الإثنين 06 مايو 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

آراء حرة

فكرة وليدة من رحم منتدى الشباب

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news

 

شرُفت بدعوتى لحضور منتدى شباب العالم فى نسخته الرابعة، والذى أقيم  بمدينة السلام"شرم الشيخ" فى الفترة من 10 إلى 13 يناير الجاري، تحت رعاية فخامة الرئيس/عبد الفتاح السيسى..سعدت وشعرت فالفخر لكونى  ممن كان لهم نصيب فى حضور هذا المنتدى العالمي فى بقعة من أجمل بقاع العالم.. والتى تزينت فى أجمل صورة وبدت كما لم أراها من قبل..ولمست كم الجهد والتفانى من كل المسئولين والمنظمين للمنتدى كى يظهر فى أجمل صورة، ويعكس صورة مصر، ليس فقط كدولة صاحبة وصانعة حضارة، بل كدولة تسعى نحو بناء المستقبل..  الحضور كانوا من أغلب بلاد العالم، والكل يمتلأ بالنشاط والحماس والإعتزاز..والمنظمين كخلية نحل لا تمل أو تفتُر عزيمتهم، لذلك ظهر المنتدى بهذا التنظيم والرقى، والذى لم يشاهده فقط الحضور من قلب الحدث، ولكن لمسه الجميع من خلال وسائل الإعلام التى نقلته للعالم.. تحت شعار (السلام. الإبداع. التنمية).. فها هي مصر تحاول جمع شتات العالم، فى فترة من أصعب الفترات التى تمر بالإنسانية.. فتحتضن شباب العالم فى سيناء أرض السلام، والتى تجلى الله تعالى عليها، واختلطت ذرات ترابها بدماء شهدائنا الأبرار.. الكل يغلق أبوابه خوفا من الوباء، ومصر تفتح ذراعيها بإبداع لإستقبال الشباب والضيوف من أنحاء العالم، وتستقبلهم بكل الحفاوة والترحاب، متكبدة المزيد من الجهد للإجراءات الإحترازية وتأمين الحضور من خطر العدوى والإصابة.. ولا تكتف مصر بالتنمية والمشروعات العملاقة التى نراها فى كل بقعة الآن، ولكن تتبنى فى هذا الوقت الحرج مناقشة قضايا التنمية فى العالم، والكثير من الموضوعات الأخرى التى تقع فى أولوية إهتمامات الدول الكبرى، كالتغير المناخى، ومستقبل الطاقة، والعالم ما بعد كورونا، والحماية الإجتماعية، وحقوق الإنسان.. وقد ألهمنى نجاح المنتدى والقدرات الإدارية والتنظيمية للقائمين عليه، مع هذا الكم الهائل من الحضور فى ظل الجائحة، فكرة تبنى الدولة لإطلاق "منتدى أطفال العالم".. والذى نسعى فيه لمشاركة الأطفال الموهوبين والمتميزين فى كل أنحاء العالم، ويتم إختيار أطفال من كل قرى ونجوع مصر.. ويصبح من ضمن مهام المحافظين والمسئولين إختيار أنبه الأطفال وأكثرهم تميزا فى كل القرى والأحياء..ويتم فيه تناول كافة الموضوعات السياسية والاقتصادية والبيئيه والاجتماعية، وكافة القضايا المتعلقة بالطفولة، بإسلوب مبسط يفهمه الصغار، ويصبح لهم دورا فى المناقشة وربما إبداء الحلول.. ويتم صناعة أفلام رسوم متحركة صغيرة تتناول القضايا المختلفة ببساطة وإختصار لتنمى وعى الأطفال..ويحدث حالة زخم فنى وإبداعي فى مسرح أطفال العالم..ونستغل قدرات الاطفال الإبداعية والرياضية في تنظيم بطولات ومسابقات على هامش المنتدى.. ونرى نماذج المحاكاة للبرلمان وللأمم المتحدة وغيره من خلال الصغار.. مثل برنامج 'البرلمان الصغير" الذى تربينا عليه فى طفولتنا.. ويشارك الأطفال فى التنظيم ويتم تدريبهم من خلال المنظمين في منتدى شباب العالم.. ويتم فتح باب التقدم للجهات والأفراد، فنصنع حالة من المنافسة بين المدارس والمؤسسات التعليمية التى تشارك بأفضل من لديها، ويصبح لدينا خريطة بالاطفال المبدعين في كافة انحاء مصر، والعالم أيضا.. وتتبنى الدولة الموهوبين وتدعمهم لخلق أجيال مبدعة علميا وفنيا ورياضيا.. ونبث الأمل فى نفوس الأطفال الذين لم يحالفهم الحظ للمشاركة، بوضع معايير تمكن المتفوقين علميا أو فنيا أو رياضيا من المشاركة فى نسخ قادمة، ليتجدد الإبداع كل عام.. تخيلت الرئيس وحوله سفراء أطفال مصر والعالم.. أطفال من كل محافظات مصر يشعرون بأهميتهم وأهمية قضاياهم من أعلى رأس في الدولة، ومن أكبر المؤسسات والمسئولين.. يستشعرون مشاركتهم في صنع مصائرهم ومستقبلهم، ويعوا حرص الدولة على بناء المستقبل بهم ولهم.. فيضع أطفال اليوم -الذين سوف يكونون صناع قرار الغد- أيديهم على المشاكل مبكرا، فتنمو معهم أفكارهم نحو حلول مستحدثة وغير تقليدية

فنصنع أجيالا واعية مبدعة.. بالتأكيد التعامل مع الأطفال أكثر صعوبة، ويتطلب خبرة فى التعامل، ولكن "حين يولي المرء الإهتمام ببداية القصة فإن بمقدوره تغيير مجراها بأكملها"..وهى مقولة المغنى وكاتب أغانى الأطفال/ رافي كافوكيان (مؤسس مركز رافى لتكريم الطفولة )والذي ولد فى القاهرة لأب أرمني قبل هجرتهم لكندا عام 1958 وأبدع عشرات الألبومات والأغنيات للأطفال... لذلك إذا أردنا بناء جيلا واعيا يناسب الجمهورية الجديدة، علينا أن نبدأ بأطفالنا الآن.. هى مجرد فكرة وحلم تولد من حضورى لمنتدى شباب العالم.. فكل الشكر والتقدير والإمتنان لفخامة  الرئيس ولكل القائمين على الإعداد والتنظيم لهذا المنتدى الرائع.. وأتمنى أن أرى قريبا النسخة الأولى من منتدى أطفال العالم، كى يكون الإنطلاق نحو بناء قادة العالم فى المستقبل، من مصر مهد الحضارات.