قال الدكتور محمد عفيفي، أستاذ التاريخ الحديث بجامعة القاهرة، خلال مناقشة رواية شارع نوبار للكاتب شريف عارف: التاريخ لم يعد الماضي فقط، وانما أصبح التاريخ المعاصر والمستقبلي، مؤكدا أن الرواية الوثائقية تحمل كم معلومات كبيرا.
وأضاف عفيفي: لون الرواية الوثائقية مهم ولكنه قليل، مشيدا برواية شارع نوبار للكاتب شريف عارف.
وحول لعب سعد زغلول للقمار أكد عفيفي أن هذا الأمر ليس عيبا لدى الناس في هذا الوقت حتى أن هذا الأمر متاح في المقاهي العادية وكان الجميع يلعبونه ولكن المشكلة الوحيدة أن سعد زغلول أدمنه.
وأكمل عفيفي: الحركة الوطنية المصرية لم تلجأ للاغتيالات إلا بعد إطلاق الانجليز النار على المظاهرات، ولجأ الانجليز إلى لعبة خبيثة عندما عينوا رئيس وزراء قبطي وهو يوسف وهبة، وكان المصريون يتوعدون أي شخص يقبل ذلك طالما سعد زغلول منفي في الخارج، وهنا تطوع شاب قبطي بأن يقوم باغتياله حتى لا تحدث فتنة وطنيه، مؤكدا أن ملف الاغتيالات السياسية ملف شائك جدا، وكانت موجهة في الأساس للخارج، وقد اعترفت بعض القيادات الوطنية بأن هذا الطريق ليس هو الخلاص من الاحتلال.
من جانبها قالت الكاتبة والنائبة ضحى عاصي، المؤلف عندما يقرر يكتب رواية تاريخية أمر صعب جدا على عكس المؤرخ أو الكاتب عندما يقرر أن يكتب رواية تاريخية.
وأضافت: أحب الرواية التي بها معلومات وأعجبت جدا برواية الدكتور محمد عفيفي، التي قرأتها في وقت سابق.
وأكملت: لغة رواية شارع نوبار لشريف عارف لغة صحفية، وهي لغة قريبة لرجل الشارع وتختلف عن اللغة الروائية الأدبية التي لا يحبها الناس ولا يتجاوبون معها، ولكن مشكلتي مع الرواية أن جميع الشخصيات ملائكية.
ولفتت إلى أنها لا تقبل فكرة الاغتيالات السياسية، أو التنظيمات السرية التي كانت سائدة في وقت سابق.
وأقيم مساء اليوم الخميس، على مسرح الهناجر بالأوبرا حفل توقيع رواية "شارع نوبار"، الصادرة عن دار نشر بتانة للكاتب الصحفي شريف عارف.
وتعتبر شارع نوبار أول أعمال الكاتب الروائية بعد عدة إصدارات وثائقية وتاريخية عن الإخوان والحقبة الملكية، وقد كانت ضمن إصدارات الدار خلال معرض القاهرة الدولى للكتاب.
وتدور أحداث الرواية أثناء ثورة 1919 حيث يكشف شرف عارف ما جرى من ترتيبات قبل وأثناء خروج المصريين للثورة وكيف تفاعلت معها السلطة الحاكمة في ذلك الوقت.
من مقاطع الرواية: "أيقن "سليم" أن تصرفه أفسد خطة ما، كان يشرف عليها "رسل" باشا بنفسه، في تحويل الميدان إلى ساحة للقتال تنتهي بمجزرة، ربما يكون الزعيم والنواب المجتمعين داخل الفندق، من بين ضحاياها!..أنهى "رسل" باشا اللقاء دون تعليق، وهم بالانصراف، اندفع نحو باب المكتب في حركة عصبية وهو يتحدث إلى نفسه بالانجليزية في غضب: الغباءات غير المتوقعة".