الجمعة 26 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

البوابة القبطية

حسابات عيد الفصح بين التقويمين الغربي والشرقي

البوابة نيوز
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
حسابات عيد الفصح بين التقويمين الغربي والشرقي هي مجرد حسابات علمية تفصل بين الكاثوليك والأرثوذكس، فمرة يفصل اسبوع بينهما، مرة اخرى اربعة وحتى خمسة. وفي السنوات الكبيسة، يتوحد العيد، من دون ان يكون فضل لاي من الفريقين في هذه الوحدة. انها مصادفة التقاء التقويمين الغربي والشرقي، مصادفة تجمع "اخوة بالمسيح" فرقتهم خلافات عبر القرون.

لمحة عن الحسابات بين التقويمين

بدأت جذور الاختلاف مع انقسام الإمبراطورية الرومانية إلى روما الغربية من جهة وبيزنطة الشرقية من جهة ثانية، حيث اتبعت الكنائس التي دارت في فلك البابوية بروما التقويم الغربي وتعرف بالكاثوليكية مع وجود مذاهب لا تتبع البابوية لكنها تعتمد التقويم ذاته.( الاصلاحية ).

أما الكنائس الشرقية فهي ثلاثة أقسام يضم الأول منها الكنيسة اليونانية والكنيسة الأرثوذكسية الأنطاكية، ويضم الثاني الكنيسة الروسية الأرثوذكسية، بينما يشمل القسم الثالث السريانية والأرمنية والأشورية والكلدانية، ويتبع بعض هذه الكنائس التقويم الغربي كذلك. ( الروم الكاثوليك )

في البداية، "استعمل المسيحيون التقويم الشمسي الذي صححه يوليوس قيصر (العام 45 ق.م)، لتحديد مواعيد الأعياد المسيحية"، وفي مطلع القرن الثاني، "حصلت مناقشة بين الكنائس حول يوم العيد: أهو اليوم المناسب للفصح اليهودي (السبت الذي تلا الصلب في زمن المسيح)، أم الأحد الذي يليه (إعلان القيامة)؟ أو كيف نحتسب تاريخ العيد؟".

كان يوجد خلاف في ميعاد العيد بين الكنائس قديما إلى أن جاء مجمع نيقية سنة 325 ميلادية وقد حضره 318 أسقفًا في عهد الإمبراطور قسطنطين الكبير وكان من أشهر الأباء الذين حضروا البابا الكسندروس بطريرك الإسكندرية ومعه الشماس أثناسيوس الذي صار بطريركًا بعد نياحة البابا الكسندروس. ففي بداية القرن الرابع، ارتأى آباء المجمع المسكوني الأول (325م)، "أنه لائق بالمسيحيين في كلّ العالم أن يحتفلوا بالعيد معًا، في يوم واحد، وباسلوب واحد، وخصوصًا أن هذا العيد هو للمسيحيين "عيد الاعياد وموسم المواسم"، كما يسمّيه القديس يوحنا الدمشقي". فأقرّ المجمع (القانون السابع) أن يعيّد الفصح دائمًا في يوم أحد، وأن يكون الأحد الذى يلي بدر الاعتدال الربيعي، أي ننتظر البدر بعد 21 مايو والأحد الواقع بعد حصول القمر بدرًا (على خط الزوال لمدينة أورشليم القدس) في الاسبوع من الاثنين إلى السـبت، فيكون عيد الفصح. وبما أن تحديد الاعتدال الربيعي يستدعي مراقبات وتدقيقات فلكية، كلّف المجمع بطريرك الإسكندرية التي كانت مركزًا مهما للعلوم الفلكية، أن يعيّن كلّ سنة تاريخ العيد، وأن يعلن ذلك لكلّ الكنائس، برسائل كانت تُدعى "فصحية". هكذا توحّد عيد الفصح المجيد وتعمّم في كلّ الكنائس". إذًا، أُعتمد عيد الفصح على "حسابات الدور الشمسي (الاعتدال الربيعي)، والدور القمري (البدر)، والدور الأسبوعي (يوم الأحد)". و"رمزيًا، بما أن في زمن هذا الحساب (الاعتدال الربيعي والبدر) يكون كوكب الأرض أكثر مرة معرضًا فيها للضوء خلال السنة، هكذا يكون زمن الفصح، كونيًا، زمن النور بامتياز، لأن الرب يسوع هو " نور العالم" (يوحنا 12:8). أما الأحد، فهو "يوم الرب"، وإعلان القيامة، وبدء الخليقة الجديدة".

غير ان مشكلة حقيقية ظهرت في القرن السادس عشر، بظهور تقويم جديد، التقويم الغريغوري، إلى جانب التقويم اليولياني. ففي "العام 1582، أصلح البابا غريغوريوس الثالث عشـر التقويم اليولياني، إذ تبيّن للفلكيين، بسبب تقدم علم الحسـابات الفلكية، أن هناك خطأ مدته 10 أيام في احتساب التـقويم اليولياني القديم، وقد تراكم إعتباراّ منذ العمل بالتاريخ الميلادي. ويرجع سـبب هذا الخطأ إلى أن فتـرة 365 يومًا وربع اليوم هي أكبر قليلا من الفترة الحقيقـية لدوران الأرض حول الشـمس. وقد أُطلق على التقويم المعدّل اسم التقويم الغريغوري (التقويم الغربي). واعتُمد في العالم المدني".

أسباب الاختلاف

لم تتبع الكنيسة الأرثوذكسية التقويم الغريغوري وذلك لسببين:
السبب الأول هو أن البابا غريغوريوس الثالث عشـر لم يستشر رؤساء الكنائس الأرثوذكسية أو يطلعهم على اسباب تغيير التقويم.

السبب الثاني هو أن قرار البابا أتى في زمن يسوده التشنج والاختلاف بين الكنيسة الكاثوليكية البابوية والكنائس الأرثوذكسـية. وهكذا، برز موضوع إصلاح التقويم كعارض من عوارض الاختلاف الحاصل بين الشرق والغرب".

في مقارنة بسيطة، أصبح حاليا التـقويم الغريغـوري متـقدمًا على اليولياني بـ13 يومًا. "صارت بداية السـنة الكنسية، وفقا للتقويم اليولياني الشرقي بسـبب ذلك متأخرة 13 يوما عن السنة المدنية (وفقا للغريغوري الغربي)، أي أن الاعتدال الربيعي عند الشرقيين يبدأ (في حساب التقويم الغربي) في 3 نيسان. إذًأ لا يُعيّد الشرقيون عيد الفصح أبدًا قبل 3 نيسان أو بعد 8 أيار (في حساب التقويم الغربي). وهكذا، يعيّد الفصح شرقًا وغربًا في يوم واحد، إذا ظهر القمر بدرًا بعد انقضاء الثلاثة عشر يومًا، أي قبل 4 نيسان. وهذا يعني أن احتساب يوم العيد هو نفسـه، وأن الإختلاف هو فقط في نوع التـقويم المسـتخدم".


سمح الفاتيكان للكنائس الشرقية الكاثوليكية، كل منها في بلادها، بأن تعيّد مع الأرثوذكس، شرط أن تكون كل الكنائس الكاثوليكية في البلاد موافقة على هذا الأمر. وهكذا، نجد اليوم أن تاريخ العيد موحّد في القدس والأردن ومصر”.