وعدتني الفنانة إيناس عبد الدايم عازفة الفلوت ووزير الثقافة بالاهتمام بإنشاء " بيت السمسمية " بمحافظة السويس وذلك من أجل حماية التراث الشعبي وكان ذلك ردًا على مطلبي تحت قبة البرلمان وبإلحاح مشروع وحب من قبل الفنان صلاح عبد الحميد محمد ادم المعروف والشهير باسم " سيد كابوريا ".
هذا الفنان الذي غنى كلمات حب الوطن على أنغام السمسمية لنشر الصمود والأناشيد الوطنية التى تبشر بالنصر عقب هزيمة يونيو 1967 وأثناء حروب الاستنزاف وحتى النصر فى أكتوبر 1973 وحتى الآن باعتباره محبًا للتراث ومؤسسًا "جمعية محبي فن السمسمية والتراث" التى أنشأها فى بيته فى حي الأربعين الشعبي وأقام مجموعة ورش تدريبية ومحاضرات لتعليم الشبان والفتيان من الجيل الجديد فنون أغاني السمسمية والعزف عليها مع حفظ التراث وذلك بجهود ذاتية من أجل تقديم جيل جديد محبًا للتراث الشعبي وغناء وعزف آلات السمسمية التى يعشقها " كابوريا " أحد أبناء فرقة أولاد الأرض التى كان بها 25 شابًا الذي أسسها الكابتن غزالي عقب هزيمة يونيو 1967.
والتى كانت تغني فنًاً وشجنًا الأغاني الوطنية منها " فكرينك يا سيناء.. يا قصتنا الحزينة.. ولادنا فى حضن أرضك أمانة.. خليكي حنونة" و"غني يا سمسمية.. لرصاص البندقية.. ولكل إيد قوية.. حاضنة ذنتها المدافع.. ووصي عبد الشافع يضرب فى الطلقة مية ".
كذلك أغنية "فات الكتير يا بلادنا ما بقاش إلا القليل" التى غناها بعد ذلك المغني "محمد منير" ومن قبل "فايدة كامل ".
وكذلك الأغنية الأشهر "وعضم إخوتنا نلمه نلمه ونسنه نسنه.. ونعمل منه مدافع وندافع.. ونجيب النصر هدية لمصر.. نكتب عليه أسامينا".. ويضاف إلى ذلك الأغنية الشهيرة " ياريس البحرية يا مصري ".
تلك الأغاني وغيرها التى كانت ترفع الروح المعنوية لأبناء القوات المسلحة وتلهب حماس الشبان للدفاع عن الوطن غير السفر الى المحافظات للغناء فى معسكرات التهجير لأبناء السويس ومدن القناة.
وهي نفس الأغاني التى غنت للسويس من خلال فرقة أولاد الأرض و الفنان محمد حمام " يابيوت السويس يا بيوت مدنتي.. استشهد تحتك وتعيشي انتي ".
تلك الأغاني التى كتابتها الشعراء " الكابتن غزالي – عطية عليان – عبد الله صقر – كامل عيد رمضان " والشاعر الكبير عبد الرحمن الأبنودي الذي كتب قصيدة للفنان " سيد كابوريا " باسمه فى ديوان " انا والناس " تقديرا له.
وقد نال كابوريا حصد مجموعة من شهادات التقدير من مهرجان دمنهور الدولي للفلكلور ووزارة الثقافة والمركز القومي للمسرح والفنون ومهرجان القراءة للجميع والمؤتمر العلمي للحرف والتراث وتكريم مهرجان السمسمية لمدن القناة وغيرها.
وقد جاءت تلك التكريمات عن استحقاق لجهود " كابوريا " للمحافظة على التراث والمشاركة فى إحياء فنون السمسمية مسجلا ما يزيد 170 عملًا حصل بسببها على هذا التكريم.
فضلا بأنه قد جمع كافة أشكال آلات السمسمية وانواعها واحجامها المختلفة مع حفظه كافة الأغاني التراثية والوطنية لفن السمسمية.
ويبقي فى النهاية أننا فى السويس ننتظر تنفيذ وعد الفنانة الوزيرة والاستجابة لمطلبنا بإنشاء بيت السمسمية فى السويس حتي يتحقق أمل فني ووطني حفظًا على هذا التراث العميق لبلادنا.
ويظل الأمل معقودًا على مجلس النواب فى زيادة المخصصات المالية وموازنة وزارة الثقافة من أجل أن تنهض بالثقافة والفنون من أجل بناء الإنسان المصري فى كل محافظات مصر والمحليات ومواجهة الإرهاب والظلامية لأهمية الفنون والقوة الناعمة فى بلادنا نحو التنوير وضد الظلامية.