كشف الدكتور محمد فضل الله المستشار الاستراتيجي الرياضي الدولي سبعة عوامل تجعل من الرياضة التنافسية بمثابة ترجمة حقيقية للقوة الناعمة للدول، مشددا أن التاريخ لا يذكر الا أصحاب المراكز الأولى فى المسابقات الرياضية المختلفة .
وكتب فضل الله عبر حسابه الخاص على موقع التواصل الإجتماعي " فيس بوك" " التاريخ لا يذكر إلا الأول لافتا إلى أنها عبارة فى غاية الأهمية بالنسبة لممارسة الرياضية ، وخاصة الرياضة التنافسية أو بمعنى أدق لقيمة الممارسة الرياضية.
وتابع فضل الله " فمصطلحات الأداء القوى، وعدم الانهزامية ، والايجابية ، والمشاركة المثالية ، مصطلحات جيدة، ولكنها لن تكون عوضاً عن الفوز بالمركز الأول وذلك للأسباب التالية:
أولاً :- البطولات لا تُكتب إلا لصاحب المركز الأول فى أى بطولة من البطولات الرياضية .
ثانياً :- قيمة الإحصاء الرياضى الحقيقية تتحق عندما يُذكر عدد الحاصلين على البطولات وليس المشاركين فيها أو أصحاب الأداء القوى .
ثالثا :- التاريخ لا يذكر صاحب الأداء القوى، لان هذا من المُسلمات ومن البديِهيات فى الممارسة الرياضية التنافسية ، لأن المنطق يقول بأنك لن تفوز الا إذا كنت صاحب أداء قوى .
رابعا :- قيمة الميدالية الأولمبية الذهبية " على سبيل المثال " والتى تقترن بالمركز الأول ، لايستطيع أحد مقارنتها بأي ميدالية أخرى سواء الفضية أو البرونزية ، بل تعتبر الميدالية الأولمبية الذهبية الأساس في التصنيف والترتيب الأولمبي .
خامسا :- صاحب المركز الأول فى كافة دوريات كرة القدم ، هو الذى يتأهل مباشرة لأكبر الدوريات القارية وهى بطولة أبطال الدورى ، فهو الأساس فى فكرة البطولة، وحتى إذا تأهل الوصيف معه فهو لاستكمال عدد الأندية وزيادة عدد المجموعات فى تلك البطولة ، وحتى إذا كان اصحاب المراكز الأخرى حتى المركز الرابع تتأهل أيضاً إلى بطولات أخرى فهى تتاهل لبطولات اقل فى القيمة السوقية والتنافسية فى الممارسة الرياضية .
سادسا :- المركز الأول فى الرياضة التنافسية ، " هو الترجمة الحقيقية لفكرة وفلسفة القوة الناعمة للدول فى الرياضة التنافسية " ، فدولة مثل الولايات المتحدة الأمريكية اختارت الفوز بالمركز الأول فى الدورة الأولمبية لتكون القوة الناعمة لها ، ولذلك نجدها تتربع على عرش الدورات الأولمبية لعدد كبير من الدورات الأولمبية ، إثيوبيا وكينيا اختارت الفوز بالمركز الأول فى مسابقات المسافات الطويلة فى ألعاب القوى لتكون القوة الناعمة لها جامايكا اختارت سباقات السرعة فى ألعاب القوى لتكون القوة الناعمة لها وبريطانيا اختارت الدورى الإنجليزى دورى كرة القدم الأول عالميا ليكون القوة الناعمة لها ،،،إلخ فعندما تذكر اى رياضة تنافسية مما ذكرتها يقترن مباشرة اسم الدولة بجانبها " تلك هي قيمة الرياضة فالمركز الأول يحتاج الى تخصصية دقيقة فى الممارسة الرياضية ومعدلات اقتصادية تمثل دعما ماليا للرياضة الممارسة.
سابعا:- كل دوله يجب أن تدرك ان أساس بناء القو الناعمة فى الممارسة الرياضية هو ان يكون لها رياضة واحده تتخصص فيها بصورة شمولية ، تبنى عليها خططها واستراتيجيتها ، تضعها ضمن أولوياتها فى المقام الأول، تعطيها اهتمامها الكبير فى المدارس والجامعة والمجتمع وخاصة فى ظل الاحتياجات الكبيرة الاقتصادية لممارسة الرياضية التنافسية ، هذا ليس معناه إغفال بقية الرياضات ولكنه هو نوع من ترتيب الأولويات التى يتوافق مع المقومات الاقتصادية لكل دولة .
أضاف : فعلموا أولادكم ان يسعوا دائما لنيل المركز الأول فى كل شئ فتلك هى ثقافة الفوز والانتظار، علموهم ان لا تفرحوا بالمركز الثالث او الثانى فتلك المراكز لن تحصل عليها الا إذا هُزمت والمهزوم لا يفرح ولكن المهزوم يجب أن يبنى من فشله قصة نجاح والا سيظل فاشلا للأبد.
اختتم فضل الله حديثه قائلا: علموهم أن الحق فى الفوز بالمركز الأول فى الرياضة ليس عبارات ، بل يكمن فى الايمان الحقيقي بالقدرات والمهارات، والنظر الى السلبيات ومعالجتها ، والبناء على الإيجابيات والتنافسية العادلة ، والكفاح ، والانتماء والولاء ، والسعى الدائم بل الاستمرار فى اقتناص المركز الأول ".