الجمعة 26 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

البوابة لايت

عجائب وأساطير.. النيل ينبع من الجنة

البوابة نيوز
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
صدر للأديب الراحل شوقي ضيف كتابا تحت عنوان "عجائب وأساطير" ذكر من خلاله عددا من القصص والحكايات النادرة التي تعد من العجائب والأساطير.
قال عنها شوقي ضيف إن هذه القصص دونها العرب في العصور الوسطى لغرض اللهو والتسلية وقد عُني باستخراجها من بطون الكتب العربية، وهذه القصص هي دلالة على أن من ألفوها كانوا بارعين في النسج القصصي.
وعلى مدى شهر رمضان الكريم تقدم " البوابةنيوز" كل يوم قصة من هذه النوادر التي رواها شوقي ضيف في هذا الكتاب وإلى الحكاية الأولى..

يحكى ان رجلا دخل مصر ورأى عجائبها، فآلى على نفسه الا يفارق ساحل النيل إلى منتهاه الا ان يموت، فسار ثلاثين سنة في العامر وثلاثين أخرى في الخراب حتى انتهى إلى بحر اخضر فرأى النيل يشق ذلك البحر وركب دابة هناك سخرها الله له، فمشت به زمانا طويلا حتى وقع في ارض من حديد جبالها واشجارها حديد.
ثم وقع في ارض من نحاس ثم وقع في ارض من فضة ثم وقع في ارض من ذهب جبالها واشجارها من ذهب، وما زال يسير حتى انتهى إلى سور مرتفع من ذهب وراءه قبة عالية من ذهب أيضا، ولها أربعة أبواب ورأى الماء ينحدر من ذلك السور ويستقر في القبة ثم يخرج من الأبواب الأربعة، فتكَون انهار النيل والفرات وسيحون وجيحون.
وبينما الرجل يتأمل في السور أتاه ملك حسن الهيئة فقال له: هل تدري أي شيء تنظر؟ فقال له: اني لا ادري فقال له الملك ان التي تنظر اليها هي الجنة وسيأتيك رزق منها فلا تؤثر عليه شيئا من ارزاق الدنيا، ولم يلبث ان سقط عليه من حيث لا يعلم عنقود من العنب فيه ثلاثة الوان مجموعة لون كاللؤلؤ ولون كالزبد مثل الأخضر ولون كالياقوت الأحمر فأخذ الرجل العنقود.
وعزم على الرجوع فرجع في نفس الطريق الذي سلكه، فرأى شيخا تحت شجرة من تفاح فمكث غير بعيد منه فحدَثه هذا الشيخ وآنسه، وقال له لا تأكل من هذا التفاح، فقال له اني معي طعام من الجنة وانا مستغن عن تفاحك وكل طعام الدنيا، فقال له الشيخ صدقت وهذا التفاح أيضا من الجنة ولم يزل به حتى طعم منه.
وبمجرد ان بدأ الرجل في أكل التفاح تراءى له الملك وقال له اتعرف هذا الشيخ ؟ قال له:لا فأجابه: هو ابليس الذي اخرج أباك آدم من الجنة ولو قنعت بالعنقود الذي معك لاكل منه أهل الدنيا جميعا، ولم ينفد فبكى الرجل وندم على كما كان من فعله، وسار متجها مع النيل إلى مصر حتى دخلها فحدَث الناس بما رأى في طريقه ومنابع النيل من العجائب.