قبل غروب شمس يوم السبت الماضي، جلس الصياد الأربعيني داخل " قارب صيد" وسط نهر النيل، يلهج بالدعاء رافعاً أكف الضراعة للمولى عز وجل، والأمل يحدوه بالحصول على رزق كثير يوفر له احتياجات أسرته، إلا أن ثمة جديدًا طرأ على السيناريو اليومي المعتاد للصياد عند قيامه بجمع الشباك، إذ عثر على جثة في حالة تحلل، لوغاريتم شكل لغزًا، نجح ضباط إدارة البحث الجنائي بمديرية أمن الدقهلية في فك طلاسمه بعد 48 ساعة، بداية من تحديد هوية الضحية وصولًا إلى الجاني وكشف ملابسات الجريمة كاملة.
فلاش باك
"هات فلوسك اشغهالك" .. بهذه الجملة نجح شاب في إقناع صديقه "أحمد عاطف" والذي يعمل مهندس، بأخذ مبلغ مالي منه يستثمره له في مجال توظيف الأموال، وهو الأمر الذي قوبل بالموافقة من الثاني، وجرت الأمور طبيعة بين الصديقان، فلم يخطر ببال المهندس أن هناك فخا ينصب له سينتهي بمقتله، علي يد صديق العمر.
المهندس خرج ولم يعد
مطلع شهر سبتمبر الجاري تلقى مركز شرطة طلخا بمديرية أمن الدقهلية بلاغا من مواطن مقيم بدائرة المركزي، يفيد بغياب نجله المهندس" أحمد " عن مسكنه عقب خروجه لقضاء لأخذ أموال من صديقه لتدبير تكاليف ولادة زوجته، الا أنه اختفي في ظروف غامضة.
11 يوما غياب
11 يوما هي المدة التي قضتها أسرة المهندس "احمد عاطف" في البحث عنه، تزامنا مع قيام رجال المباحث الجنائية بعمل التحريات والبحث لكشف غموض الواقعة، إلا أن تلك المحاولات بائت جميعها بالفشل كأن جثة الشاب " فص ملح وداب".
جثة في النيل
مساء الأحد الماضي، تبدلت الأجواء داخل قرية ميت عنتر، عقب العثور علي جثة المهندس المختفي، أذ ورود بلاغ لقسم شرطة أول المنصورة من شرطة النجدة بالعثور على جثة المذكور بنهر النيل بدائرة القسم بكامل ملابسه وعثر بطيات ملابسه على ميدالية مفاتيح وتعرف والده عليه وقرر أنها لنجله الـمُبلغ بغيابه، وعقب إخطار النيابة العامة، أمرت بإجراء تحاليل البصمة الوراثية (DNA) لكل من والد المهندس ووالدته، ومضاهاتها بالبصمة الوراثية للجثة التي جرى العثور عليها للتأكد من أن الجثة التي تم العثور عليها للمهندس أحمد عاطف، وذلك لأن الجثة وقت العثور عليها كانت في حالة تحلل.
فريق بحث
تم تشكيل فريق بحث برئاسة قطاع الأمن العام وبمشاركة الأجهزة الأمنية بمديرية أمن الدقهلية أسفرت جهوده عن أن وراء ارتكاب الواقعة صديق المجنى عليه (حاصل على بكالوريوس، مقيم ببندر طلخا) حيث تقابل مع المجنى عليه بناءً على موعد مُسبق كون المتهم كان مدين للمجني عليه بمبلغ ٦٨٠ ألف جنيه بالإضافة إلي ٥ شيكات أخذهم منه
كضمان.
كشف المستور
عقب تقنين الإجراءات تم استهدافه وأمكن ضبطه، وبمواجهته اعترف أنه في يوم الحادث استدعي المتهم للمجني عليه بحجة اعطائه أرباح وتحرك به ما بين مدينة طلخا ومقهي ثم توجه به إلي كوبري جامعة المنصورة وعندما وصل لمكان مظلم توقف بالسيارة مدعيا تعطلها وعندما نزل المجني عليه ألقاه صديقه من أعلي الكوبرى وتركه ليغرق، وتحرر المحضر اللازم عن الواقعة وتولت النيابة التحقيق.
