنشاط كل أسبوع ينزحها بـ٥٠ جنيها، ربنا هو الشاهد فى كل كلمة بقولها».
دموع السيدة الخمسينية تقطع الحديث ولا تستطيع أن تتحكم فى نفسها: «الحمد لله راضية بكل اللى ربنا يبعته معنديش دولاب زى الناس ولا حمام، نفسى فى بيت زى الناس أنا عايشة على المساعدات، والحمد لله ورضا من عند ربنا».
وتتابع «سكينة» أنها تعيش حياة مريرة ولا تستطيع أن تدفع إيجارًا لشقة كى تسكن فيها، وتضيف السيدة: «نفسى أخف جات لى جلطة مرتين، وعضلة القلب تعبانة ومش بقدر أجيب علاج على نفقة الدولة، وساعات مش بقدر أجيب العلاج»، مشيرة إلى ان زوجها قام بتطليقها منذ ١٥ سنة، «ومن ساعتها معرفش عنه حاجة، كتب عليا رسالة أنه ملهوش عيال عندى، انا اللى صرفت عليهم وطلعتهم رجالة، واشتغلت فى كل حاجة».
البوابة لايت
«سكينة»: جوزي طلقني وكتب عليا ورقة إنه ملهوش عيال عندي.. ونفسي يكون عندي حمام زي الناس ودولاب أحط فيه هدومي
تابع أحدث الأخبار
عبر تطبيق