قبل انطلاق العام الدراسي الحالى 2022/2021، احتفى الدكتور طارق شوقى وزير التربية والتعليم والتعليم الفني، بوضع صور لـ4 شخصيات على غلاف كتاب اللغة الإنجليزية المعدل للصف الثالث الثانوي.
وكان ضمنهم ياسمين مصطفى يحيى، الحاصلة على المركز الأول في العالم بمسابقة إنتل للعلوم والهندسة من بين ١٧٠٠ مشترك من ٨٧ دولة، وخريجة مدارس المتفوقين للعلوم والتكنولوجيا «STEM»، تلك الطالبة التي كانت في انتشار وتوسع هذه المنظومة من المدارس.. وتدرس «يحيى»، حاليا هندسة طاقة بجامعة في قبرص، بالفرقة النهائية، ومستمرة بالمشاركة في مؤتمرات عديدة حول العالم.
ففي 2015؛ حين حصلت الطالبة «ياسمين يحيى»، على المركز الأول في «آيسف»، بأمريكا، بأول مشروع لاستخراج الطاقة من قش الأرز، وتم تكريمها من وكالة ناسا، وتكريمها أيضًا من قبل الرئيس عبدالفتاح السيسي، كانت الطالبة في ذلك الوقت، في الصف الثانى الثانوى، بمدرسة «ستيم» المعادى، وكان هذا محور الانطلاقة والتعرف على مدارس المتفوقين للعلوم والتكنولوجيا.
وقرر الرئيس عبدالفتاح السيسي، فتح مدارس جديدة، عقب هذه الانطلاقة. وبالفعل تم التوسع في إنشاء مدارس المتفوقين في العلوم والتكنولوجيا، وذلك ضمن خطة الوزارة لإنشاء مدرسة بكل محافظة في المحافظات.
في السياق نفسه، تم قبول 1950 طالبًا وطالبة فى مدارس المتفوقين في العلوم والتكنولوجيا «STEM» للعام الدراسى 2021 /2022 بـ19 مدرسة.. خلال اليومين السابقين، اشتكى طلاب مدرسة المتفوقين للعلوم والتكنولوجيا «ستيم»، بسوهاج من مشكلات في الوضع الدراسي، وكذا الإقامة، وسوء الخدمات، ووصف الطلاب أن العام الدراسي لم يبدأ بعد، رغم مرور شهر.
يدرس الطلاب في مدارس المتفوقين «ستيم» إما بشعبة علمى العلوم أو علمى رياضة، والمدارس تابعة لوزارة التربية والتعليم، وفى بداية المشروع كان الدعم من خلال الوزارة، والمعونة الأمريكية، والمعونة كانت تقدم الدعم الفنى والأكاديمى، وصندوق دعم وتمويل المشروعات التابعة للوزارة يقوم بالإقامة، والانتقالات، والرحلات العلمية، وكذا تجهيز المعامل وتدريب المعلمين، ويعد مشروع «ستيم» مشروعًا قوميًا.
وخطة الوزارة بشكل عام، الوصول بعدد المدارس إلى 27 مدرسة على مستوى الجمهورية، لتكون بكل محافظة مدرسة.
وتسهم هذه المنظومة في مناقشة مشكلات المجتمع الخاصة بالبيئة، والتعاون المجتمعى، والذى له دور في ذلك من خلال التواصل مع الجامعات ودراسة المجتمع المحيط، ويقدمون مشروعات وتجارب علمية هادفة، ويحصلون على جوائز دولية، إلا أن مثل هذه المشكلات تعيق إنجاز الطلاب لمهمتهم العلمية والدراسية.
خاصة أن هناك معارض دولية يقدم فيها الطلاب، أون لاين، وهناك أولمبياد في الفيزياء، والكيمياء، والرياضيات، والتكنولوجى، ومعرضا سنويا لاختيار وتصفية المشاركين لمعرض «آيسف» بأمريكا.
ويوجد مشروع مصاحب لكل مادة درجاته 60%، والطلاب يعملون في مجموعات، على سبيل المثال: «مجموعة مادة الرياضيات، ومجموعة العربى، وكذا الفيزياء، والدراسة والعمل ممتدة على مدى اليوم، من ثم توفير الإقامة الداخلية وراحة الطلاب يساعدهم على تنفيذ المشروعات بتفوق».
ويعد نظام المناهج، متكاملا بهذه المنظومة، والامتحانات «أون لاين»، فضلا عن مشروع «كابتسون»، ويتسلم الطالب في الصف الأول الثانوى "لاب توب"، يقوم بتسليمه بعد التخرج من الصف الثالث الثانوى.
سوهاج
كشفت طالبات بمدرسة المتفوقين للعلوم والتكنولوجيا «STEM»، بسوهاج، أسباب تواجدهن باعتصام داخل المدرسة استمر 24 ساعة، بعد فشل قيادات مديرية التربية والتعليم بسوهاج ومجلس الأمناء بإقناعهم بالعمل لحل الأزمات، حيث الوعود تتكرر.
