تناولت مقالات كبار الكتاب في الصحف الصادرة اليوم /الأربعاء/ العديد من القضايا الخارجية والمحلة وعلى رأسها قرار السعودية والامارات والبحرين بسحب سفرائها من قطر، وخطاب المشير عبد الفتاح السيسي الذي ألقاه خلال الاحتفال بتخريج دفعة جديدة من الضباط، إلى جانب أفكار عن إمكانية استفادة مصر من إعطاء الأولوية للعمالة المصرية في دول الخليج للخروج من الأزمة الاقتصادية.
فمن جانبه، أكد الكاتب محمد بركات في عموده (بدون تردد) في صحيفة "الأخبار" أن القرار الذي اتخذته المملكة العربية السعودية، ودولة الامارات العربية المتحدة، ومملكة البحرين بالأمس بسحب سفراء الدول الثلاث من قطر هو قرار بالغ الأهمية، يحمل في طياته دلالات ومؤشرات ذات شأن ومعني، تستوجب الانتباه إليها والتدقيق فيها.
وقال إن ما يجب التنبه إليه في هذا الخصوص، هو ما ورد في البيان المشترك الصادر عن الدول الثلاث، موضحا ومفسرا الأسباب وراء هذا القرار، والدواعي الدافعة لاتخاذه وان الدول الثلاث اضطرت إلي اتخاذ القرار نظرا لعدم التزام قطر بالنظام الأساسي لمجلس التعاون الخليجي، واخلالها المتعمد بهذا النظام، وخروجها عن كل القواعد والمبادئ والقيم الأخوية التي تربط بين دول المجلس، وتهديدها لأمن واستقرار الدول العربية والخليجية، وهو ما يستوجب عزلها والابتعاد عنها.
وتساءل الكاتب عن موقف مصر تجاه قطر، وهي الأكثر تضررا من أعمالها وسياساتها العدائية وتدخلاتها في الشئون الداخلية؟.
علي صعيد آخر، تساءل الكاتب محمد سلماوي في مقاله بصحيفة "المصري اليوم" تحت عنوان/ الدعم الحقيقي ماذا لو أصبحت العمالة المصرية لها الأولوية فى مختلف المجالات قبل الجنسيات غير العربية في دول الخليج؟/، وقال إن كل الخبرات متوفرة فى مصر ولا تجد من يوظفها فى الوقت الذى تحتاجها فيه المجتمعات الخليجية بشدة لقلة تعدادها، ضاربا مثلا بأنه وقف طويلاً فى أحد المحال التجارية أمام سيدة خليجية غير قادرة على التفاهم مع البائع الهندى الذى لا يتحدث العربية ولغته الإنجليزية تشوبها لكنة هندية ثقيلة استعصت على فهم السيدة ابنة البلد إلى أن جاء زميله السورى لينقذ الموقف.
وأشار إلى أن دول الخليج وقفت كثيراً مع الشقيقة الكبرى بالدعم المالى والسياسى، لكنه يرى أن توظيف العمالة المصرية سيكون هو الدعم الأكبر، موضحا أن استقدام العمالة المصرية سيحل مشكلة البطالة فى مصر ويخفف عن كاهل الاقتصاد المصرى احتياجات مئات الآلاف من الأسر التى ستحظى بتحويلات أبنائها الذين يعملون فى الخليج، كما أنها فى نفس الوقت تلبى احتياجاً داخلياً فى المجتمعات الخليجية وتحل مشكلة اندحار اللغة العربية فى التعاملات اليومية.
وخلص إلى التأكيد إلي أن قراراً جريئاً بمنح العمالة المصرية الأولوية فى المجتمعات العربية بالخليج سيكون هو الدعم الحقيقى لمصر ولأشقائها فى هذه الدول أيضاً.
نموذج أوكرانيا:
وفي مقاله بصحيفة "الوطن" قال الكاتب عماد الدين أديب "سبق أن حذرت منذ 5 أسابيع من انتقال حالة النموذج الأوكراني في الثورة والفوضى والامتدادات الخارجية إلى الحالة المصرية.. وها أنا أكرر للمرة الثانية جهارا نهارا أن النموذج الأوكراني هو ذلك النموذج الذي يراد له دوليا أن ينتقل إلى الحالة المصرية عقب ثورة 30 يونيو الشعبية".
وقال "المتأمل فيما يحدث هذه الأيام في أوكرانيا وتداعياته الإقليمية والدولية، يجد أنه (الطبعة المتطورة) للسيناريو الذي كان يراد له أن يحدث في مصر.. نحن إزاء رئيس وصل للحكم عبر الانتخابات، لكنه فقد شعبيته، ثار عليه الناس، وقام بسجن زعيمة المعارضة.. الرئيس تدعمه جارته التقليدية روسيا الاتحادية التي ترتبط جغرافيا وعرقيا وثقافيا بشبه جزيرة القرم، أما المعارضة فهى مدعومة من الاتحاد الأوروبي وأمريكا.
وأضاف "أنه خلال محادثة هاتفية أمس الأول استغرقت 90 دقيقة وهى الأطول في تاريخ العلاقات بين موسكو وواشنطن بين الرئيسين الروسي فلاديمير بوتين والأمريكي باراك أوباما حدد كل طرف للآخر خطورة الوضع في أوكرانيا من وجهة نظره .. ويبدو أن بوتين وأوباما اتفقا حتى الآن على ألا يتفقا!، ومن الواضح أن بوتين يفعل كثيرا، ويتكلم قليلا، فيما نظيره أوباما يفعل العكس تماما!".
