الجمعة 22 نوفمبر 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم

ثقافة

في ذكرى رحيله.. كيف استدعى عبدالوهاب البياتي تراث المعري في قصائده؟

عبدالوهاب البياتي
عبدالوهاب البياتي
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news

تحل اليوم الثلاثاء ذكرى رحيل الشاعر العراقي الكبير عبدالوهاب البياتي، الذي تزعم ريادة التحديث في الشعر العربي رفقة شاعري العراق بدر شاكر السياب والناقدة نازك الملائكة، حيث كرس الثلاثة للتيار الشعري الجديد، مع البراعة في استدعاء التراث.

ضمن الرموز التراثية التي لجأ إليها البياتي الشاعر الفيلسوف أبي العلاء المعري، الذي أغرى كتاب وأدباء العصر الحديث بتناول موقفه الرافض للحياة، حيث عكف على لزوم بيته، ليصبح رهين المحبسين أو ثلاثة كما شرحها في إحدى قصائده، الأول حبس العمى، والثاني حبس نفسه في البيت، والثالث بقاء النفس حبيسة الجسد، فموقف المعري ونظرته السلبية للحياة جعلت الشعراء يستدعونه للتعبير عن حالة الرفض التي يشعرون بها تجاه الفساد والاستبداد وتغيرات الزمن غير المرضية.

في نصوصه التي أخذت عنوان "محنة أبي العلاء" قدم البياتي عشرة قصائد كتنويعات على حياة ومواقف الشاعر العربي القديم، حيث جاءت النصوص: "فارس النحاس، العباءة والخنجر، المغني والأمير، سقط الزند، حسرة في بغداد، قمر المعرة، لزومية، لتكن الحياة عادلة، الضفادع، ولكن الأرض تدور".

"البوابة نيوز" تستعرض بعض مقاطع "محنة أبي العلاء" في ذكرى رحيل الشاعر العراقي عبد الوهاب البياتي الذي ولد في 19 ديسمبر من العام 1926 بينما رحل في الثالث من أغسطس لعام 1999.

(1) قمر المعرة

الليل في معرة النعمان

زنجية على رخام جيدها قلائد الجمان

يا آخر الدنيا

ويا نافورة تنحب في بستان

من أي أرض هذه الألحان

وأي رعد عاقر ايقظ في الوديان منازل الاقنان؟

وحرك الأضغان؟

في هذه الضفادع المقطوعة اللسان فاستيقظي يا صخرة في الصدر، يا رمحًا بلا سنان

يا كلمات خضبت بالدم، يا نارا بلا دخان

ولتسكتي ضفادع السلطان

والجيف الموشومة

بالنار والجرائد القديمة

ولتضيء البروق

يا أم دفر، وجهك المسحوق

وثوبك المرقع المسروق

فالفقراء صلبوا في السوق

سلطانك المخلوع

وكفروا بالجوع

ولتضيء المشاعل

ظلام هذا الكوكب الغارق بالأوحال والصقيع

هذا الأقحوان الذابل.

(2) لزومية

حزن بلا صوت وقيثارة

أرهفها، قبل الأوان، الشقاء

فاحترقت أوتارها في يدي

وكان لي بها ومنها وقاء

"آه غاد من عرقٍ نازل

ومهجة مولعة بارتقاء

ثوبي محتاج إلى غاسل

وليت قلبي مثله في النقاء"

يا حافر البئر بأوجاعه

ومودعًا رحمته في السقاء

وجاعلا من كلماتي فمًا

يصبح في ليل بلا أصدقاء

عمق وعمق فغدا ينتهي

عذابك الأسود بعد اللقاء

خبزك مسموم فكل ما اشتهت

نفسك، ولتنعم بطول البقاء