على الكراسى الخشبية الطويلة المتهالكة التي تنتشر فى صفين على اليمين واليسار ، داخل إحدى قاعات محكمة جنايات بنها، جلس عدد من أسر المتهمين بوجوه يرسم الحزن قسماتها، يتأملون ما يجري حولهم ولسان حالهم يردد المثل الشعبي القديم «اللي يشوف بلاوي الناس تهون عليه بلوته»، غير أن أعينهم على سيدة تجلس منكسة الرأس داخل القفص الحديدي وترتدي ملابس السجن، وتذرف الدموع من عينيها حزنا على المصير الذي ينتظرها بعد عودة هيئة المحكمة من غرفة المداولة، للنطق بالحكم عليها.
وبسؤال أحد الحضور لفرد شرطة يقف أمام القفص ما قصة السيدة؟ أجاب: «دي الست أمل اللي قتلت زوجها في الخانكة».
فلاش باك
قبل عدة سنوات تزوجت المتهمة "أمل.م.أ"، 44 ربة منزل، من زوجها المجني عليه "سمير.ع.إ"، وجرت الأمور بينهما طبيعة حتى منتصف شهر يوليو من العام الماضي، إذ تبدلت الأجواء وتحولت لخلافات مستمرة بين الزوجين، فشلت كل تدخلات العقلاء من العائلتين في حلها، حتى عصفت نيران الخلافات الزوجية بأركان المنزل، بسبب بخله معها وعدم الإنفاق عليها مثل زوجته الأولى وأبنائها.
الصلح خير
بعد عدد من المحاولات رضخت الزوجة لكلام أسرتها، وقررت الرجوع لمنزل الزوج أملا في تغير سلوكه معها، وعدم الاعتداء عليها بالضرب، لكن لم يمر سوى أيام وعاود الزوج مسلسل إهانة شريكة حياته وسبها بألفاظ خارجة، فقررت عدم السكوت على إهانتها مرة أخرى.
سكين المطبخ
يوم الواقعة نشبت مشاجرة كالعادة بين "أمل" وزوجها، تعدى على إثرها الزوج عليها بالضرب، متناسيًا أنها لطالما أنفقت عليه وساعدته ماديًا، وسلم عقله للشيطان في لحظه ضعف، وراح يمارس هوايته المفضلة بتعذيبها، لكنها في تلك المرة عقدت العزم على التخلص منه، فاستلت سكينًا وسددت له طعنة نافذة بالصدر أودت بحياته في الحال.
وكشفت تحريات أجهزة الأمن وقتئذ، أن المتهمة هي الزوجة الثانية للقتيل، ونشب خلاف بينهما حول مصروف المنزل، حيث أن المتهمة أكدت أن المجني عليه كان لا ينفق عليها من راتب المعاش الذي يتقاضاه في حين كان ينفق على أولاده من زوجته الأولى، وتولت النيابة التحقيق، والتي أمرت بحبس المتهمة على ذمة التحقيقات، وتحريز السلاح الأبيض المستخدم بالواقعة، وأحالتها للمحاكمة الجنائية.
النهاية
بعد نظر القضية أمام محكمة جنايات بنها، الدائرة الثالثة، قضت بمعاقبة المتهمة بالسجن المشدد لمدة 7 سنوات.
وصدر الحكم برئاسة المستشار سيد رفاعي حسين رئيس المحكمة، وعضوية المستشارين جوزيف سمير بطرس، ومحمد حسن خطاب، وأمانة سر مينا عوض ميخائيل.
وتضمن أمر الإحالة الخاص بالقضية 23831 لسنة 2020 جنايات مركز الخانكة، والمقيدة برقم 2575 لسنة 2020 كلي شمال بنها، أن المتهمة "أمل.م.أ"، 44 ربة منزل، قتلت المجني عليه "سمير.ع.إ"، عمدًا مع سبق الإصرار بأن عقدت العزم وبيتت النية على قتله، وذلك خلال مشاجرة نشبت بينهما.