كان المفكر الكبير الدكتور السيد ياسين، يضع نفسه دومًا في موقف المراقب والمحلل، ليس فقط مجرد أحد المعاصرين. ولم يهتم بالتأريخ بقدر اهتمامه بمعرفة خيوط الحدث وما وراءه.
ففي كلمته بمؤتمر "مصر بين ثورتي 25 يناير و30 يونيو"، والذي أقيم بالمجلس الأعلى للثقافة، ونظمته لجنة التاريخ، أوضح المفكر الراحل أنه أستاذ علم اجتماع مهتم بتحليل الظواهر ومنهجية مختلفة عن التاريخ. وقال: "لست مؤرخا، ومن يوم الثورة التونسية كتبت مقالة سميتها أيام الثورة، وكان لي مقال تحليلي أسبوعيًا لمتابعة تطورات الثورة".
وأضاف ياسين: "هناك العديد من الأسئلة المطروحة ولا بد من إجابات عليها، منها الشباب الذين تدربوا في كرواتيا وغيرها، وآخر عشر سنوات في حكم مبارك من الممكن أن نسميها الاختبار الثوري"، مشيرًا إلى أنه عندما ناقش من قبل تقييم الوضع الاجتماعي المصري، قال باختصار "هي منتجعات هنا، وعشوائيات هناك
كذلك أوضح ياسين، في ندوة بعنوان "الثقافة والتجديد.. التجديد في الثقافة السياسية"، استضافه معرض القاهرة الدولي للكتاب، أن التيارات السلفية، الموجودة على الساحة السياسية حاليًا، تحاول إعادة الماضي، فحزب العمل مثلًا، هو محاولة جديدة لإعادة "مصر الفتاة"، وغيره، مشيرًا إلى أن القدامى يحاولون العودة بنفس الأفكار.
ولفت إلى أن هناك نقدا الآن في الغرب للديمقراطية التمثيلية، وهي التي لا تعبر بالضرورة عن الإرادة الشعبية، وأن هناك "ديمقراطية المُشاركة"، وهو التيار الذي يحاول التعبير عن المجتمع.