وتابع: يبدو أيضا أن سياسة اليد المرتعشة والمضطربة في البيت الأبيض الآن أدت إلى نجاح كوريا الشمالية في تجربة صواريخها، وتحقيق إيران لاتفاقها النووي، واستمرار حكم بشار الأسد في سوريا، ونجاح موسكو في ملفات سوريا، وأوكرانيا، ومصر.. واختتم الكاتب مقاله قائلا "نحن إزاء لاعب أمريكي مضطرب ومتردد، ولاعب روسي يدرك ما يريد ويذهب إليه بكل قوة".
السيسي حسم قراره:
ورأى الكاتب مكرم محمد أحمد في عموده (نقطة نور) في صحيفة "الأهرام" ان المشير السيسى حسم قراره، وأعلن عزمه على الترشح لمنصب رئيس الجمهورية، فى كلمة ألقاها خلال الاحتفال بتخريج دفعة جديدة من الضباط، اشاعت موجة من الطمأنينة والثقة بين المصريين.
وأشاد الكاتب بشفافية وصراحة المشير السيسى، عندما أكد منذ اللحظة الاولى أنه وحده لايستطيع أن يفعل الكثير، لكنه يستطيع مع جميع المصريين أن يحققوا أمال هذا الشعب ان وقف الجميع كتفا بكتف وساعدا بساعد،جبهة قوية صلدة تصنع المعجزات.
ولفت الكاتب في مقاله بعنوان "صفقة متكافئة مع السيسى" إلى أن السيسى لم ينثر وعود الرخاء جزافا، ولم يدغدغ عواطف الجماهير، لكنه حافظ فى كلمته القصيرة على نبرة تفاؤل صادقة،
وقال انه إذا كان السيسى يطلب من المصريين اليوم العمل قبل المطالب، والموازنة الصحيحة بين قدرات الشعب وإمكاناته وآماله وأهدافه، فإن المصريين يطلبون من السيسى سد ثقوب الفساد وتطبيق حكم القانون على الجميع، واحترام كرامة المواطن فى الشارع والعمل والمهجر، مؤكدا أن هذه الصفقة المتكافئة فى عقد جديد مع الحكم تعزز الثقة المتبادلة بين الحكم والشعب.
وفي مقاله بصحيفة "الشروق" وتحت عنوان /اختلاف من أجل مصلحة الوطن/، قال الكاتب عماد الدين حسين "من الممكن أن نفهم أو نتفهم سر الخلاف بين جماعة"الإخوان المسلمين" وأنصارها مع القوات المسلحة أو مع قادتها، بحكم أن الجماعة تعتقد أنها عزلتهم عن الحكم، ولا يريدون تصديق أن الذي انقلب عليهم هو الشعب، وكل ما فعله الجيش هو دعم هذه الثورة في 30 يونيو الماضي .. لكن كيف يمكن تفسير الخلاف أو سوء الفهم الذي يتزايد أحيانا بين بعض القوى المدنية والقوات المسلحة، رغم أن الطرفين كانا في معسكر واحد يوم 30 يونيو؟!".
وقال الكاتب "نسمع ونقرأ ونرى غضبا من بعض الشباب أو من القوى السياسية المدنية التي ثارت على الإخوان وهى تخشى أن تكون مصر مقبلة على فترة حكم عسكري .. في المقابل فإن بعض قادة الجيش يعتقدون أن هناك تربصا من قوى سياسية مدنية كثيرة بالقوات المسلحة وقادتها، وأنهم بحسن أو سوء نية ينفذون نفس الأجندة الأجنبية التي تريد تفكيك الجيش بل وتفكيك مصر".
وأضاف: "أزعم أنني استمعت لآراء كثيرين من الطرفين في هذا الأمر، وأزعم أكثر أن هناك مشكلة تحديد مصطلحات بين الجانبين، ينبغي إزالتها فورا، لأن استمرارها خطر على الجميع وعلى مصر.. بعض قادة الجيش يتعاملون مع الأمور والقضايا المدنية أحيانا باعتبارها أمورا عسكرية، ولا يريدون مناقشة أو جدلا بحكم تكوينهم. هم يعتقدون أن كثرة الجدل تتسبب في الانقسام وعدم التوحد الذي يقود بدوره إلى خفض الروح المعنوية لكل المجتمع. بالطبع يصلح هذا الأمر في القضايا العسكرية والأمن القومي لكن لا يصلح في القضايا السياسية والمدنية".
وخلص الكاتب إلي القول: "خلال اللقاء مع المشير السيسي أول أمس/الثلاثاء/ في الكلية الحربية كان الرجل حريصا على أن مشكلة مصر لن يحلها شخص الرئيس وحده مهما كان، بل يحلها كل المصريين بتعاونهم وتكاتفهم.. انطلاقا من هذه الرؤية وجب على الفريقين المدني والعسكري الاتفاق على العناوين الرئيسية، والأهم الاتفاق على احترام الخلاف والرؤى المتنوعة في إطار مصلحة الوطن الواحد.. لا نريد تثبيطا للهمم وفي الوقت نفسه، لا نريد استبدال مأساة التكفير باسم الدين بكارثة التخوين باسم الوطن".