أكدت الدكتورة وفاء شعلال وزيرة الثقافة والفنون الجزائرية أن إنشاء المتحف الإفريقي بالجزائر سوف يعكس ما تختزله القارة الإفريقية من تراث مادي وغير مادي يرمز إلى عبقرية أهل القارة وما قدموه للحضارة الإنسانية.
جاء ذلك خلال افتتاح الوزيرة لمعرض بعنوان "أثنوغرافيا إفريقيةً" الذي يضم قرابة الـ150 تحفة تعود للقرنين التاسع عشر والعشرين، وتعبر عن العمق التاريخي للجزائر ولأفريقيا. ويهدف المعرض بشكل أساسي إلى إلقاء نظرة موجزة عن أعمال أصبحت خالدة بمجرد دخولها للمتاحف العالميةً وجاءت فكرة هذا المعرض تحت شعار "الفنون والثقافة والتراث روافع من أجل بناء أفريقيا التي نصبو إليها".
وألقت الوزيرة كلمة بالمناسبة، ذكرت فيها العمق التاريخي والحضاري للجزائر بتاريخ يعود إلى 2,4 مليون سنة. ونوّهت بنضالات شعوبها ضد الاستعمار، قائلة "إنها مناسبة لتذكير من يجهل التاريخ أن افريقيا كانت دوما معمورة بسكانها قبل مجيء من استعبدوا أبنائها وهجروهم قسرا واستحوذوا على خيراتها في أبشع صورة الإبادة الجماعية لسكانها من قِبل الاستعمار الهمجي الذي يبقى وصمة عار في تاريخ الإنسانية. وأنه ليس من شرف أحد، مهما كان، أن يتغنّى اليوم وغدا بالمآثر الحضارية المزعومة للاستعمار أو تبرير ما اقترفوه من جرائم بشعة".
واختتمت الوزيرة، كلمتها بأهمية إنشاء المتحف الإفريقي بالجزائر، والذي سيكون المرآة التي تُعكس ما تختزله القارة الإفريقية من تراث مادي وغير مادي يرمز إلى عبقرية أهلها وما قدّموه للحضارة الإنسانية، فهو الفضاء الذي سيثمّن قدراتنا الثقافية ويعرّف بمكنوناتنا ويساهم في ربط جسور التواصل بين شعوبنا ومع الثقافات العالمية في إطار حوار إيجابي بين الثقافات وبين الحضارات.