يعد السرطان، أحد الأسباب الرئيسية للوفاة، في العالم الغربي، لكن احتمالات الشفاء منه متجهة للتحسن باستمرار، في معظم الأنواع، وذلك بسبب التقدم في أساليب الكشف المبكر عن السرطان وخيارات علاج السرطان.
وتتطرق عيادة "البوابة"، لأحد أنواع سرطانات الدم، وهو "المايلوما المتعددة"، ويحدثنا عنه الدكتور سامح عمارة، استشاري أمراض وأورام الدم وزرع النخاع.
■ ما هو سرطان المايلوما المتعددة؟
- هو نوع من أنواع سرطانات الدم يصيب نوعا معينا من خلايا الدم البيضاء تسمى خلية البلازما ووظيفتها الطبيعية في الجسم، أن تقوم بمكافحة الالتهابات عن طريق إنتاج الأجسام المضادة، التي تتعرف على الجراثيم وتهاجمها.
وفي حال حدوث المايلوما المتعددة تتراكم خلايا البلازما في نخاع العظام وتنتج الخلايا السرطانية، وبدلًا من أن تنتج أجساما مضادة مفيدة تتخلص من خلايا الدم السليمة وتنتج بروتينات غير طبيعية يمكن أن تسبب مضاعفات.
■ وما أهم أعراضه؟
- تختلف علامات وأعراض المايلوما المتعددة من حالة إلى أخرى ومن وقت لآخر وقد لا يوجد أعراض في بداية الاصابة ويتم اكتشافها فقط عن طريق التحاليل، وتشمل أعراض وعلامات المايلوما المتعددة:
١) ألم العظام، وخاصة في العمود الفقري أو الصدر.
٢) غثيان.
٣) إمساك.
٤) فقدان الشهية.
٥) عدم التركيز أو الارتباك.
٦) الالتهابات المتكررة.
٧) فقدان الوزن.
٨) ضعف أو تنميل في الاطراف.
■ وما عوامل الخطر في هذا النوع من السرطان؟
- يمكن حصر عوامل الخطر في هذا النوع من السرطان في النقاط التالية:
١) التقدم في السن يزيد خطر الإصابة بالمرض، حيث يتم تشخيص معظم الأشخاص في منتصف الستينيات من العمر.
٢) الجنس، فالرجال أكثر عرضة للإصابة بهذا المرض من النساء.
٣) العرق الأسود، من المرجح أن يصاب الأشخاص ذوي العرق الأسود بأضعاف معدل الأشخاص البيض.
٤) التاريخ العائلي للمرض يزيد من احتمال الإصابة بالمرض.
٥) التاريخ الشخصي المسبق لاكتشاف وجود بروتين M في الدم بالاختبارات المعملية فقط دون وجود أعراض.
■ وما مضاعفاته؟
- تتركز أبرز مضاعفاته في النقاط التالية:
١) الإلتهابات المتكررة، حيث تمنع خلايا المايلوما المتعددة الجسم من القدرة على مكافحة الالتهابات نظرًا لإنتاجها أجساما مضادة غير طبيعية.
٢) مشكلات العظام، فالمايلوما المتعددة يمكن أن تؤثر أيضًا على العظام مما يؤدي إلى ألم في العظام أو هشاشة قد تصل إلى حدوث كسر.
٣) قد يسبب مشكلات في وظائف الكلى بما في ذلك الفشل الكلوي، حيث يمكن لمستويات الكالسيوم العالية في الدم الناتجة عن تآكل العظام أن تتداخل مع قدرة الكليتين على تصفية الدم وتكوين حصوات.
٤) انخفاض عدد خلايا الدم الحمراء "فقر الدم أو الأنيميا"، حيث إنه مع انتشار خلايا المايلوما بين خلايا الدم الطبيعيةيمكن أن تسبب فقر الدم ومشكلات دموية أخرى.
■ وكيف يتم التشخيص؟
- في بعض الحالات قد يكتشف الطبيب بطريق الصدفة، عندما يخضع المريض لفحص الدم لسبب آخر، وفي حالات أخرى قد يشتبه الطبيب في المايلوما المتعددة بناء على العلامات والأعراض.
وتشمل الاختبارات والإجراءات المستخدمة لتشخيص المايلوما المتعددة:
١) تحاليل الدم التي قد يكشف البروتينات M التي تنتجها خلايا المايلوما. وقد يتم الكشف عن بروتين آخر غير طبيعي تنتجه خلايا المايلوما، يطلق عليه "بيتا ٢" في الدم مما يعطي دلالة حول شدة درجة المايلوما، كما يمكن لفحص وظائف الكلى وتعداد خلايا الدم ومستويات الكالسيوم ومستويات حمض اليوريك إعطاء أدلة للطبيب حول التشخيص.
٢) اختبارات البول، قد تظهر بروتينات M، والتي يشار إليها باسم بروتينات Bence Jones عند اكتشافها في البول.
٣) فحص نخاع العظم في بعض الحالات لمعرفة نسبة وجود خلايا المايلوما.
٤) الأشعة من خلال أنواع معينة للأشعات للكشف عن مشكلات العظام المرتبطة بالورم النخاعي المتعدد منها الأشعة السينية، التصوير بالرنين المغناطيسي، الأشعة المقطعية أو التصوير المقطعي بالإصدار البوزيتروني.
■ وما طرق العلاج؟
- يساعد العلاج في التخفيف من الألم، والتحكم في مضاعفات المرض، واستقرار الحالة الصحية وإبطاء تقدمه، أما في حال عدم وجود أعراض فإن العلاج الفوري قد لا يكون ضروريًا وسيقوم الطبيب بعمل متابعة دورية للدم والبول لمعرفة مدى تقدم المرض والبدء في العلاج عند ظهور أعراض.
ويشتمل العلاج على:
١) العلاج الموجه، والذي يستهدف التغييرات التي تحدث داخل الخلايا السرطانية والتي تسمح لها بالبقاء على قيد الحياة والتي تعطى من خلال الوريد أو في شكل أقراص بالفم.
٢) العلاج البيولوجي، والذي يستخدم نظام المناعة في الجسم لمحاربة الخلايا السرطانية وتؤخذ هذه الأدوية عادة في شكل أقراص.
٣) العلاج الكيميائي، والذي يقتل الخلايا السرطانية سريعة النمو، ويمكن إعطاء أدوية العلاج الكيميائي عن طريق الوريد أو تناولها في شكل أقراص.
٤) الكورتيزون، والذي يساعد الجهاز المناعي للسيطرة على الالتهابات في الجسم.
٥) زرع نخاع العظم، والمعروف أيضًا باسم زرع الخلايا الجذعية وهو إجراء لاستبدال نخاع العظم المصاب بنخاع العظم السليم.
٦) العلاج الإشعاعي، مثل الأشعة السينية والبروتونات لتدمير الخلايا ووقف نموها.