أعلن المرشد الأعلى الإيراني علي خامنئي مجموعة قرارات تشمل تعيينات جديدة في مناصب عليا وحساسة في الجيش الإيراني، لكنها توضح بجلاء سياسات المرشد العليا تجاه التعامل مع دول كالولايات المتحدة الأمريكية وروسيا.
وكان أخر تلك القرارات التي تمثل استراتيجية سياسية وتحمل في باطنها رغبة سياسية تجاه بعض الدول، قراره بتغيير قائد سلاح الجو الإيراني، وأصدر مرسومًا أصبح بموجبه حميد واحدي القائد الجديد لسلاح الجو للجيش.
وتتضمن الرسالة من ذلك القرار، أن العميد واحدي سبق أن تدرب على قيادة الطيران بمقاتلة روسية الصنع، حيث تعلم الطيران على طائرة روسية من طراز طراز Sukhoi-24 (سوخوي 24).
فيما كان قائد سلاح الجو السابق له اللواء عزيز نصير زاده، طيار المقاتلة الأميركية من طراز إف 14 "Tomcat"، وتشير التقديرات إلى أن الرسالة من وراء استبدال المرشد قائد طائرة أمريكية بقائد طائرة روسية تؤكد رغبة التوجه إلى الشرق وإدارة الظهر إلى الغرب، وهي سياسة يروج لها الزعيم الإيراني.
لكن الأزمة الكبيرة لقائد سلاح الجو الإيراني الجديد تتمثل في أنه تدرب على قيادة الطائرة الروسية عبر الواقع الافتراضي، حيث تتيح السلطات الإيرانية نظام تعليم الطيارين من خلال الواقع الافتراضي ببرامج معينة يتم من خلالها تدريب الطيارين على قيادة طائرات روسية، وهو ما أثار الكثير من البلبلة حول مدى قدرة الطيارين الإيرانيين على قيادة الطائرات في الواقع في ظل اختلاف الأوضاع بين التعلم على الواقع والتعلم في الواقع الافتراضي.
وسبق ان تسبب ذلك في انقسام في مجال التدريب على الطيران عبر محاكاة الواقع، حيث يشكك الكثيرون في مدى فاعلية الواقع الافتراضي في تدريبات الطيارين، مقابل البعض الآخر الذي يرى أنه لا يمكن الاستعاضة عن أنظمة محاكاة الطيران، خلافا للمتخوفين من مدى قدرة هذا الأسلوب في محاكاة بعض المواقف مثل شد ماسك الأكسجين عند امتلاء مقصورة الطيار بالدخان أو فهم الاهتزازات الخفيفة التي يتعرض لها مقعد الطيار عند قيادة الطائرة في الجو.