تابع أحدث الأخبار
عبر تطبيق
اختارت إدارة مهرجان الإسماعيلية الدولي للأفلام التسجيلية والقصيرة الذي يقيمه المركز القومى للسينما برئاسة السيناريست محمد الباسوسي إفتتاح الدورة ال ٢٢ للمهرجان برئاسة الناقد السينمائى عصام زكريا " بالفيلم السويسري "فرح" إخراج: جوليا بإنتر.
وقال الناقد عصام زكريا رئيس المهرجان: الفيلم وثائقي طويل تدور أحداثه في "80 دقيقة" حيث يرسم صورة للقاهرة الحديثة والمجتمع الذي يجب أن يواجه فيه جيل اليوم وضغط التقاليد الراسخة والاضطرابات الثقافية والاقتصادية التي تجبر المجتمع المصري على إعادة اكتشاف نفسه من خلال ثلاثة أزواج مختلفين إجتماعيًا وثقافيًا ودينيًا.
وأضاف: اما مخرجة الفيلم"جوليا بونتر"فقد ولدت في جينيف بسويسرا في 1990، ودرست السينما في مدرسة الفنون في لوزان،عرض مشروع تخرجها "يوم د." في العديد من المهرجانات الدولية من بينهما مهرجان كليرمون فيرون السينمائي الدولي،ثم أخرجت الفيلم التسجيلي القصير "في المنزل"في 2015، و"فرح"وهو فيلمها التسجيلي الطويل الأول.
وتحدثت مخرجة الفيلم عن تجربة صناعتها له فقالت: انتقلت إلى القاهرة في 2015 لأصنع هذا الفيلم، ووقعت في غرام هذا البلد وعاصمته، وبناءه الاجتماعي الذي يتميز بالتعقيد والتناقضات الجذابة، التي يمكنها أن تكون فاتنة ومزعجة في ذات الوقت. بدلًا من تقديم الزواج على إنه اتحاد أبدي بين شخصين، يحاول الفيلم استخدامه كذريعة للحديث عن الرجال والنساء، والضغوط الاجتماعية التي يوجهها الأزواج الشباب كل يوم.
وتكمل "جوليا بونتر" قائلة: تسعى مصر حاليًا نحو التطور، ويتمزق مجتمعها بين الأفكار الغربية عن الحرية والرغبة في احترام الأدوار التقليدية للرجل والمرأة في المجتمع. في محاولة اكتشاف مقومات الزواج في هذا البلد، أدهشني قسوة القيود الاجتماعية وعنفها الجوهري في مواجهة الأفراد. ومع ذلك، لم أعتبر ضرورة الزواج مشكلة يجب على الشباب المصريين التخلص منها ليعيشوا أحرارًا وسعداء.
وقالت: تعد العائلة ركيزة أساسية لهذا المجتمع، والزواج أمر لا مفر منه. يطرح الفيلم هذا الأمر كحقيقة دون التشكيك في شرعيتها. وفضلًا عن ذلك، حتى إذا لم يرتاب الأزواج الشباب في أمر مؤسسة الزواج، فهم يطرحون الأسئلة، وما يثيرني على وجه التحديد هي لحظات الشك هذه. يمارس المجتمع المصري شكلًا من أشكال العنف تجاه الفرد، لكنه في رأيي ليس نوعًا من "صراع الحضارات، فالضغط الاجتماعي المرتبط بالزواج موجود في سويسرا أيضًا، لكنه أكثر عنفًا في مصر، والأهم من ذلك أنه يأخذ شكلًا مختلفاُ. يستكشف الفيلم هذا الاختلاف دون الحكم عليه أو إدانته، لكنه يؤكد على وجهة نظري تجاه بعض الأسئلة. أتمنى، في عرض تناقضات ومفارقات أبطال الفيلم، أن تبرز إنسانيتهم خلف هذه الاختلافات.
وتختتم قائلة: بين الحس الفكاهي والعواطف الناتجة عن أهمية الأفكار المطروحة، أردت فيلمًا قويًا ومكثفًا ولطيفًا في ذات الوقت، مثل القاهرة وأبطالي. من خلال إتاحة الفرصة لأصوات أبطالي الحميمية الصادقة، يتيح لنا الفيلم التعرف على تطلعات ومخاوف الشباب المصري في حاضرنا هذا.
يذكر أن مهرجان الإسماعيلية يقيمه المركز القومي للسينما سنويآ بمحافظة الإسماعيلية، ويقام هذا العام مع اتخاذ كافة الإجراءات الوقائية والاحترازية للحفاظ على أمن وسلامة ضيوفنا وجميع المشاركين بالمهرجان.
ويعد مهرجان الإسماعيلية أحد أعرق المهرجانات في العالم العربي وأول المهرجانات العربية التي تتخصص في الأفلام الوثائقية والقصيرة، حيث بدأت أولى دوراته في عام1991.