المدرسة تضم بالصفين الأول والثاني الثانوي، بنات عددهن ٨٤ طالبة. وقالت الطالبات في تصريحات لـ«البوابة نيوز»، إننا وصلنا لشهر منذ بدء الدراسة ونعاني من عدم وجود معلمين، وجميع المعامل مغلقة، وهناك غالبية المعلمين، تركوا العمل بالمدرسة، ولا يوجد مدير أو وكيل للمدرسة، وأوضحن أن «مدرس العربى يقوم بإدارة المدرسة ثلاثة أيام، ومعلم الدراسات بقية الأيام.
وتابعن: «مبنى الإقامة بذات المبنى المدرسي، وهذا يخالف مواصفات مدارس ستيم، فضلا أن الغرف غير جاهزة، وعبارة عن ٢ متر في ٢ متر، ودولاب حديدي، يشبه دولاب التخزين. كما اشتكى الطلاب في مذكرات رسمية للوزارة من تسرب للمياه داخل دورات المياه».
وفد التعليم
كشف مصدر، عن زيارة وفد من وزارة التربية والتعليم والتعليم الفني بقيادة الدكتور محمد فاروق مدير وحدة «ستيم»، إلى سوهاج للاستماع إلى شكاوى الطالبات، ووعدوا بحل المشكلات التي تعوق، استقرارهن كما أكدوا على البدء في توجيه معلمين لسد العجز بالمدرسة.
«البوابة نيوز»، حاولت التواصل مع مدير وحدة «ستيم»، بالوزارة، لمعرفة ما تم التوصل إليه والاستعداد الفعلي لتقديم الحلول، إلا أنه لم يرد، ولم يتثنى لنا التأكد من صدق تنفيذ الحلول واقعيا، خاصة أن الطالبات أكدن على سماع مثل هذه التصريحات منذ بداية العام الدراسي.
الأقصر
في سياق متصل، هناك أوضاع مماثلة اشتكي منها طلاب مدرسة «ستيم بالأقصر»، من سوء الإقامة، ونقص المعلمين.
أوضح الطلاب أن المدرسة، تفتقد لأبسط الخدمات الأساسية، فضلا عن رداءة الحمامات، والأبواب المكسورة، ووجود قمامة بشكل فج بمحيط المدرسة، مشيرين إلى أن المدرسة بلا معلمين أو إدارة.
المنيا
في محافظة المنيا احتج عشرات الطلاب، بمدرسة «ستيم المنيا»، وافترشوا الملعب، بسبب عدم وجود مدرسين وسوء مبنى الإقامة والخدمات، وانعدام الإنترنت، الذي يمثل ضرورة كبيرة للطلاب في دراستهم.
المشكلات هنا قد تؤثر كثيرا في ظل الاغتراب، والبعد عن الأهل، وهو أبرز شكاوى الطالبات الجدد، حيث يوجد عائق في السفر، خاصة أن أيام الإجازة «الخميس والجمعة والسبت»، لن تسعف الطالب في السفر والعودة، حيث الأساس في قاعدة الاغتراب هو التنوع الثقافي، لتأسيس طالب ذي عقلية مختلفة، من ثم كل هذه المحاور تتطلب حلولا عاجلة لمصلحة الطلاب.
مشكلة متكررة
قبل عامين، شهدت إحدى المدارس الجديدة نفس الأزمة، حيث دخلت «STEM» قنا الخدمة منذ عامين، والتى تقع بمدينة قنا الجديدة، والتى تعد المدرسة رقم «١٤».
بدأ التشغيل الفعلى للمدرسة داخل محافظة قنا العام الدراسي الحالى ٢٠٢٠/٢٠١٩، حيث إن المبنى المدرسي لم يكن مكتملا خلال العام الدراسي 2019/2018، وتم إلحاق الطلاب بمدرسة العبور، في الترم الأول والأقصر في الترم الثانى.
والمبنى الخاص بإقامة البنات، في قنا حينذاك كان غير مكتمل، وعدد طلاب الملتحقين بمدرسة «ستيم قنا» في ذلك الوقت 13 طالبًا وطالبة، وتم ضمهم في هذا العام إلى الأقصر، إلى أن الوضع تجدد هذا العام مع مدارس أخرى لم تكن جاهزة بالقدر الكافي.
جدير بالذكر أن الدراسة انطلقت هذا العام في 19 مدرسة على مستوى الجمهورية؛ حيث أعلنت وزارة التربية والتعليم قبول الطلاب بمدارس المتفوقين في العلوم والتكنولوجيا «STEM» للعام الدراسي 2021 /2022، في محافظات: «الجيزة- القاهرة- الإسكندرية- كفر الشيخ- الدقهلية- الإسماعيلية- البحر الأحمر- أسيوط - الأقصر- الفيوم- الغربية- العبور- الشرقية- بني سويف- قنا- المنيا- سوهاج- سرس الليان بالمنوفية- مدينة السادات بالمنوفية».
يشار إلى أن الدراسة بدأت في مدارس المتفوقين عام 2011 بمدرسة المتفوقين بمدينة السادس من أكتوبر بمحافظة الجيزة، ثم إنشاء مدرسة المتفوقات بزهراء المعادى بمحافظة القاهرة عام 2012.
