وصل الشاب بهاء العمدة، صاحب رحلة من الجيزة لأسوان بالحمار إلى محافظة الأقصر، في ساعة مبكرة من صباح اليوم، في محطته قبل الأخيرة، حيث بدأ جولته برفقة حمارته "ونيسة" بقرية العشي وهي أول قرية بالمحافظة، والتقى الأهالي هناك وحرصوا على التقاط الصور التذكارية والسيلفي معه، قبل أن يتجه إلى مدينة الزينية حيث كان في استقباله عدد من "اليوتيوبرز" المشهورين بالمدينة الذين لاقوه بحفاوة كبرى، حيث يقضى فيها يومين قبل استكمال رحلته إلى محافظة أسوان على حماره الشهيرة "ونيسة".
بداية، قال بهاء: "أنا حاصل على بكالوريوس صحافة وإعلام وعملت في أكثر من موقع إخباري وحاليا أعمل صحفي تحت التدريب بجريدة الشروق منذ 3 سنوات وهو عملي الأساسي، ولكني أردت أن أصنع شيء مختلف لم يقوم به أي صحفي، ولو كنت بدور على التريند والشهرة فأنا طلعت تريند خلاص من وقت ما كنت في أسيوط، إيه يخليني أكمل الرحلة بعد ذلك، أن حلمي أكمل مشواري لأني مش هكرره تاني ولا حد هيعمله ورايا".
وأضاف العمدة: "الرحلة بدأتها يوم 6 نوفمبر الماضي والهدف الأساسي منها إني أقابل الناس الجميلة، وأشوف المواهب المدفونة في صعيد مصر، والناس العفوية اللي عايشة وسطنا ومش واخدين بالنا منها، كنت وضعت للرحلة خطة أن أقوم بها في 45 يوما كل يوم في كل مركز، وكنت محتاج شخص واحد من كل قرية يعرفني عليها وعلى تاريخها ولكن العقبات التي واجهتها وعدم مساعدة البعض لم يتم توفير المطلوب، مما ساهم في تعطيلي وامتدت لأكثر من 5 شهور".
وعن انتقادات الناس له وإطلاق اسم "طبايخي" عليه وهي كلمة مشهورة تطلق على الناس التي تحب الأكل كثيرا، قال العمدة بهاء العمدة "أنا زيي زي أي بني آدم ودا كرم أهل الصعيد ولازم نبرزه ودا الطبيعي في بلادنا في الصعيد مش حاجة جديدة، وأنا مش بلتفت لأي انتقادات، وبالنسبة للجلباب فأنا عاشق الجلباب البلدي ورفضت عمل كثير بسبب رفض العمل إلا بالجلباب.
وتابع: "كنت أتمنى أن تلك الرحلة تكون مصورة بتصوير جوى فقد كانت سوف تساهم بشكل كبير في الترويج للسياحة في مصر خاصة أنني تلقيت عروض حتى من دول أجنبية لعمل تلك الرحلة لتنشيط السياحة، وكنت محتاج تصريح أمني أصور داخل الأماكن الأثرية عشان أوثقها في رحلتي ومحدش ساعدني والأغلب عايز ينتقد وخلاص، فقررت أن اكتفي إني أقابل الناس البسيطة والشباب وعلى رأي المثل "خدلك من كل بلد صاحب" وبتعرف على البلاد والعادات والتقاليد، وأرصد الثقافات واللهجات، داخل المحافظة وأقوم بالتسجيل مع عدد من المواهب بجميع القرى والمراكز التي أزورها تمهيدا لتوثيقها في كتاب خاص بهذه الرحلة، مضيفا "أنا شوفت قرى في قنا متأخرة عن زماننا الحالي بـ200 سنة".
وفيما يخص الحمارة "ونيسة" قال بهاء العمدة: "إن اختيار الحمار لرفقته في الطريق كان لأنه جزء من الطبيعة الصعيدية والريفية، وتعرضت لانتقاد كبير حول الرحلة الشاقة التي ستتجاوز 900 كيلو من الجيزة لأسوان من أجل الحمار، كيف ذلك والحمار يقطع في اليوم مسافة 25 كيلو متر فقط وهذا معدل طبيعي للسير، وبالنسبة لحمارتي "ونيسة" فأنا مدلعها وكل 3 كيلو بريحها ساعة، وأصبحت أدخل كل بلد ليلا حتى استطيع أن اتجول فيها نهارا بدون أنيسة واتعرف على أهل القرية".
وأشار بهاء العمدة، إلى أنه سعيد بحفاوة الترحاب، والاستقبال من كل أهالي القرى، والمراكز التي يزورها، والتي سهلت عليه صعاب كثيرة كان من الممكن أن يواجهها مؤكدا أن التعليقات السلبية التي يراها من البعض سواء على البث المباشر، أو على فيديوهاته تزيده إصرارا على استكمال الرحلة، وأنه يسير في المسار الصحيح موجها الشكر لكل متابعيه الذين يتابعونه من الداخل، والخارج ومن بعض البلاد العربية والأجنبية.
وناشد العمدة أعضاء الصعيد بمجلس النواب والمسئولين المعنيين، بمساعدته في استخراج تصريح لتصوير المزارات السياحية التي تمتلكها قرى الصعيد ليكون ترويجا للسياحة الداخلية.
