تحل اليوم الثلاثاء الذكرى الـ51 على رحيل رئيس مصر الأسبق الزعيم جمال عبد الناصر، أحد قادة ثورة 23 يوليو، تلك الثورة التي أثرت في شتى المجالات سواء السياسية، والاقتصادية، والاجتماعية، والثقافية، وكان لها الفضل في نهضة حديثة في المنطقة العربية، شهدت يقظة فكرية وثقافية ازدهر فيها المسرح، والسينما، والتلفزيون، وكل أشكال الفنون على مستوى العالم العربي، ساهمت هذه النهضة أيضا في ظهور مجموعة كبيرة من كبار الكتاب والمبدعين والفنانين.
عندما ذهب "عبد الناصر" إلى الاتحاد السوفيتي، وأثناء زيارته كان من ضمن برنامج الزيارة مشاهدة عروض السيرك الروسي آنذاك، أشتد إعجابه بهذا الفن الاستعراضي، وفور عودته لمصر قرر إنشاء سيركا قوميا بمصر خاصة منطقة العجوزة ليطل على نهر النيل، استقدم مجموعة من الخبراء السوفييت للاستفادة من تجاربهم الفنية والإبداعية تجاه هذا الفن، حيث أنشئ السيرك القومي في العام 1960، حتى تخرج أول دفعة من مدرسة السيرك لتشارك في الافتتاح الرسمي له في الثالث عشر من يناير عام 1966، ليحتل السيرك القومي مكانه كبيرة بين دول العالم، ويصبح فنا عالميا متعدد الجوانب له تاريخه الحافل وأصالته العريقة المميزة الذي يحظى بها الجميع.
يعد هذا السيرك بمثابة العالم السحري الذي يبحث عنه الصغار والكبار، ويضم العديد من الفقرات الاستعراضية والألعاب والحركات التي تتسم بالمتعة والإثارة والضحك، فيأتي له الجميع من أنحاء جمهورية مصر العربية، فقد نجح في رسم البسمة على شفاه الصغار والكبار بعيدا عن ضغوط الحياة اليومية، حتى اتسعت رقعته بعد ذلك ليشمل مجموعة كبيرة من التخصصات المختلفة وأشكال التعبير، وكذلك الحيوانات المفترسة، حيث ظهرت خلاله العديد من العائلات منها عائلة "عاكف" و "الحلو" التي امتدت جذورها حتى وقتنا هذا.
شارك فنانو السيرك القومي في العديد من الفعاليات والمحافل الثقافية والفنية داخل مصر وخارجها، بالإضافة إلى أول مهرجان دولي أوروبي خلال الموسم الصيفي لعام 2010، بمشاركة 6 دول عالمية، والمهرجان الثاني الدولي لدول حوض النيل خلال الموسم الصيفي لعام 2011، بمشاركة 4 دول أفريقية.
وفي عامي 2011 و 2012 بدأت مراحل تطوير السيرك القومي، التي شهدت فتح الباب لمدرسة السيرك، وفي 2014 أتى إلى مصر وفدا من دولة الصين من أجل وضع خطة لتطويره، وتأتي هذه الزيارة في إطار التعاون بين وزارتي الثقافة المصرية والصينية، لوضع خطة لتطوير السيرك القومى وبرامجه، ومده بأحدث الأجهزة، وكذلك تخريج أجيال جديدة من فناني السيرك، وتدريبهم على أحدث الألعاب العالمية، وابتكار برامج وألعاب جديدة تتناسب مع التطور العالمي الذي يشهده العالم.
يقول الفنان عبدالله مراد، مدير عام السيرك القومي الأسبق، إن السيرك القومي الآن يحاول العودة لقيمته العالمية، فهناك محاولات جادة بكل نواحي العمل سواء كانت فردية أو جماعية أو ترويض الحيوانات، فأدعو الله أن أكون أحد عناصر عودته.
في حين يستعد البيت الفني للفنون الشعبية ولاستعراضية، برئاسة المخرج عادل عبده، الآن لتجهيز احتفالية كبرى بمناسبة مرور 55 عاما على إنشائه، وسيشارك بها مجموعة متنوعة من فنانو السيرك بمختلف دول العالم، سيعلن عنها خلال الفترة المقبلة، ويعمل البيت جاهدا على تطوير السيرك وتزويده بمعدات وآلات موسيقية جديدة، كذلك اشتراطات الحماية المدنية وإعداد الصيانة التامة والعمل على إزالة كل المعوقات التي تواجه فنانىه، ليشهد طفرة خلال الفترة المقبلة.
