بعد معاناة مع مرض السرطان، رحل الفنان الأردني الكبير محمد وهيب، وسط الأجواء الاحتفالية بمرور مائة عام على تأسيس دولة الأردن، حيث لعب الراحل دورا مع الجيل المؤسس للإذاعة الأردنية في رام الله بفلسطين ثم في عمان.
وفي يوليو من العام الماضي 2020، تواصل عدد كبير مع "وهيب" للاطمئنان على صحته ورفع معنوياته، ما جعل الفنان يرد ببيان مطول يشكر فيه كل من زاره وحاول الاطمئنان على صحته، نشرتها جريدة الدستور الأردنية، جاء فيها " كلمة شكر قال فيها: من لا يشكر الناس لا يشكر الله، وبالشكر تدوم النعم، وإن شكرتم لأزيدنكم، أنا الفنان محمد وهيب، أتوجه بالشكر الجزيل إلى كل من زارني من أصحاب المعالي والعطوفة، ومن الزملاء الفنانين أو قام بالاتصال معي هاتفيا وأخص بالشكر بيتي الثاني مؤسسة الإذاعة والتلفزيون والتي خصصت لي مكافأة شهرية من أيام المدير العام فيصل الشبول واستمر جميع مديري الإذاعة في صرفها".
قدم الفنان الراحل محمد وهيب ألوان مختلفة من الأغنية العربية الأردنية، فكان منها الحماسي والوطني مثل أغنية "انت ابني وأنا ببني" التي تحث المواطنين على قيمة العمل وقيمة الموظف والعامل والفلاح، كما أسهم في الأغنية العاطفية وانفتح على قصائد وكلمات الشاعر نزار قباني فلحن له ثلاث قصائد وهي "وصاحبتي إذا ضحكت يسيل الليل موسيقى"، و"أحلى خبر" و"عيناك كنهري أحزاني"، كما لحن قصيدة أمير الشعراء أحمد شوقي "بي مثل ما بك يا قمرية الوادى.. ناديت ليلى فقومي في الدجى نادي".
درس "وهيب" الموسيقى في القاهرة على أيدي كبار الفنانين المصريين، وكان ممن ساهموا في تأسيس الإذاعة الأردنية في رام الله، وبعدها في عمان.
وعرف "وهيب" من خلال عدد من الأعمال الفنية التي نالت شهرة واسعة عبر الإذاعة الأردنية، ولاقت استحسان الجمهور الأردني والعربي.
غنى من ألحانه فنانون أردنيون وعرب منهم ملحم بركات، وإسماعيل خضر، وفؤاد حجازي، وموفق بهجت، ودياب مشهور، وسميرة توفيق، وفيصل حلمي.
يشار إلى أن "وهيب" والمعروف برائد الأغنية الأردنية، كان قد ولد في القدس عام 1935 ثم رحل صباح اليوم السبت بعد معاناة مع مرض السرطان، تاركا إرثا فنيا يشبه جيل العظماء مثل محمد عبدالوهاب وحليم وفريد الأطرش.
