الجمعة 26 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

بوابة العرب

رمضان النازحين.. لاجئ سوري لـ"البوابة": في رمضان نعاني من "رياء المتبرعين"

البوابة نيوز
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
*مسحراتى يوقظ النائمين بالقرع على أوانى فرغت ولم تجد من يملؤها للصائمين
* لاجئ سوري: البعض لا يذوق طعم اللحم إلا مرة واحدة فقط
* أكثر من ثمانية ملايين سورى هاجروا منذ الثورة السورية

على مدى عشرة أعوام ما زالت معاناة اللاجئين السوريين في رمضان تزداد كلما زاد عددهم فمنذ أن قامت الثورة السورية وحتى الآن تهجر أكثر من ثمانية ملايين سوري موزعين على عدد من البلاد والمخيمات. ومن إحدى المخيمات بريف إدلب أكد لنا أحد السكان والذي فضل عدم ذكر اسمه أن الوضع في المخيم صعب جدا، في رمضان أو باقى السنة. 
ولكن وعلى حد وصفه الوضع في رمضان أشد سوءا لما يعانيه السكان في المخيم من رياء المتبرعين ففي كل عام يأتى المتبرع ومعه عشرات الكاميرات وهو ما يمثل لنا الضيق ويشعرنا دائما بالإهانة. 
ويكمل: «أتذكر أنه وفي أحد الأعوام قام شخص بالتبرع في المخيم والتقط صورة لشخص استلم حصته وأولاده يقفون بجانبه، مما أثار ضجة كبيرة عبر التواصل الاجتماعي بين السوريين لما في الصورة من إهانة وإذلال للأب وصدر وقتها أخبار على دراسة قرار يمنع التصوير في الأعمال الخيرية ولكن للأسف لم ينفذ».
 وعن توافر الطعام لديهم يقول: «عندنا أشخاص لا تذوق اللحمة ولا الدجاج الا مرة واحدة بالشهر في رمضان، الوضع صعب جدا».
وعن التجمعات الرمضانية في المخيمات يقول: «من الصعب أن نتجمع فكل منا يملك من الطعام بالكاد ما يكفيه هو وأسرته فلا فائض لغيره، فلا يستطيع أى منا أن يجتمع بجاره والكل يعلم الظروف». ويضيف: «فقط العدس هو ما نقوم بتوزيعه وهو الطقس الوحيد الذي لا زلنا نحافظ عليه في رمضان»، حين سألته عن السبب قال: «أكلة خفيفة وما تجعلني في موضع حرج بسبب فقري، فأستطيع ان أوزع منها على الجميع دون أن أتكلف أموالا كثيرة وينكشف وضعي المادي السيئ».

في المقابل يعيش سكان المخيم معاناة أخرى بجانب الصيام وهي شدة الحرارة في الصيف حيث يقول: «نحن في الصيف نعيش أسوأ ما يمكن كما في أيام الشتاء القارس، يكفى أنك في الطرقات تجد أشخاصا مغمى عليهم من شدة الحرارة، حتى أصبح هذا المشهد شيئا معتادا لم نعد نستغربه». 
ويختم حديثه: «كل ما نريد قوله إننا كنا في منازلنا معززين ومكرمين لولا أن القدر شاء ما نحن فيه لحكمة عند الله وحده، فمن أراد أن يساعد في منحتنا لوجه الله فليفعل ومن أراد لأجل الكاميرات والعرض فنحن في غنا عنه».
هنا وفي مخيم للنازحين في شمال محافظة إدلب والتى تعاني من ظلام دامس يبدأ المسحراتي عبد الفتاح البيور في إيقاظ سكان المخيم ولكن لا يقرع كعادة أي مسحراتي على الطبول، فالأمر يختلف فعبد الفتاح في المخيم يقرع على الأواني الخالية من الطعام بمعلقة صغيرة.
 وعلى ضوء مصباح صغير يمشي عبد الفتاح – ٤٢ عاما – بجانب ابنه ينادي " "اصح يا نايم، وحّد الدايم، وحّد الله، قوموا إلى سحوركم، فإن في السحور بركة" في تقليد يتبعه منذ ١٥ عامًا. وفي تصريحات له يقول: «كنت سابقًا أمشي في بلدتنا بين المنازل الحجرية والشوارع المعبّدة، فيما أسير اليوم في طرق ترابية بين الخيم».
 ويعيش عبدالفتاح البيور مع أطفاله الخمسة في المخيم بعدما دمر القصف منزله الواقع في قرية كفرومة في ريف أدلب الجنوبي، لينتقل مع عائلته إلى مخيم للنازحين قرب كللي القريبة من الحدود التركية.