الأحد 22 ديسمبر 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم

البوابة القبطية

هناء ثروت تكتب: المرأة و«السوشيال ميديا»

هناء ثروت
هناء ثروت
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news

منذ فجر التاريخ والمرأة مثار انتباه وجدل لا يهدأ، فمنذ أن كانت حواء المرأة الوحيدة على وجه الأرض وثارت حولها الأقاويل سواء كانت أقاويل إيجابية أو سلبية، فمراجعة موقفها مع آدم ومع الله كانت أحد أهم موضوعات العظات والخطب الدينية ربما إلى الآن، وإحقاقًا للحق فالمرأة بالفعل كائن مثير للجدل، فنحن نراها الكائن الضعيف مهيض الجناح الذى لا حول له ولا قوة ولكن إذا استدعى الأمر أصبحت تعادل مائة رجل كما يقال فى الأمثال.
ورغم أن الله فى بداية رسمه للخليقة وبعد أن هيأ الأرض وجملها وزينها لآدم رأى أنه ليس جيدًا أن يكون آدم وحده فخلق له «معينً نظيره» إلا أن بعض الناس رأت أنه لا وجوب لوجود المرأة وأن الرجل يستطيع أن يقود حياته وحياة من معه بكل قوة وقدرة دون أن يحتاج إلى المرأة إلا فقط لاستمرار الحياة وخدمته ومراعاة شئونه، ولكننا رأينا على مر التاريخ ما كان الله يقصد بقوله «معينًا نظيره» فرأينا المرأة أصبحت ملكة كحتشبسوت ونفرتيتى وشجرة الدر وكيف كن قادرات على حكم بلد قوى كمصر أو مساعدات لملوك أقوياء كأخناتون وتوت عنخ آمون، وبمرور التاريخ ومع توارد الواردين على مصر من محتلين ومن ضيوف تغيرت طبيعة التعامل مع المرأة وأنزلوها من على العرش لتسكن المنزل لخدمة من فيه كما صورها الأديب الكبير نجيب محفوظ فى ثلاثيته العظيمة ولتبدأ فى النضال من أجل حريتها وتنجح أن تكسر قيود المجتمع فى ذلك الوقت وخرجت لمجال التعليم والعمل فى أدق المناصب وأرقاها.
ولكن فى الآونة الأخيرة ومع انتشار مواقع التواصل الاجتماعى ومع أيضًا سطوع نجم المرأة فى شتى المجالات دخل علينا السادة المتدينين ليفرضوا بعض الفتاوى على المرأة، ولعلنا لا ننسى العام الذى كان فيه الإخوان فى سدة الحكم وكم الفتاوى التى خصصت لأجل المرأة، وتنفسنا الصعداء بالتخلص من الحكم الدينى وليترك المجتمع المرأة ويعاملها كالرجل فى محاولة لتثبيت مبدأ المساواة ولكن هيهات.
فنجد أن الجدال لا يزال دائر على المرأة وكأن هناك من يرصد جميع تحركاتها، وليس فقط على مستوى دين معين ولكن على مستوى جميع الأديان، فنتذكر الجدال الذى دار وربما لا يزال قائما على أحقية دخول المرأة الهيكل واستحقاقها للتناول من الأسرار المقدسة إذا كانت حائض أو إذا كانت وضعت طفل، وكأن المرأة كائن نجس لا حق له فى الدخول إلى قدس الأقداس متناسين أن المرأة خلقت من نفس الإله الذى خلق آدم من نفس الروح وأن الله حاشا أن يخلق شيئًا نجسًا أو غير طاهر، ويتمسكون بنصوص قديمة عقيمة، والشيء الأغرب فى هذه القصة أو كما يقال إن عدو الإنسان أهل بيته فنجد أن هناك بعض السيدات يدافعن عن هذا المبدأ الغريب والذى لا سند له، فالسيد المسيح قد شفى المرأة نازفة الدم ولم يشر إلى أنها كانت نجسة وأصبحت بعد شفائه لها طاهرة.
ولأننا الآن أصبحنا فى عالم مفتوح وأصبحت السوشيال ميديا هى المنصة الإعلامية الأولى لشريحة كبيرة من الشعب كان هذا الموضوع مثار نقاش ما بين مؤيد ومعارض وعلى الرغم من أن الأنبا بفنوتيوس مطران سمالوط قد تناول وضع المرأة فى المسيحية وتكلم فى كل القضايا الشائكة قال فى موضوع تناول المرأة وهى حائض إن التعليم الأرثوذكسى الكتابى السليم يقول إن الدورة الشهرية هى عملية فسيولوجية طبيعية....؟».
وأكد الأنبا بفنوتيوس أن «نحن لا يعنينا أمر النظافة الجسدية الخارجية، بل ما يعنينا هو أمر النقاوة القلبية».
ولكن ولأن المرأة قد أثبتت جدارتها فى مجالات الحياة المختلفة نجد من يقف ليقول قفى هنا لا تزالى غير كاملة لا تزالى تحتاجين إلى الكمال وتحتاجين إلى من تقفى خلفه لتختبأى من نجاستك وعدم طهارتك، وهناك أمور كثيرة غير ذلك تواجهها المرأة بكل ثبات مستندة على وضع المرأة فى عينى الله وكيف هى مكرمة وعزيزة لديه لدرجة أن جعلها معين نظير الرجل تفعل ما يفعل وتعمل ما يعمل بنفس القدرة والتفوق ولعلنا نرى أن أغلب أوائل الثانوية العامة من الفتيات، وأن المرأة قادرة على إدارة بلد كأنجيلا ميركل المستشارة الألمانية التى تقود بلد من أقوى بلدان العالم.
لهذا أشاد الرئيس عبد الفتاح السيسى بدور المرأة الفاعل فى دفع عجلة التقدم والبناء ولهذا يهتم بتوجيه الشكر لها فى كل المحافل وفى أغلب لقاءاته، فياليت من يرى أن المرأة مخلوق غير كامل أن يعرف قيمتها ويقدر وجودها فى المجتمع.