الإثنين 23 ديسمبر 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم

ثقافة

أستاذ تحليل الخطاب مروة مختار لـ"البوابة نيوز": تطوير الوعي ونمو الاستبصار مهام حقيقية للنقد.. تشكيل المشهد الثقافي عمل جماعي بعيدًا عن "الشللية"

 الدكتورة مروة مختار
الدكتورة مروة مختار
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
تحاول الدكتورة مروة مختار، أستاذ تحليل الخطاب، بكلية الآداب، جامعة القاهرة فرع الخرطوم، من خلال أعمالها الأدبية والنقدية، الإسهام في إعادة القارئ العام، إلى رحاب النقد، في لغة علمية جادة، وفى الوقت نفسه تبعد عن فكرة الصعوبة، لأن النقد في ظنها حوار ومحاولات للكشف والاستبصار، فكيف تحبسه في قفص وتطالب غيرها بفك شفراته.
وتعكف «مختار» على مجموعة أعمال أدبية مفتوحة، لم تكتمل، لأكثر من كتاب، وديوان، ومجموعة قصصية، والكتب موزعة بين نقد الشعر، ونقد السرد والتأويل، والدراسات الثقافية، سوف ترى النور في وقت قريب، تحمل هذه الأعمال فكرًا يضيف إلى القارئ أبعادًا جديدة في القراءة، تكون قادرة على الحوار، لا التسليم بكل ما نتلقاه، قديمًا أو حديثًا، عن غيرنا.
وتُشارك «مختار» هذا العام، في الدورة الـ52 من معرض القاهرة الدولى للكتاب، التي تختتم أعمالها في 15 يوليو الجارى، بكتاب «حوارات بلا أقنعة بين الهامش والمتن»، الصادر حديثا عن دار غراب للنشر والتوزيع، والتى تؤكد من خلاله، أن «الاشتغال بالنقد يعني أنك في قلب الحياة».
التقت «البوابة» بالناقدة، للحديث عن مشاركتها بمعرض الكتاب هذا العام، إضافةً إلى الحركة النقدية في المشهد الإبداعى، وما آلت إليه الآن، والعلاقة بين الناقد والجمهور، وموضوعات أخرى كثيرة.. مزيد من التفاصيل في نص الحوار التالى:


■ في البداية؛ كيف ترين دورة معرض القاهرة الدولى للكتاب هذا العام؟
- أراها دورة تراهن على القارئ في المقام الأول، في ظل ظروف جائحة كورونا، وتبعاتها الاقتصادية على صناعة النشر والتوزيع، وأتمنى أن تحقق دور النشر، والكتاب، والقراء آفاق توقعاتهم من هذه الدورة، وانعقاد المعرض وسط هذه الأزمة العالمية، نجاحًا وتحديًا، يضيف لمصرنا الحبيبة.
■ وماذا عن كتاب "حوارات بلا أقنعة بين الهامش والمتن" الصادر حديثا والمشارك بالمعرض؟
- هذا كتابى الرابع، من حيث الكتب الفردية، والأول من حيث كونه يوجه خطابه للقارئ العام، والمتخصص، في آن واحد، ما سبقه من كتب كانت موجهة للمتخصصين والمتابعين للحركة النقدية عن قرب.
ويضم هذا الكتاب ثلاثة أقسام؛ هى: مقالات، وحوارات، ومداخلات علمية جادة، أحاول فيها الإسهام في إعادة القارئ العام إلى رحاب النقد في لغة علمية جادة، وفى الوقت نفسه بعيدة عن فكرة التقعير أو الصعوبة، لأن النقد في ظنى حوار ومحاولات للكشف والاستبصار، فكيف أحبسه في قفص، وأطالب غيرى بأن يفك شفراته؟!، وأرجو أن أكون وفقت في هذا، لأن فكرة شرائح التلقى تشغلنى دومًا؛ لمن نكتب؟ وما الهدف من الكتابة؟

