الإثنين 23 ديسمبر 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم

ثقافة

في ذكرى ميلادها.. مارون عبود يصف نازك الملائكة: خنساء القرن العشرين

الشاعرة العراقية
الشاعرة العراقية نازك الملائكة
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news

في كتابه "مجددون ومجترون" وصف الأديب اللبناني مارون عبود الشاعرة العراقية والناقدة نازك الملائكة بخنساء القرن العشرين، إلا أنها تتميز عن خنساء الزمن الغابر بالثقافة وسعة الاطلاع، فكلتاهما جمع بينهما الحزن فواحدة ذوبت شعرها دموعا على أخويها، والأخرى استحالت عواطفها شعرًا حزينًا كئيبًا.

وأضاف "عبود" متحدثًا عن أسرة "الملائكة" قائلا: ازك الملائكة من بيت يذكرنا بقول الأخطل: أشعر الناس بيتًا بيت زهير، فأم نازك شاعرة، وقد قرأت لها قصيدة في مجلة المعهد حققت لي الكلمة المأثورة: البنت لأمها. وأبوها شاعر أيضًا، ولعلَّ أخاها نزار، وأختها إحسان التي قدمت لديوانها شاعران. ولقد ضربت نازك الرقم القياسي في الشعر الباكي فبدت ببكائها وآلامها جميع شعرائنا الباكين حتى شيخهم الأكبر. وما أشبهها إلا بمدام دي نواي الشاعرة الفرنسية الشهيرة، فكلتا الشاعرتين العربية والفرنسية تخافان الموت وضغطة القبر، وإن تمنتا كلتاهما التفلت من قيود المادة. قالت نازك: 

نعم مات قلبي، أين أحزان حبه؟ 

وأين أمانيه؟ وأين أغانيه؟

ويشيد "عبود" بقصيدتها "بعد عام" حيث "تصور لنا حالة نفسانية لم يتوفق شاعر ذكر إلى قول أحسن منها تحليلًا عاطفيًّا عميقًا" فتقول:

مرَّ عام يا شاعري منذ أبصر / تك في ذلك الصباح الكئيب

الليالي تمر تتبعها الأيـْ / ـيَام في بطئها الممل الرتيب

وأنا لهفة وشوقي يزدا / دُ وروحي في عاصف من لهيب

ظمأ للحياة يملأ إحسا / سي ونار في دمعي المسكوب

وشظايا كآبة رسمت فو / ق جبيني غلالة من شحوب

ويسجل "عبود" المندهش بكتابة الملائكة حيث دأب على وصفها بالآنسة الشاعرة: تصف لنا الشاعرة موقفًا لا يحتمله الجنس الخشن فكيف بالجنس اللطيف، عنوان القصيدة «نغمات مرتعشة» وأولها: عد، لم يزل قلبي نشيدًا حالمًا. وقد ختمتها بهذه الصورة الرائعة:

ما زلت منذ ذهبت حيرى في الدجى / شهد الأسى أني لزمت مكانيا

وهمي يصور لي خطاك ووقعها / فإذا أصخت صحوت من أوهاميا

لا شيء غير الريح تعصف في الدجى / لا شيء غير تنهدي وبكائيا

ثم يختتم كلامه عن الملائكة وعن ديوانها "عاشقة الليل" الذي يصفه بحديث القلب المنكوب: أما خلاصة الفقرة الحكمية فهي أن الشاعرة نازك الملائكة، عاشقة الليل، في طليعة بنات جنسها الشاعرات، ذوات الدواوين ، في هذا الوقت، إن لم تكن أولاهن.

يشار إلى أن نازك الملائكة، شاعرة وناقدة عراقية، ولدت في بغداد في 23 أغسطس من العام 1923، وعملت في جامعة الكويت، وأصدرت عددا من القصائد الهامة، عاشت بالقاهرة منذ 1990 في عُزلة اختيارية حتى مرضت مرضًا شديدًا وأصيبت بهبوط حاد في الدورة الدموية فتوفيت في 20 يونيو 2007 عن عمر يناهز 84 عامًا ودُفنت في مقبرة خاصة للعائلة بالقاهرة.