قالت الدكتورة جيهان نور الدين مدرس العقيدة والفلسفة بجامعة الأزهر، إن أبا نصر الفارابي لم يكن فيلسوفا فحسب، بل كان فيلسوفًا مسلمًا متأثرًا محافظًا على عقيدته الإسلامية، إلى جانب أن ما خلفه من آثار تضمن الكثير من الآراء والأفكار الفلسفية بحكم النسق العقلي عنده، ووجدت عنده نزعة فلسفية عميقة في كتاباته المختلفة، مثل: كتاب تحصيل السعادة، والتنبيه على سبيل السعادة، وآراء أهل المدينة الفاضلة، إلى جانب الكثير من المؤلفات.
وأضافت خلال كلمتها بمؤتمر الأزهر المنعقد الآن بمشيخة الأزهر حول إسهامات المعلم الثاني الفارابي أن الجانب الخلقي عند الفارابي ينصب على الأفعال الإرادية؛ لأن الأفعال غير الإرادية لا تتعلق بالأخلاق.
وتابعت: تعتبر نظرية الوسط الأخلاقي في فلسفة الفارابي الخلقية ذات أهمية كبيرة، حيث بين كيف إن الإنسان الفاضل يكتسب الأخلاق الجميلة؛ وذلك لأن الوسط الأخلاقي هو أحد الأسس المهمة الموصلة للسعادة، ومن هذه النظرية أيضا ــ الوسط الأخلاقي ــ وقد ظهر فيها تأثر الفارابي الواضح لفلسفة أرسطو الأخلاقية، موضحة أنه بعقيدة المسلم وبفكر الفيلسوف أراد أن يصلح المفاهيم ويجمع أهل المدينة حول آراء صائبة، لقد اجتهد الفارابي لتحقيق وتنظيم مدينة فاضلة يسودها العدل وتتحقق فيها السعادة، وأن تكون الفلسفة هي المنظمة لتحقيق مدينة فاضلة.
وشددت على رغم من تأثر الفارابي الواضح بالفلسفة اليونانية، وخاصة أرسطو وأفلاطون؛ إلا إن له إبداعًا فلسفيا يعبر عن الروح الإسلامية بحكم البيئة والنشأة والتكوين العقلي والنفسي للفيلسوف.
