طبق الفتة من أشهر الأكلات المصرية الأصيلة والثابتة فى عيد الأضحى فلا تجد بيتا مصريا إلا وفيه مُحب للفتة.
ويعود أصل طبق الفتة- بحسب العديد من المصادر التاريخية- إلى العصر الفرعوني، وسميت بالفتة لأنها تتكون من فتات الخبز، ويضاف إليه الأرز وقطع اللحم، وكانت الفتة طعام الأغنياء والملوك فى عصر الفراعنة.
وفى عهد الدولة الفاطمية كان الاحتفال بعيد الأضحى له شكل مميز، حيث كان الخليفة يذهب إلى صلاة العيد، وبعد الانتهاء منها، يعتلى جواده المزين، ويخرج فى موكب مهيب وهو يرتدى ملابس العيد الجديدة ذات اللون الأحمر، ويصاحبه الوزير وأكابر الدولة والأساتذة، متوجهين إلى "المنحر"، وهو دار الذبح، ويذكر أن الخليفة كان يشارك بنفسه فى إجراءات الذبح، بالإضافة إلى أنه كان يقوم بذبح ٣١ أضحية أول أيام العيد.
وأكدت الروايات أنه فى العصر الفاطمى أضاف المصريون للفتة الصلصة لتعطيها مذاقًا ألذ وكان الملوك الفاطميون يذبحون عددا كبيرا من الأضاحى فى عيد الأضحى ويأمرون الطهاة بعمل فتة وتوزيعها على عامة الشعب، وفى العصر الحديث قام المصريون بإضافة البهارات المختلفة إلى الفتة حتى أصبحت بالشكل الذى نعرفه الآن.
أشهر الأكلات الشعبية
تعتبر الفتة من أشهر الأكلات الشعبية التى تحبها الشعوب العربية، إلا أن كل دولة لها طريقتها الخاصة فى تحضيرها، إذ يصبح طبق الفتة من الأطباق الرئيسية فى معظم المناسبات مثل شهر رمضان، وعيد الفطر وعيد الأضحى، والفتة بنكهتها الخاصة وطعمها اللذيذ لا غنى عنها على مائدة الدول العربية المختلفة.
الفتة فى السينما
«الفتة إن كانت تحت خروف، راح تبقى حلال للملهوف» وهو مقطع من اسكتش كوميدى فى فيلم «حماتى ملاك»، الذى أنتج عام ١٩٥٩، فلم تخل أفلام السينما المصرية من إفيهات ذكرت خلالها «الفته»، لتنتقل إلى الأطفال بعد ذلك تحت شعار "عايزين ناكل فتة، لحمة، رز».
الفتة فى مصر
فى مصر، يحمص الخبز البلدى فى الفرن، ويرش بملعقتى زيت وملح وفلفل وقليل من بودرة ثوم، وتطهى اللحم ويضاف عليها النكهات الطبيعية والبهارات، ثم يتم عمل الصلصة، ويسلق الأرز المصرى بالطريقة المعتادة، ثم يرص الخبز فى صينية، ثم يضاف عليه المرقة، ثم الأرز، والصلصة على سطح، ثم إضافة قطع اللحم، وتقدم ساخنة، وتميز المصريون عن بقية الدولة بعمل الفتة بإضافة الصلصة والخل والثوم.
الفتة فى سوريا
تعد الفتة السورى من أشهر، وأشهى الأطباق السورية، التى تقدم بشكل أساسى فى العزائم، والمناسبات، ويتم إعدادها بوضع التوابل على شرائح اللحم المقطعة قطع صغيرة، قبل الطهى بمدة لا تقل عن ٣ ساعات، ثم يتم طهيها على نار متوسطة بالزيت، وتترك لمدة ١٥ دقيقة، ثم تضاف إليها شرائح البصل، والطماطم، البقدونس وتترك على النار لمدة من ٥-١٠ دقائق، ثم يقطع الخبز اللبنانى إلى قطع صغيرة، ثم يقلى فى زيت غزير، حتى يتحول للون الذهبي، ويطبخ الأرز البسمتى بالطريقة المعتادة، مع إضافة بهارات الكاري.
ويتم وضعها فى وعاء تقديم، توضع طبقة من الخبز المقرمش أولًا، ثم الأرز، ثم طبقة اللحم على السطح، وتقدم ساخنة مع سلطة الزبادي.
الفتة فى العراق
وتسمى الفتة العراقى بالتشريب، المصنوعة من الخبز المقلى والمرق واللحم، من أشهر الأكلات الشعبية فى العراق، ويتم طهيها بقطع الخبز وقليه فى وعاء على النار مع الزيت، ثم يتم وضع الخبز المقلى فى وعاء عميق، ويتم إضافة بعض الثوم المهروس وخلطهم جيدًا، ثم يتم وضع طبقة من الحليب الرائب فوق الخبز، وبعدها يوضع اللحم المقلى مع الملح والبهارات على السطح ثم يرش عليها البقدونس.
الفتة المغربية
وتشتهر الفتة فى المغرب باسم "الكسكسي" الذى يعد من أشهر الأطباق المغربية، ويتم طهيه بطرق مختلفة ومكونات عديدة، حيث يسلق اللحم والكوسة ويتركان على النار حتى تمام النضج، ثم ينقع الكسكسى فى الشوربة الناتجة عن سلق اللحم لمدة ربع ساعة، ثم يضاف الخبز عليه، والخضروات المسلوقة، والحمص المسلوق، ثم يتم وضع الزبادى على صلصة الهريسة ثم يضافان على الكسكسي، ويقدم ساخنًا.
الفتة اللبنانية
وتتميز مائدة الأكلات اللبنانية بعدة أنواع للفتة، من أشهرها «الفتة بلحم الموزة والحمص»، حيث تتكون من اللحم والخبز اللبنانى المُحمص واللبن الرايب والثوم، ويضاف إليها لوز وصنوبر للتزيين.
كما تنشر الفتة فى دول عربية أخرى ولها مسميات كثيرها أشهرها «المسخن» فى فلسطين، و«الزربيان» فى اليمن و«العرسية» فى عمان و«الكبسة» فى السعودية.