تابع أحدث الأخبار
عبر تطبيق
أقام المجلس الأعلى للثقافة، مساء أمس الثلاثاء ندوة بعنوان: (الإبداع والمجتمع.. قراءة في فكر الدكتور شاكر عبدالحميد)، نظمتها لجنة التربية وعلم النفس بالمجلس بحضور مقررها الدكتور معتز سيد عبدالله، وأدارها الدكتور أحمد زايد أستاذ علم الاجتماع، وعميد كلية الآداب جامعة القاهرة سابقًا، وشارك بها كوكبة من الأدباء والنقاد.
ووفق بيان صادر عن المجلس الاعلى للثقافة اليوم الأربعاء تضمنت الأمسية عدة مشاركات عبر الإنترنت، لنخبة من النقاد والأدباء والأكاديميين، تمت بواسطة تطبيق "زووم".
شارك بالحضور الفعلى كل من: الدكتور معتز سيد عبدالله، مقرر لجنة التربية وعلم النفس، والدكتورة نيفين الكيلانى، عضوة لجنة الموسيقى والباليه بالمجلس، والدكتورة يمنى الخولى، أستاذة فلسفة العلوم ومناهج البحث بكلية الآداب جامعة القاهرة، والكاتبة الصحفية إيمان رسلان.
أكد الدكتور أحمد زايد، مدير اللقاء في بدايته، أن رحيل الدكتور شاكر عبد الحميد وغيابه عنّا كان فاجعة كبيرة، تركت أثرًا بالغ المرارة في نفوس محبيه وقرائه وتلامذته، فلم يكن شاكر عبد الحميد إنسانًا عاديًا، فقد كان إنسانًا يحملُ خلطةً إنسانيةً خاصة، ميزته عن كثيرٍ من نظرائه، ومنحته سمتًا إنسانيًا متميزًا، ولا يتكشف لنا سرَّ هذا السمت الإنسانى المميز، إلا من خلال الاقتراب الشديد منه؛ فلا يعرف سمته إلا من اقترب منه وسمعه وتعرف على همومه وطموحاته وطرائِقه الخاصة في الحياة، التى جعلت حبَّ الناس لهُ أشبه بالفريضة.
واستطرد زايد قائلًا: "لم أر شخصًا يكره شاكر، ولم أر شخصًا لا يأخذ شاكر بالأحضان، نعم كان حبه أشبه بالفريضة، إن هذا السمت الخاص بشخصية شاكر عبد الحميد، تُعبر عنه مسيرةً صعبة، حقيقية هذه المسيرة شهدت الكثير من النجاحات، التى أخذته إلى أرفع المناصب في وزارة الثقافة -وزير الثقافة- وأرفع القامات في عالم دراسات الإبداع والثقافة والفن، وهذه المسيرة ترصعت بعددٍ كبير من الجوائز، بدءًا من جائزة الدولة للتفوق وجائزة شومان، ومرورًا بجائزة الشيخ زايد ثم جائزة الدولة التقديرية".
من جانبه تحدث الدكتور عماد أبو غازى وزير الثقافة الأسبق عن علاقته الطويلة مع الدكتور شاكر عبد الحميد، والتى بدأت في شبابهما منذ عقود عدة في بداية ارتيادهما السلك الأكاديمى، وكان حينها الدكتور شاكر عبد الحميد مدرسًا مساعدًا؛ فيما كان هو معيدًا، وتابع مؤكدًا أن فترة عملهما الممتدة تحت رئاسة أستاذهما العالم الراحل الأستاذ الدكتور مصطفى سويف، أستاذ علم النفس الكبير، وثقت العلاقة بينهما، وتابع قائلًا: "السنوات العشر الأخيرة شهدت تعاونًا كبيرًا بيننا في مجالات مختلفة، وأحب أن ألقى الضوء على إسهامه في المجال الثقافى بشكل محدد؛ حيث إنه تولى عام 2011 أمانة المجلس الأعلى للثقافة لأشهر قليلة خلال ذات الفترة التى كنت أتولى فيها وزارة الثقافة، ومثلت تلك الفترة التعاون العملى مرة أخرى بيننا، وكانت فترة صعبة في تاريخ الوطن، عملنا خلالها من أجل الحفاظ على هذه المؤسسة ودفعها للأمام، وبعدما تركت الوزارة تولى الدكتور شاكر هذا المنصب، وأكمل العمل وأضاف الجديد بتصوراته وأفكاره حول العمل الثقافى وتتطويره في مصر.".