■ يحتل العقاد مكانة كبيرة من اهتماماتك الأكاديمية والنقدية، فلماذا تقدمينه باعتباره أحد أصحاب الرؤية الأحادية المنغلقة؟
- عبقرية عمر للعقاد، كانت موضع دراستى في مرحلة الماجستير، وذلك في ضوء علم لغة النص، الأصل أننا ندرس كيف يقوم الكاتب بتوصيل فكرته إلى القارئ، واكتشاف السمات الشكلية والمضمونية، التى يتبعها في ذلك، بمعنى وسائله في تقريب فكرته، وعرضها للتأثير في القارئ، تلك الأساليب والسمات التى تختلف من كاتب إلى آخر، مستخدمة كما ذكرت منهج علم لغة النص.
وبالدراسة تبين لى أن العقاد كان يحاصر القارئ بأفكاره، لا يناقشها معه، يضعه بين قوسين ليسلم بفكرته، مستخدمًا وسائل كثيرة مثل بداية أى مناقشة أو موضوع، بالنتيجة التي توصل إليها، فلا يدع للقارئ فرصة للتفكير، إضافة إلى استخدامه التكرار على مستوى الشكل والمضمون، للتوكيد على فكرته، ووسائل أخرى ذكرتها في كتابى عنه، لا أحد ينكر عبقرية العقاد، وإرثه الأدبى الكبير للغاية، ولا نستطيع أيضا أن ننكر أنا التى عنون بها أحد كتبه، أنا أقدمه من خلال دراسة علمية للغته، ولا أصدر حكمًا شخصيًا عليه.
■ وهل تواكب الحركة النقدية الآن المشهد الإبداعى في اتساعه المستمر؟
- الحركة النقدية بالتأكيد لا تواكب الحركة الإبداعية، لأننا بصدد سيل من الكتابة الإبداعية، والنشر على اختلاف مستوياته الفنية، لا يجد أمامه العدد الموازى من النقاد، فالمبدعون في الأساس أعدادهم أكبر بكثير من النقاد، بالإضافة لظهور النشر الخاص في العقود الأخيرة، فتضاعف نشر الأعمال الإبداعية سردًا وشعرًا؛ والمواكبة الموجودة في أغلبها لدى المتابعات والتغطيات الصحفية، التى تصدر عقب صدور الأعمال الإبداعية، أو مواكبة لحفلات التوقيع، وهى مهمة لتعريف القارئ بأحدث الإصدارات.
■ وكيف ترين العلاقة بين الناقد والجمهور؟
- العلاقة بين الناقد والجمهور، لا تنشأ من فراغ أو فجأة، هى علاقة تتدرج على مدى سنوات عمل الناقد، وايمانه برسالته، وقضايا مجتمعه، وإدراكه مهمة النقد الحقيقية في الكشف والاستبصار وتطوير الوعى والنقد نفسه فكرًا ولغًة، هذا ما يجب أن يكون وأكثر، وهنا أنا أتحدث عن الناقد المؤمن برسالته تجاه المجتمع والقراء.
■ وما الذى يحتاجه الناقد كى يعود رائدًا ويتصدر المشهد الثقافى؟
- يحتاج أن يكون صادقًا، ومخلصًا لرسالته، بعيدًا عن فكرة الشللية والتلون للتربح، يكون جادًا مؤمنًا بأن تشكيل المشهد الثقافى عمل جماعى لا فردى أو شللي، صاحب قراءة واعية منتجة، يؤمن بأن مهمته كسر الأسوار والحواجز، لا إقامتها بينه وبين القراء لغًة وفكرًا، واعيًا بأن التلقى شرائح غير متعال على النص أو القارئ.
■ وماذا عن أحدث مشاريعك النقدية والإبداعية التى تعملين عليها الآن؟
- لدى أعمال مفتوحة لم تكتمل، أكثر من كتاب، وديوان، ومجموعة قصصية، والكتب موزعة بين نقد الشعر، ونقد السرد والتأويل، والدراسات الثقافية، أرجو إنجازها، وأن ترى النور في وقت قريب، وأن تحمل فكرًا يضيف إلى القارئ أبعادًا جديدة في القراءة، قادرة على الحوار لا التسليم بكل ما نتلقاه قديمًا أو حديثًا عن غيرنا.