كشفت مصادر مطلعة بالحكومة اليابانية، اليوم السبت، أن اليابان تراجعت مؤخرًا عن قرارها بإلغاء الاستحواذ على طائرات استطلاع أمريكية دون طيار بسبب تكاليفها الباهظة التي فرضها وقتها الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب، والذي كان يروج لصادرات الأسلحة الأمريكية.
وقالت هذه المصادر في تصريحات لوكالة أنباء “كيودو” اليابانية الرسمية بشرط عدم الكشف عن هويتها إن حكومة رئيس الوزراء السابق، شينزو آبي، قد أبلغت واشنطن في ربيع عام 2020 أنها لن تشتري طائرات جلوبال هوك الأمريكية، لكنها ألغت هذا القرار في الصيف بعد أن ألغت طوكيو في يونيو من ذلك العام نشرها المزمع لأنظمة الدفاع الصاروخي الباليستي "إيجيس آشور" التي طورتها الولايات المتحدة.
وكان الدافع وراء هذا التغيير هو المخاوف من أن إلغاء صفقة جلوبال هوك من شأنه أن "يغضب السيد ترامب، الذي أصر على تصدير أسلحة أمريكية الصنع"، وفقًا لمصدر مطلع على الأمر أضاف أن "تغيير السياسة يعكس الاهتمام المفرط بالسيد ترامب".
وبلغت تكاليف اقتناء الطائرات المُسيرة، التي يمكن أن يبدأ نشرها من قبل قوات الدفاع الذاتي الجوية اليابانية بحلول مارس، 61.3 مليار ين (أي نحو 528 مليون دولار)، بينما تبلغ نفقات التشغيل والصيانة 13 مليار ين سنويًا.
وتهدف وزارة الدفاع اليابانية إلى نشر ثلاث طائرات بدون طيار من طراز جلوبال هوك في قاعدة عسكرية جوية في محافظة أوموري، شمال شرق اليابان، لمدة 20 عامًا تقريبًا بتكلفة إجمالية تقدر بـ 263.7 مليار ين. وفي مارس من العام الماضي، أطلقت قوات الدفاع الذاتي الجوية وحدة من 70 فردًا في قاعدة ميساوا للتحضير لنشر هذه الطائرات.
وفي عام 2014، قررت وزارة الدفاع شراء طائرات جلوبال هوك لمراقبة المنشآت العسكرية الكورية الشمالية بعد أن أجرت بيونج يانج تجربتها النووية الثالثة في عام 2013. ومع ذلك، فإن الطائرات دون طيار التي يتم التحكم فيها عن بعد غير قادرة على حماية نفسها أو شن هجمات، وقال مسئول بوزارة الدفاع "من غير العملي تحليقها في المجال الجوي لدول أخرى".
وتقوم طائرات جلوبال هوك بدون طيار، التي يتم التحكم فيها من الأرض عبر الاتصالات اللاسلكية والأقمار الصناعية، بجمع الصور والمعلومات الإلكترونية من ارتفاع يزيد عن 15000 متر، في مسافة أعلى من الطائرات التجارية، وبينما كانت اليابان حريصة على استخدام الطائرات بدون طيار للمراقبة في بحر الصين الشرقي، حيث تخوض طوكيو نزاعًا إقليميًا مع بكين، فإن جلوبال هوكس التي تنوي اليابان نشرها مصممة لمراقبة المناطق البرية وتعديلها لتتمكن من مراقبة البحر قد تتطلب تكاليف هائلة!