كما أشار الدكتور محمد أبو الفضل بدران رئيس الهيئة العامة لقصور الثقافة الأسبق إلى فداحة الخسارة التى شهدتها الأوساط الثقافية والأكاديمية العربية برحيل الدكتور شاكر عبد الحميد، قائلًا: "إن الدكتور شاكر عبد الحميد استطاع أن يعطى لنَّا خير نموذج للمثقف القدوة، الذى يطبق المنهج العلمى بكل حدِّة، ويحافظ على البعد الإنسانى من جهة أخرى؛ ولذلك عندما تُوُفِّىَ شاكر عبد الحميد، اكتشفنا أننا جميعًا أصدقاءً لشاكر عبد الحميد، وراح كل يعزى فيه صاحبه، كلٌ يلوذ بصبرٍ لا يوافيه.".
وتابع مادحًا الفقيد، مستشهدًا بما قاله الدكتور معتز سيد، في مقاله (رثاء شاكر)، قائلًا: "إنه ترك ميراثًا هائلًا من العلم والأخلاق القويمة، وحب الناس الذى لا يضاهيهِ فيه أحد، وأعتقد أن شاكر الذى صاحبته خارج مصر وفى داخل مصر؛ فوجدته كما قلت صاحب منهج عالٍ."،.
واختتم بمقطع من قصيدته في رثاء الدكتور شاكر عبد الحميد، قائلًا:
"قلت انتبه فالموت خلفك قد خطى
فخطرت نحو الخلد مبتسمًا
هنالك خطوتين.. هل كنت تسألُهُ لماذا الموت؟! كيف الموت؟!
قبل الموت بعد الموتِ!
كيف أتاك في جدران غرفتك الزجاج؟!
وأنت وحدك كنت تنظر في جدار الصمت تضحك من أنابيب الحياة؟!".
وتحدث الشاعر أشرف عامر رئيس الهيئة العامة لقصور الثقافة السابق مستعرضًا نشأة صداقته مع الدكتور شاكر عبد الحميد، والتى بدأت منذ بدايات المرحلة الجامعية؛ فكانا اعتادا حينذاك ارتياد مقهى (إنديانا) الواقع بميدان الدقى بشكل يومى.
وتابع ساردًا تفاصيل علاقتهما مؤكدًا أن الدكتور شاكر عبد الحميد كان أستاذًا عظيمًا، وتابع مستطردًا:"لقد كان شاكر عبد الحميد أستاذًا عظيمًا، وهذا أعتقد أن كلنا نتفق عليه، ولكن المهم أيضًا في شاكر عبد الحميد أنه كان إنسانًا رفيع المستوى، وكان على صعيد الحياة الاجتماعية مع أصدقائه وفىّ وفاءً يصعب أن يكون هناك آخر يشبه، منذ أن كان طالبًا ثم معيدًا في الجامعة، ومنذ كان لديه قروش قليلة كان يتقاسمها مع أصدقائه، وكان مهتمًا بالشأن الأدبىِّ اهتمامه بعلم النفس، كان مبدعًا كبيرًا عندما يتناول النصوص، حتى تلك التناولات التى لم تكتب، وكان يحاول أن يُلقى بعض الضوء على أعمال أصدقائه من الشعر والقصة والمسرح، شاكر عبد الحميد خسارة حقيقية كبيرة جدًا جدًا، أتمنى أن نعمل جاهدين على إعادة نشر كتبه لكى تكون بين أيادى الجميع بأسعار بسيطة؛ لأن هذا الإنسان المفكر لم يأخذ حقه دَرَسَ الآخرين ولم يُدْرس، ولم يتم التوقف عنده، أعتقد أننا بحاجة للتوقف عند فكر وإبداع شاكر عبد الحميد؛ فهو قامة وقيمة يجب أن تأخذ حقها.".
فيما أوضحت الكاتبة إيمان رسلان أن معرفتها بالدكتور شاكر عبد الحميد تطورت من خلال تزاملهما في لجنة التربية وعلم النفس بالمجلس، واستطردت قائلة: "كانت دراسته حول (ليوناردو دافينشى) تُعد من أهم الدراسات التى قرأتها عن شخصية دافينشى؛ فيما يتصل بالفلسفة الإبداعية للشخصية الموسوعية.".
وفى مختتم كلمتها أكدت أهمية ما أنجزه الدكتور شاكر عبد الحميد