الجمعة 26 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

تقارير وتحقيقات

جريمة الآيفون.. نجل قيادي حزبي يدفع حياته على يد لصين بالبدرشين.. الأب: كان يدافع عن نجل شقيقته.. الكاميرات رصدت السرقة بالإكراه والإعدام هو القصاص العادل

البوابة نيوز
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
كانت عقارب الساعة تشير نحو السابعة مساء يوم الاثنين الماضي، ومركز شرطة البدرشين في انتظاره حالة طوارئ، فبداخل مكتبه في الطابق العلوى المخصص لوحدة المباحث، كان المقدم محمد طبلية، رئيس مباحث مركز شرطة البدرشين، قد وصل للتو، ويفحص أوراق قضية قيد التحقيق، يقطع انهماكه في العمل صوت جهاز اللاسلكى القابع أمامه معلنا بداية ساخنة ليوم عمل جديد: «حدوث جريمة ووقوع قتيل بدائرة المركز يافندم»، اعتدل الضابط في جلسته لأهمية المعلومة وأمسك هاتفه ليخطر رئيسه المباشر، اللواء محمد عبد التواب مدير الإدارة العامة لمباحث الجيزة، ليوجه بسرعة الانتقال والوقوف على ملابسات الواقعة.



في غضون 10 دقائق انتقلت قوة أمنية من وحدة المباحث، على رأسها المقدم محمد طبلية، لمسرح الجريمة، وفور وصوله، عاين الضابط مسرح الحادث بمدخل قرية "المرازيق" دائرة المركز، وأطلع مدير المباحث، على ما يدور هناك، حيث العثور على جثة شاب يدعي "عبد الله محمد سعودي "، 26 سنة، ومقيم قرية "أبو رجوان القبلي" دائرة المرك، يرتدى ملابسه كاملة، وبها جرح نافذ بالقلب، ليوجهه بسماع أقوال شهود العيان ومراجعة كاميرات المراقبة حال وجودها وإجراء التحريات اللازمة، وضبط المتهمين، وبعدها بدقائق وصل فريق من النيابة العامة لمسرح الحادث، ومناظرة جثة الضحية.

التفاصيل الكاملة للجريمة تكشفها "البوابة نيوز" من خلال أسرة الضحية وشهود العيان على الواقعة.



في البداية يقول" محمد سعودي" أمين عام حزب حماة الوطن بالبدرشين ووالد المجني عليه "عبد الله"، انه في يوم الواقعة كان متجها إلى مدينة البدرشين بصحبة نجله "عبد الله" وابن شقيقته، لإتمام شراء احدي الشقق هناك؛ مستقلين سيارتهم الخاصة، وعند وصولهم إلى البدرشين التقوا بأصحاب الشقة، وطلبوا منهم التوجه إلى قرية المرازيق لإنهاء أوراق البيع هناك، ونظرا لكثرة العدد بالسيارة طلب والد الضحية من ابن شقيقته أن ينتظرهم عند مدخل قرية المرازيق، على ان يعود اليه نجله بعد أن يوصلهم إلى القرية.

واكمل والد الضحية، انه فور وصولهم إلى القرية، دقائق معدودة رجع نجله إلى مدخل القرية سريعا ليلتقي بإبن شقيقته، وقال أن ابن شقيقته أثناء وقوفه بالشارع واتصاله على ابنه عبد الله، لتحديد مكان اللقاء، شاهده شخصين "لهما معلومات جنائية"، ويستقلان توك توك، وشاهدا هاتفه ماركة "آيفون"، فقررا سرقته، ثم افتعلا مشاجرة معه لسرقته، وأثناء وقوع هذه المشاهد كان "عبدالله" قد وصل، وشاهد ابن عمته يتم الاعتداء عليه من قبل سائقي التوك توك، ركن سيارته التي كان يستقلها، ونزل مسرعا لمحاولة انقاذ ابن عمته، على الفور أشهر المتهمان أسلحة بيضاء، وسدد أحدهما طعنة نافذه في قلب "عبد الله"، ليلفظ انفاسه الاخيره ويسقط غارقا في بركة من الدماء عند مدخل قرية المرازيق.

تعالت الصرخات وتوقفت القلوب من فجع الجريمة، المتهمان لاذا بالفرار سريعا تاركين الهاتف الذي حاولا سرقته "الا انه تم ضبطهما فيما بعد".. دقائق ليتلقي الأب مكالمة من ابن شقيقته، الذي كان يصرخ قائلا: "الحقني يا خالي عبد الله ابنك اتقتل".



يكمل الاب حديثه لـ"البوابة نيوز" قائلا: " كاميرات المراقبة رصدت المتهمين خلال افتعالهما المشاجرة مع ابن شقيقته، وإشهارهما أسلحة بيضاء، ومحاولة سرقته بالاكراه، وعند وصول ابنه وتصديه لهما، طعنه أحدهما بمطواة، رافضا ان تحتسب القضية مشاجرة فحسب ويكون اقصي عقوبتها ٧ سنوات، مطالبا القصاص العادل وتطبيق عقوبة الاعدام على المتهم لانهما قاما بجريمة السرقة بالاكراه التي ادت إلى القتل".

وأوضح والد المجني عليه، أن "عبد الله" الضحية، هو ابنه الأكبر، ولديه بنت تبلغ من العمر عام واحد فقط، اصبحت يتيمة الأب، بعد وفاة والدها، كما ان الضحية كان يستعد للتقدم لوظيفة بأحدي شركات البترول، وذلك بعد أن انتهى حديثا من أداء الخدمة العسكرية.

الواقعة بدأت بورود بلاغ لضباط مباحث مركز شرطة البدرشين، تفيد وقوع جريمة قتل عند مدخل قرية المرازيق، لشاب من قرية أبو رجوان القبلي، على الفور انتقل رجال المباحث لمكان الواقعة، وتبين وجود جثة شاب يدعى "عبدالله.م. س"، لقي مصرعه متأثرا بإصابته بطعنة نافذة.

بإجراء التحريات تبين ان سائقي توك توك ارادا سرقة هاتفي المجني عليه وابن عمته بالاكراه، وفي سبيل ذلك استهل المتهم مطواة من بين طياته، وطعن بها المجنى عليه وتركه جثة هامدة غارقة في دمائها، وتمكنت القوات من ضبط المتهم، وبمواجهته اعترف بارتكاب الواقعة، وتحرر المحضر اللازم بالواقعة، وتولت النيابة التحقيقات.