الجمعة 26 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

سياسة

باحث: تركيا تعتبر الصومال بوابة الدخول للقارة السمراء

البوابة نيوز
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
يعيش الصومال أزمة سياسية منذ مطلع فبراير الجاري، بعد نهاية ولايتة الرئيس محمد عبد الله المعروف بـ باسم "فرماجو".
من جانبه قال محمد الدابولي، باحث في الشأن الأفريقي، إن حكومة الرئيس الصومالي «محمد عبدالله فرماجو» تعيش أزمة سياسية عنيفة إثر تأجيل عملية الانتخابات التشريعية التي كان من المقررلها عقدها نهاية 2020، والتي بدورها سيترتب عليها اختيار رئيس البلاد الجديد من خلال اختيار النواب الجدد، تأجيل الانتخابات أجج الصراعات الداخلية في البلد المضطرب الأمر الذي دفع حكومة فرماجو إلى الاستعانة بالدعم التركي المتمثل في القاعدة العسكرية التركية في مدينة مقديشيو والتي سبق تأسيسها في عام 2017.
وأضاف الدابولي في تصريحات لـ"البوابةنيوز"، أن الدعم التركي لحكومة فرماجو يأتي لعدة أسباب وهي الخشية من وثوب المعارضة على رئاسة البلاد: خلال السنوات الأخيرة واجهت حكومة فرماجو معارضة عنيفة من قبل حكام الولايات الصومالية مثل ولايات جوبالاند وغلمدج وغيرها من الولايات، وخلال تلك الفترات حرص فرماجو على التخلص من خصومه السياسيين مستعيننا بذلك بعد القوي الاقليمية له كإثيوبيا وتركيا وقطر، الأمر الذي خلق خلق معارضة شديدة في العديد من الولايات الصومالية للسياسات التركية في بلادهم، وسابقا تداولت أخبار حول رغبة تركيا في إقامة قاعدة عسكرية ثانية في الصومال وتحديدا في مدينة كسمايو عاصمة ولاية جوبالاند، وهو الأمر الذي لم ولن يلقي قبولا في تلك الولاية الجنوبية، لذا تخشي تركيا من احتمال وصول مرشح صومالي محسوب على قوى الولايات إلى سدة الحكم وهو ما يعني إنهاء الوجود التركي في القرن الأفريقي.
وأشار، إلى أن هدف تركية أيضا هو ممارسة الضغوط على الدول العربية: الوجود والنفوذ التركي في الصومال جاء على حساب نفوذ بعض الدول العربية فخلال السنوات الأخيرة اتخذت الصومال العديد من السياسات المضادة لبعض الدول العربية فمثلا تراجعت الصومال عن موقفها الداعم لبيان جامعة الدول العربية في مارس 2020 الرامي إلى دعوة إثيوبيا إلى احترام الحقوق التاريخية لمصر في نهر النيل، ومن هنا نجد أن الصومال في ظل حكومة فرماجو باتت تشكل عنصر ضغط على الدول العربية وفي مقدمتهم مصر وتلك ورقة سياسية لن تفوتها تركيا، لذا ستسعي إلى اعادة انتخاب فرماجو مرة أخري للحفاظ على توازنها في القرن الأفريقي.
وأكد"الدابولي"، أن الصومال تعتبر لتركيا بوابة للداخل الأفريقي حيث سهلت حكومة فرماجو ولوج المشروع التركي إلى قلب القارة الأفريقية، فمؤخرا انتقل النفوذ التركي من السواحل الصومالية إلى هضبة الحبشة وهو ما يتضح في طلب إثيوبيا من أنقرة بالتوسط في نزاعها الحودي مع السودان، كما تعاظم التواصل العسكري التركي الإثيوبي متمثلا في توريد أسلحة تركية للجانب الإثيوبي، لذا نستنتج ثمة تحالف ثلاثي بين تركيا والصومال وإثيوبيا بدأ يظهر للعلن وستحاول أنقرة الاستماتة في الدفاع عنه ببقاء محمد عبدالله فرماجو عراب هذا التحالف في السلطة إلى أمد بعيد.