تستمر المظاهرات في السودان في ظل التوترات التي تعيشها البلاد على وقع الحالة السياسية خلال الفترة الأخيرة.
وأطلقت قوات الأمن الغاز المسيل للدموع لتفريق الحشود، في الوقت الذي نجح فيه المتظاهرون في الوصول إلى القصر الرئاسي رغم التشديدات الأمنية.
فيما قال الشهود إن الشوارع المؤدية إلى القصر الرئاسي ومقرات الجيش أغلقت وسط تواجد مكثف للقوات وشرطة مكافحة الشغب والوحدات شبه العسكرية.
وتعليقًا على ذلك، قال الأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط يوم الثلاثاء إنه "يحترم" قرار حمدوك ودعا إلى "التحرك العاجل" لحل الأزمة.
فيما قال المتحدث باسم الأمم المتحدة ستيفان دوجاريك يوم أمس الاثنين إن الأمين العام للأمم المتحدة انطونيو جوتيريش "يأسف لعدم وجود تفاهم سياسي بشأن سبل المضي قدما رغم خطورة الوضع في السودان".
كانت الولايات المتحدة قد جددت دعمها للحكم المدني في السودان، عقب استقالة حمدوك، كما أعربت بريطانيا عن حزنها لتلك الخطوة التي أعلن عنها ليل الأحد.
وقالت وزيرة شؤون إفريقيا بوزارة الخارجية البريطانية، فيكي فورد، بتغريدة على حسابها على تويتر الإثنين، إنها تشعر بحزن شديد لاستقالة رئيس الوزراء السوداني، داعية إلى احترام مطالب المنادين بالحكم المدني.
وأضافت: " حمدوك كان يخدم السودان ويسعى لتحقيق رغبة شعبه في مستقبل أفضل".
كما شددت الخارجية الأمريكية على أن أي تعيينات جديدة يجب أن تلتزم بقواعد اتفاق تقاسم السلطة المبرم عام 2019.
وأضافت أنه ينبغي تعيين رئيس الوزراء الجديد والحكومة السودانية المقبلة بما يتوافق مع الإعلان الدستوري من أجل تحقيق أهداف الشعب في الحرية والسلام والعدالة.
وعلق تجمع المهنيين السودانيين على الاستقالة، حيث قال إن تلك الاستقالة أو عدمها لا تقدم أو تؤخر شيئًا في طريق الثورة، حسبما أبرزت العربية.
كما يرى الحزب الجمهوري في الحرية والتغيير أن تلك الاستقالة تبعث بجرس الإنذار بمستقبل غير محمود العواقب.
بدوره، اعتبر حاكم إقليم دارفور، رئيس جيش حركة تحرير السودان، مني أركو مناوي، الاستقالة واحدة من تجليات الأزمة السياسية والاجتماعية المتراكمة التي لم تفهمها القوى السياسية التي ورثت البلاد، في زمن غفلة أغلب الشعب.
وأضاف في تغريدة عبر "تويتر" أن "المشوار ما زال طويلا وأن لا بديل للحوار والاعتراف بالبعض".
ووصف رئيس حركة العدل والمساواة وزير المالية جبريل إبراهيم، خطوة حمدوك بالمؤسفة، معتبرًا أنها "محنة"، ودعا القوى السياسية إلى لمّ الشمل للعبور بالبلاد إلى بر الأمان.